GuidePedia

0

حمار الطاحونة
بقلم / محمود شنيشن
 كان بعضاً ممن لا يزال لديهم بصيص امل وقليل رجاء تترقب بشغف حسم هذا الصراع الطويل االدائر بين المستقبل الطامح الثرى بأفكارة البنائة وشبابة الفتى الحر اليافع وبين ذلك الماضى البغيض الفقير بافكاره الباليه وشيوخه العجائز وقيمه الآستبداديه الآستعباديه المهينه ، كان هؤلاء المتطلعون المترقبون ينتظرون بشغف حسم الصراع للمستقبل بقيمه وافكاره لعلها تخفف قليلاً ضمور الحياة بحالة التخلف والجهل وحدة الإحتقان التى يعيش هؤلاء مجبرين وسط مخاضاتها العسيرة المتكررة التى لا تنتهى افرازاتها النتنة ويستشعرون كل مرة الام وضع اجنتها المشوهه المبتسرة ، لكن كعادة تاريخهم المرير آتت رياح التغيير بما لا تشتهيه سفنهم المتهالكة ، فالفرصة كغيرها ضاعت هباءاً كما تتضيع الفرص ولم يتبقى من زكراها سوى الحسرة والندامة عليها وعلى ما آلت اليه اوضاعهم التى اذادت حيرة وبؤس.
 ولآن جميع الآنظمة الديكتاتورية الشمولية تقريباً واحدة متشابهه فهى فاسدة بمتياز تمارس الطغيان والتسلط بصور كثيرة متعددة ، بداية من التعسّف والجور فى استخدام ادوات السلطة لانتهاك الحرمات الشخصية والخاصة إلى قمع الحريات العامة والعصف بها والتنكيل بكل صاحب رأى ، الى جمعها المحرم ما بين الثروة والسلطة ، ومصادرتها لكافة حقوق الشعب المكتسبة وصولاً إلى التحكّم بمصيره ورسم مستقبل غامض ومجهول له دون إرادة منه ، فلا يستطيع احد او هيئة اهلية او حكومية او مؤسسة شعبية رقابية لتسألهم وتحاسبهم عن ذلك ، هم متحصنون ضد ذلك لانه الديكتاتورولا يستطيع احد ان يوبخه او يتهمه فضلاً عن توجيه تساؤل له فى الاساس الى اين نحن سائرون؟.
 فالفرق بين الأنظمة التعدديّة التشاركية والآتظمة الديكتاتورية التسلطية أنّه في الاتظمة الديموقراطية سعة للتحرك والتحرك المضاد ، ومن التضاد فى الأفكار المطروحة وغزارتها يتم تلافي الأخطاء وتجاوزها ، وهذا الحراك الناشىء يفتح افاق كثيرة من قنوات العمل الشرعي ويسمح بإيجاد فرص كبيرة تتعاظم في المجتمع على كافة الصعد والمستويات ، مما يدفع المجتمع للامام ويعزز من تلاحمه ويجعله اكثرحيوية ونشاط بحيث يتطبع ويتمتع جل افراده بالصفات الإيجابية وبالقيم الانسانية ويناهض السلبية ومسالب الفوضوية ومثبطات الهمم ، وذلك بعكس المجتمعات المنغلقة الخاملة التي تقودها الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية الشمولية التى تلف وتدور فى حلقة مفرغة كحمار الطاحونة الذى يدور في مكانه ولا يبرحه ابداً 
 محمود شنيشن

إرسال تعليق

 
Top