بغداد وزمن الموت
المقطع الثالث
بدت عورة الناس في الطرقات
فمن يرفع الظلم قبل الممات
ويزرع زيتونة للسلام
يعيد لنا الأبتسام
ويسقي النخيل بماء العيون
فما أجمل الباسقات
اذا ترتوي من زلال الفرات
وما أطيب التمر عند الفطور
وبرد النسيم وصوت الطيور
نغني مع العندليب بلحن جميل
نغني ونسقي النخيل
نزيح عذاب السنين
فما أحوج الناس للأغنيات
لننسى الخبيث من الكلمات
لننسى الهموم ونحيا الحياة
فماذا جنينا فكنا جناة
نجوع وأرض الفراتين أرضي
نهان ونحن حماة لدين وعرض
فيا عجبي أين عصر الرشيد
وبغداد شمس البلاد
منارة علم لكل العباد
يحج اليها جميع الشعوب
وبعد قرون رجعنا نعيش الغروب
نسينا الشروق ومعنى الصباح
ذبحنا الأماني وأدنا القلوب
زرعنا الشقاء حصدنا العذاب
فلا نعرف اليوم الا الخطوب
وطول الدجى ونعيق الغراب
فاذا هذه تكون الحياة
فكيف يكون الممات
فنحن نموت ونحيى بلا أمنيات
فتبا لكل الطغاة
فما ذنب طفل يعيش الضياع
يموت وحيدا بدون وداع
فشكرا لعصر الضباع
وشكرا لمن سكنوا في القلاع
تركنا الحقيقة عشنا الخيال
ركبنا السفينة عكس الرياح
نسير كطير بدون جناح
سكنا بيوتا بنيناه فوق الرمال
وفي أول الليل صرنا عراة
وصرنا ضحايا لجيش الغزاة
فيا صاحبي أين طوق النجاة
نموت على الطرقات
نموت على الشرفات
نموت بدون جريره
نموت بلا صلوات
فيا صاحبي أين طوق النجاة
فيا صاحبي أين طوق النجاة
إرسال تعليق