{{تغريدة الشــــــــــــــعر العربي }} بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك – الفايدي

(((حب في زمن الصمت .. !! )))
مع حفيدة الملكات
الشاعرة و الأديبة المصرية " نورا جويدة "
أَيُّهَا الطَّاوُوسُ
المُخْتَالُ
فَاشِلَةٌ أَنَا فِي إِثَارَةِ غَيْرَتِكَ
أَنَا امْرَأَةٌ
إنْ أَحَبَّتْكَ فِعْلًا
تَعْجَزُ بِالْقَطْعِ
أَنْ تَخُونَك
------
مازالت بحور الشعر العربي تفيض بالابداع الفني و العشق الجمالي وظلال الموروث الحضاري مع رحيق ينبع من أغوار الروح المسكونة بالخيال الذي يداعب المكان و الزمان و من ثم يتجلي صوت الشاعر المغني الذي ينقش الأمل علي وجه الوطن المسافر بين حنين الصبا و الواقع بكل أطيافه ---
و الذي يملأ الحياة شدوا و عبيرا و يحكي الذكريات ويحلم بالخيال عندما ينفلت من زمن الواقع كي يرسم بلوحته مباهج العمر في تلقائية يسطر من خلالها تباريح رحلة العشق المنسية وجعا و املا في الوصول نحو عالم ينزف من غياهب القهر و المستحيل كي يعود الي بارقة الفجر من جديد ---
و يزهو بصورته الجميلة الشاعرة وتبدو نزعاته و رغباته تشكل ملامحه مع السنيين صدي أمنيات تحمل ظلال الوجدان السابح مع نبض الاحاسيس بمفرداته يترجم لنا ماهية الكون و حركة الانسان في منظر بهيج هكذا ---- و شاعرتنا " نورا جويدة " تطل من مخدعها ترسم بحرفها ملكة النيل المتوجة علي جدار الصمت تحكي عبقرية الوجود ---
أنها الشاعرة و الأديبة المصرية ( نورا جودة ) المولودة بالقاهرة
و قد حصلت على جائزة أفضل اديبة مصرية عام 2010 عن كتاب حب في زمن الصمت ..
قدمت الكثير من الاعمال الأدبية والفنية كالشعر والنثر ..
نعم انها عاشق الحرف حيث تقول في مقطوعة بعنوان " لاتصدقهم " :
إن قالوا اني عاشقة
ان رسموني بالحروف
كليوبترا السامقة
لاتصدقهم
إن علقوا صوري علي الجدران
وبدوت فيها متألقة
لاتصدقهم
قأنا ضائعة ممزقة
تزعم انها تلك الواثقة
كل الظنون ياسيدي
أن لم اعترف لعينيك بها
غير صادقة
لاتصدقهم
من دواوينها منشورات روائع :
----------------------------
- حفيدة الملكات
- في غيابك
- على قيد العشق
مختارات من شــــــــــــــعرها :
---------------------------
تقول شاعرتنا نورا جودة في قصيدة بعنوان (اتخذْ من ملامحي ) تبرز فيها مواثيق الحب الموثق دسستورا أنثويا بين ملامح العيون العربية تعزف لحنها المتسامي من أوتار الليل الحنون كي تصف مشاهد الحب بين ظلال العشاق ومواد دستورها مئات قصائد الحب تسبح بين هالاته نحو الأمل في انتقالات علي أجنحة الروح نحو الافق مع الصباح تلازم ماهية الأشياء في عشق أنس يسير مع ميادين الصمت تمضي في وقار :
اتخذْ من ملامحي
دستورا لعينيك
واتخذْ من صوتي
هرمونيكا
واعزفْ على أوتار
الشوق لعطرك
أنت تأخذني لأول
مراسم الجنون
صعب أن تلتقي الأنثى
رجلا كمثلك حنون
رجلا بالشعر مفتون
رجلا يتقن فعلا من أكون
احتجت لوصف حُبك
لمئات القصائد
وغَدَا العشاقُ
بوصفك يتغنون
أطلق سراح تهورك
غادر هذا الوقار
المُنهك في روحك
البعض على أجنحة
الحُلم يسافرون
راقصني
اختلف معي
توضأ في هيبة
العود الذي أعشق
وانْسَ في الصباح
كل شيء
كل شيء
كم من البشر ينسون
تَعَلَّمْ لأجلي
بعض الفوضى
اجعل بوصلتك
باتجاه عيوني
غَيِّرْ تاريخ هدوئك
الجميع حبيبي يتغيرون....
= = =
و في قصيدة أخري بعنوان ( لن أخونك ) تتجلي فيها نوبات البوح بين أحضان العشق و الغيرة فتطلاطم رؤية المستحل حروفا وردية علي صفحة الجنون في صمود و ثبات متوهج مع بدايات الزمن تنقش مسيرة الحب مع موكب التاريخ في جماليات تطل علي المحبوب و الوطن في علاقة أنثوية تنسج ملامحها في عبقرية الانغام تستقبل مراحل الحياة في وحدة الليل تنهض من ركن الخوف الي زوايا تفوح بعطر الذكريات المورقة مع فجر الصبح المفعم بالامل و الانتصارات فتقول الشاعرة نورا جودة :
لن أخونك
-----
اليَوْمَ
سَأَقْلِبُ صَفْحَةَ جُنُونِي بِكَ
سَأَتَعَقَّلُ
سَأَكْبَر
سَأَتَوَقَّفُ عَنْ تَفَاهَاتِي
فِي حَضْرَةِ رُجُولَتِكَ
اليَوْمَ
سَأَتْرُكُكَ
لَنْ أَلْتَفِتَ إِلَى عِطْرِك
إِلَى وَحْدَتِكَ
إِلَى أَنَاقَةِ مُحَيَّاكَ
اليَوْمَ
سَأُقَاتِلُ تِلكَ الطِّفْلَةَ
الَّتِي تَشْتَاقُ عِنَاقَكَ
وَتِلْكَ الأُنْثَى الَّتِي تُدْمِنُ وِثَاقَكَ
اللَّيْلَةَ
سَأُخْلِفُ اتِّفَاقَكَ
سَأَرْحَلُ وَلَنْ تَلْمَحَنِي أَحْدَاقُك
اسْمَحْ لِيَ اللَّيْلَةَ أَنْ أَخُونَك
أَرْهَقَنِي تَشَبُّثِي بِجُنُونِكَ
لَا تُغْلِقْ أَبْوَابَ أَحْلَامِي وَرَاءَكَ
مَاذَا سَيحْدُثُ
إِنْ قَفَزَ أَحَدُهُم لِأَحْلَامِي
وَحَبَّذَا بَعْدَ أَنْ
جَعَلْتَهُم يَخَافُونَكَ
أَنَا أُنْثَى
تَحْكِي لَكَ عَنْ أَمِيرٍ
اخْتَطَفَ السَّنْدِرِيَلَّا
وَأَنْتَ تَحْكِي
عَنْ نِسَاءٍ كَثِيراتٍ يُحِبُّونَك
لَمْ أَكُنْ يَومًا إِحْدَاهُنَّ
تُرَى بِمَ سَتُسَمِّينِي
لَوْ عَنِّي يَسْأَلُونَك
أَيُّهَا الطَّاوُوسُ
المُخْتَالُ
فَاشِلَةٌ أَنَا فِي إِثَارَةِ غَيْرَتِكَ
أَنَا امْرَأَةٌ
إنْ أَحَبَّتْكَ فِعْلًا
تَعْجَزُ بِالْقَطْعِ
أَنْ تَخُونَك
كانت هذه اطلالة سريعة علي عالم الشاعرة المصرية حفيدة الملكات ( نورا جودة ) عاشقة التراث المصبوغة بالعشق و الجمال و حب الوطن –
تفتح نوافذ التاريخ تجكي لنا حكاية العشق مع عصور مدينتها التليدة تستوحي منها القيم و الأصالة و التغزل و التبتل في محراب حروفها تعزف صدق مشاعرها النابضة مع حركة النهر الخالد بين ظلال الصوت و الضوء تطل علي مرافيء التاريخ في عودة وحنين –
و من ثم تفيض و تشرق كقرص الخير تتوحد في كبرياء معه مع مواسم الحب و العشق و الحصاد و النماء و تغني أنشودة الخلود دائما
مع الوعد المتجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله --------
==========