GuidePedia

0
من أحاديث النفس :
مقدمة مصنف لى بعنوان [[ وصفات ،،، من النباتات ،،، للوقاية والعلاج ]] :
**************************************************************
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه وتابعيه إلي يوم يقوم الناس لرب العالمين .
وبعد
فقد ورد في القرآن الكريم كثير من أسماء النباتات والفواكه التي اكتشف العلم الحديث أن لها فوائد صحية كثيرة ، مما يؤكد على وجوب تدبر آيات القرأن الكريم والتفكر فيما ورد فيها من عظات وعبر وفوائد للإنسان ، لدينه ولدنياه ، ومنها مايدور حول صحته والحفاظ عليها من الأمراض وقاية وعلاجا ، وكذا الوسائل اللازمة في سبيل ذلك ، وبخاصة فيما يتعلق بالزروع والنباتات والغذاء والدواء .
ولقد اهتم المصريون القدماء بالفوائد الطبية لكثير من الأعشاب والنباتات ،، وسجلوها في بردياتهم منذ أكثر من 5000 سنة ، من مثل بردية (ايبرس) التى تعد أقدم وأهم بردية طبية في العالم ، وبردية كاهون ، وبردية أدوين سميث ، وبردية هيرست ، وبردية لندن ، وبردية برلين .
إذ نجدهم قد استخدموا الثوم والبصل والعرعر لمعالجة كثير من الأمراض, وأيضا الصبار والفجل والحنظل والـزعـفـران والـزيـزفـون والترمس والحلبـة والجـمـيـز والـزيـتـون والرمان وحبة البركة والينسون والكمون وحـب الهيل والبابونج والقرنفل والكراوية والخروع والقرفة والبابونج والزنجبيل والشمر والنعناع والمر والخشخاش والمرمرية والسمسم والزعتر والقنب وغير ذلك.

ولما حدث التلاحم بين الحضارتين القديمتين المصرية واليونانية نبغت الثانية في مجال التداوى بالأعشاب بشكل ملحوظ ، حتي إذا كان زمن أبى الطب والأطباء أبقراط ( ت 377 ق. م ) كان التقليد الأوروبي قد تشرب أفكارا من أشور والهند ومصر القديمة ، وكانت الأعشاب الشرقية من مثل الحبق والزنجبيل من أكثر الأعشاب استخداما لديهم.
وقد ذكر أبقراط أكثر من 350 نباتا طبيا في كتابه [ Corpus Hippocraticum ] ،، منها القرنفل والقرفة والأرقطيون ،،
وقد كتب دسقوريديس ــ طبيب أنطونيو وكليوباترا ــ كتابه في المواد الطبية :
[ De Materia Medica
في سنة 60 ميلادية ، تناول فيه حوالي 600 نباتا طبيا
وقد بقى هذا المصنف هو الكتاب الطبي القياسي لمدة 1500 عاما .
ومع سقوط روما في القرن الخامس الميلادي انتقلت مراكز العلوم والمعرفة إلى الشرق، فتبنى المسلمون والعرب بكثير من الحماس والإخلاص مذهب جالينوس الطبي ، ودمجوه بالمعرفة الطبية المصرية والعربية والآشورية، ونشط ذلك بشكل ملحوظ في العصر العباسي ، فأنشئت ( دار الحكمة ) في بغداد ، وظهرت فيها طائفة اشتغلت بعلوم وصناعة الأعشاب واتخذوا لهم حيا سمي حي العشابين ،،
وكانوا يطلقون على باعة الأعشاب في ذلك الوقت كلمة ( صيدلانى )،
ويرجع الفضل للعرب في تأسيس علم الصيدلة وفتح أول صيدلية في التاريخ ، إذ كان ذلك في أوائل القرن الثامن الميلادي.
وهذا هو ضياء الدين ابن البيطار المالقي ( ت 646 هـ = 1248م ) رحمه الله تعالى ،، كان إمام النباتيين وعلماء الأعشاب ، انتقل بالزراعة والنباتات إلى مرحلة متطورة جديدة ، كان لها أكبر الأثر في الذين جاءوا من بعده من أهل الزراعة والنباتات والعشابين على وجه العموم .
ولذلك كان كتابه ( الجامع لمفردات الأدوية والأغذية ) بمثابة أول معشبة نباتية ، وأول صيدلية ، بل وأحد أسس تكوين علم العقاقير الحديثة ، إذ ذكر فيه 1400 نباتا ، مع رسومها التي رسمها له بعض أصدقائه المهرة ، ومن هنا ترجم كتابه القيم ( الجامع ،، ) أكثر من مرة ، بل وطبع عشرات المرات ،،،
ولابن البيطار أيضا كتاب ( المغني في الأدوية المفردة ) ،، يحتوي على بحث قيم فى الأدوية التي لا يستطيع الطبيب الاستغناء عنها .
وكان أبو الحسن علاء الدين ابن النفيس ( ت 687 هـ = 1288 م ) رحمه الله من أعظم شيوخ الطب بالديار المصرية في عصره ، فقد كان أول من اكتشف الدورة الدموية الصغرى ... وقد ألف كثيرا من المؤلفات والمصنفات القيمة ، وعلى رأسها كتاب ( الشامل ) ،،، وهو أضخم موسوعة طبية يقوم بها فرد واحد ، إذ دلت فهرسته على أنه يقع في 300 مجلدا ،
ومع كل هذا العلم الواسع اشتهر عن ابن النفيس أنه لم يكن يصف دواء ما أمكنه العلاج بالغذاء ، حتى إن العشابين المعاصرين له كرهوه ،،،
وهناك أبو الحسن على بن العباس المجوسى الأهوازى ( ت 384 هـ = 944 م ) ، أحد مشاهير الاطباء العرب ، ومؤلف كتاب ( كامل الصناعة الطبية الضرورية ) المعروف بالكتاب الملكى ، إذ صنّفه للملك عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة أبي علي حسن بن بويه الديلمي ، قال فيه :
إن أمكنك أن تعالج العليل بالغذاء فلا تعطه شيئا من الدواء ،،، وإن أمكنك ان تعالج بدواء خفيف مفرد فلا تعالج بدواء مركب ، ولا تستعمل الأدوية المركبة والمجهولة .
ومن أهم كتب الطب العربية التي ظهرت في عصر النهضة الطبية الإسلامية ( القانون ) للشيخ الرئيس ابن سينا ( ت 428 هـ = 1037 م ) ، حيث سجل فيه أكثر من 700 نوعا من الأدوية المستخرجة من الأعشاب، وقد ترجم هذا المؤلف القيم إلى اللاتينية ليصبح أحد أهم الكتب الدراسية الرئيسة في كليات الطب الغربية.
ويدرج من بعد ابن سينا في الطب أبو بكر الرازي ( ت 311 هـ = 923 م ) صاحب كتاب ( الحاوي) ، وهو موسوعة طبية عربية كبيرة ، وقد لقب أبو بكر الرازى بأبي الطب العربي .
وهناك أيضا أبو على يحيى بن عيسى بن ِجِزلة البغدادي ( ت 493هـ = 1100 م ) الذي وضع أول قاموس عن الأعشاب الطبية في موسوعته الطبية والصيدلانية ( منهاج البيان فيما يستعمله الإنسان ) في الطب في الأدوية المفردة والمركبة ، وله أيضا كتاب بعنوان ( تقويم الأبدان في تدبير الإنسان ) ، صنفه مجدولا للمقتدي بأمر الله العباسي، عني فيه بذكر أنواع الأوبئة والأمراض وأوقات ظهورها، والبلدان التي تنتشر فيها، وطرق تشخيصها، وكيفية علاجها، وذكر فيه بعضا من الأدوية السامة ، وعلامات المصابين بسمها،
ومن أطباء العرب الشهيرين أيضا رائد الطب الجراحي أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوى الأندلسي (ت 404 هـ = 1013 م ) ، فقد عُدَّ كتابثه (المفردات) مصدرا مهما لكتب الأعشاب الطبية الأوربية من بعد ذلك ،
وكذلك ظهر العلامة داوود بن عمر الأنطاكي ( ت 1008 هـ = 1599م ) ، ومرجعه الفريد في الأعشاب الطبية ( تذكرة أولي الألباب، الجامع للعجب العجاب) المعروف بتذكرة داوود .
وفي الصين ، كانت للأعشاب مرتبة عظمي من جانب المعالجين الطبيعيين الصينيين منذ مئات السنين ، وأول كتاب طبي صيني في الأعشاب الطبية كان فى سنة 1000 قبل الميلاد ( Classic of Materia Medica ) ،،، وضعه العالم الصيني شن نونغ في القرن الأول الميلادي واحتوى على لائحة من 365 دواء علاجيا ،، 90% منها من أصل نباتي ،،،
أما الآن فالصين لديها أكبر قائمة نباتات طبية في العالم ، تضم حوالي 5800 نبتة طبية.
وفي الهند تعد مدرسة الأيروفيدا ( Ayurveda ) من المدارس المتميزة في مجال الأعشاب الطبية. وقد احتوت كتب الهند القديمة علي أكثر من 2500 نبات طبي ، مصنفة بحسب تأثيرها على الجسم وعلى الأمراض المختلفة .

وفي عصرنا الحديث ، حيث أصبح الاتجاه إلى التداوى بالأعشاب الطبية صيحة موضوعية مكررة ، تطلقها المعاهد العلمية في البلاد المتقدمة ، هربا من الآثار السمية المدمرة للكيميائيات الدوائية .
وبصدد العلاج بالأعشاب والنباتات الطبية عقدت كثير من المؤتمرات العالمية ، وكان أهمها مؤتمر ماستريخت في هولندا ، ذلك الذي كان تحت رعاية منظمة الصحة العالمية ( WHO ) وحضره ممثلو أكثر من 100 دولة ، وصدرت عنه عدة توصيات ،،،
كان من أهمها:
1 ـ حث منظمة الصحة العالمية علي وضع دستورعالمي تشترك فيه الدول المشاركة لجمع مواصفات وخصائص النباتات والأعشاب العلاجية.
2 ـ إنشاء المعاهد والكليات المتخصصة بتدريس طب الأعشاب الطبية ، ومنح الدارسين الدرجات العلمية المختلفة.
3 ـ وضع مقررات تجمع بين كل من التعليم الصيدلي والطبي وطب الأعشاب كما هو متبع في اليابان والصين والهند.
فإذا ما ذهبنا إلي الحديث عن الأعشاب وتأثير بعضها طبيا علي جسم الإنسان ، وجدنا لها كثيرا من صور التأثير ،،،
من ذلك ما يأتي على سبيل المثال :
1 ـ التحفيز:
ويقصد به تحفيز جهاز المناعة ، بالإضافة إلى القوة الحيوية الطبيعية في الجسم لمقاومة المرض، ومثال على ذلك الثوم والبصل والحبة السوداء والزنجبيل والجنسنج.
2 ـ تنقية الدم:
وهذا يحتل أهمية فائقة عند المعالجين بالأعشاب ، إذ إن تنقية الدم ومعادلة الحامضية الفائضة يؤدى إلى انحسار أسباب المرض ، وبذلك تزول الأعراض ، ومثال على ذلك الهندباء البرية والأخناسيا والسفراس.
3 ـ التهدئة:
وتعطى عندما يكون المريض فى حالة عصبية وقلقة ، وحساسا بالشكل الذي يعرقل عملية التغلب على المرض مثل: جذر الكمفرى، والبابونج.
4 ـ التنشيط:
ويقصد به بناء طاقة الجسم ، خصوصا للضعفاء والمرهقين وتستعمل ، غالبا في حالات الأمراض المزمنة والمنهكة ، أو في فترة النقاهة من الأمراض الحادة ، مثل الجانسنج والبقدونس والشطة.
5 ـ إدرار السوائل :
ويقصد به موازنة كميات السوائل في الجسم وبخاصة الماء الذي يشكل معظمها، مثل شواشي الذرة والبقدونس.
6 ـ التعريق:
ويقصد به إخراج العرق من مسامات الجلد ، لمعالجة الأمراض الجلدية ومعالجة البرد ، ومثال على ذلك الزنجبيل والفلفل والقرفة والبابونج.
7 ـ التقيؤ:
ويقصد به إخراج ما فى المعدة عند الإحساس بالغثيان ، أو في حالات التسمم ، ومثال على ذلك نبات اللوبيليا.
8 ـ إطلاق البطن:
ويقصد به إخراج الفضلات المجتمعة في الجهاز الهضمى ، لتفادي امتصاص السموم من الفضلات الموجودة في الأمعاء إلى الدم ، كما في حالات الإمساك ، ومثال على ذلك الصبار والكسكرة والسنامكى وعرق السوس.
9 ـ مضادات الميكروبات:
ويقصد بها مضادات البكتريا والفيروسات والفطريات ، وتستخدم للمساعدة على علاج الأمراض التي تسببها الميكروبات السابقة ، ومثال على ذلك الثوم والعرقسوس.
وقبل الدخول في بسط التفصيلات يهمنا أن نبدأ بذكر بعض التوصيات الهامة والمهمة التي يجب مراعاتها والأخذ بها بعين اليقظة والأهمية ، باعتبارها من باب النصائح الأولية الهامة بصدد التداوى بالأعشاب :
@@ يجب عدم اللجوء مباشرة إلى العلاجات العشبية بمجرد الإحساس بالمرض والرغبة في الإستشفاء ، بل يجب استشارة المتخصصين في ذلك ، من باب " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون " . فقد يكون ما سمعت أو قرأت علي غير ما استوعبت ، أو طبقت ونفذت .
@@ حذار ثم حذار من الإقدام علي معالجة الأعضاء الحساسة في الجسم ( العين والأذن والأنف ،، الخ ) بوصفات علاجية من الأعشاب والنباتات الطبية ( أو غيرها ) إلا تحت إشراف دقيق من ذوي التخصص ، إذ العلاج بالوصفات ( كمادات ، أو لبخات أو مسوحات ودهانات ) علي باق أعضاء الجسم ، مهما كان خطرها أو نتائجها العكسية فلن تصل إلي مثل الأخطار الناتجة من تلف أحد الأعضاء الحساسة في الجسم ، وقصاري الأمر قليلا من العلاج والتداوي لدفع الأثر المعاكس .
@@ بالنسبة للأطفال الرضع ، ينصح بعدم إعطائهم العلاجات العشبية إلا بمعرفة المختصين .
@@ يجب تشخيص المرض بدقة ، إعتمادا على وسائل التشخيص الطبي الحديث ، لأن نجاح العلاج يعتمد أساسا على دقة التشخيص.
@@ يجب أن تحدد أنواع الأعشاب المستخدمة وكميتها وجرعتها ووقت استخدامها بدقة، وعدم تداخلها أوتضادها ، وذلك بمعرفة الطبيب المتخصص ، أو أخصائي العلاج بالأعشاب ، الدارس المتخصص في هذا المجال ،،،
فالنباتات والأعشاب الطبية منها ما يستخدم على طبيعته ، ومنها ما يستخدم مع غيره ، ومنها ما تستخدم سيقانه أو جذوره أو ورقه أو جميعها معا ، وهكذا .
@@ إذا كانت لديك حساسية من أية نباتات أو زهور أو حبوب اللقاح، فانتبه للتعليمات التي يحملها المستحضر بخصوص هذه الأمراض.
@@ العناية الدقيقة المناسبة فى عمليات الجمع والتجفيف والتخزين والتصنيع ( تجفيف الأزهار والأوراق يجب أن يكون فى الظل ، أما البذور فيفضل تجفيفها في الشمس , وأما الجذور فتجفف من بعد غسلها وتشق طولا إلى نصفين ، وتقطع قطعا صغيرة ، وتوضع في الشمس مباشرة مع تباعدها عن بعضها ، وكذلك الأمر بالنسبة للثمار
وأما شراب الأعشاب فيصنع عن طريق النقع( .
@@ معرفة تصنيف الأعشاب الطبية بحسب درجة الأمان :
1 ـ النوع الأول وهو الأعشاب الآمنة :
وهي الأعشاب التي شاع استعمالها منذ قرون ، وليس لها أية أثار سمية ، وينصح باستعمالها في معالجة المشكلات الصحية العارضة ، من مثل الينسون والشمر لغازات البطن، والمريمية للمغص ، والثوم والبصل لنزلات البرد، والحناء لتساقط الشعر. الخ
2 ـ النوع الثاني أعشاب غير شائعة الاستخدام بكثرة :
وقد تكون غير معروفة للأشخاص العاديين ، ولكنها معروفة لدى العطارين وفى الصيدليات التي تبيع الأدوية العشبية مثل الجنكو والجانسنج والراوند وغيرها ،، وهذه النباتات لا يجب أن تستعمل إلا بوصفة دقيقة من أخصائي الأعشاب الطبية.
3 ـ الأعشاب التي تحتوى على نسبة سمية :
وهذه النباتات تخضع لقوانين الأدوية الكيميائية في سبب تعاطيها وجرعاتها وفى أوقات استخدامها ، ولا يجوز للمريض أن يتعاطاها إلا بمعرفة طبيب متخصص ، مثال ذلك نبات البلادونا والداتورة والدفلة .
@@عدم تجاوز الكمية المسموح بها من الأعشاب وإلا أعطت نتائج عكسية .
@@ المواظبة على تناول العلاج وفقا للطريقة المبينة لكل منها ، إذ أن نتائج العلاج بالأعشاب قد لاتظهر إلا بعد 4-6 أسابيع ، وربما أكثر .
@@ في حالة وجود أمراض مزمنة يجب سؤال الطبيب المختص قبل استعمال العلاج العشبي ، وذلك لضمان عدم حدوث تداخلات دوائية .
@@ تمتنع الحائض والحامل والمرضع عن العلاج طيلة حالتها الخاصة .
@@ يجب التعامل مع العطارين والعشابين ذوى الخبرة الواسعة والسمعة الطيبة ، وذلك عند شراء الأعشاب الطبية الموصوفة للمريض .
@@ لاتشتر الأعشاب مطحونة جاهزة ، بل خذها من العطار كما هى على حالتها ، واطحنها بمعرفتك فى منزلك ،
@@ الأعشاب ذات الزيوت الطيارة كالينسون والكراويا تختبر جودتها بفركها فى اليد ، فإن كانت رائحتها قوية ونفاذة فهى جديدة وجديرة بالشراء ، وإلا فلا .
@@ يجب ملاحظة نقاء العشبة المراد شراؤها ، وخلوها من الأعشاب الأخرى ، فضلا عن الشوائب والحشرات المختلفة .
@@ عند شراء الأعشاب المراد استعمال جذورها ، يجب التأكد من خلوها من السوس ، الذى تظهر آثاره على شكل خروم صغيرة ، يمكن رؤيتها بسهولة .
@@ ينبغى أن يسحق كل واحد من أصناف الأدوية مفردا ، ثم يصحح وزنه الموصوف ، ثم يخلط بما يراد خلطه مع أعشاب أخري .
@@ ينبغى مراعاة حفظ العصائر والممزوج فى أوان زجاجية ، أما البلاستيكية فلا ، لتفاعلها مع المكونات .
@@ من المعوقات في استخدام الأعشاب في زمننا هذا عدم معرفة بعض أسماء الأعشاب التي تم وصفها في المؤلفات القديمة ، أو اختلاف اسمها من منطقة إلى أخري, وافتقار كثير من المتعاطين للطب الشعبي للعلم والخبرة.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المصنف الذي بين يديك أيها القاريء الكريم ، إنما هو حصيلة قراءات متتابعة لكتابات متعددة ، وردت في بطون الكتب والمطبوعات والمصنفات المتنوعة ، والتي تتوزع بين كل من كتب السيرة النبوية ، وكتابات الأئمة المصنفين من السلف الصالح في هذا المجال ، من مثل الطب النبوي لإبن القيم رحمه الله تعالي ، وتراجم الأطباء المسلمين ، وكتابات المتخصصين في علوم النبات والطب والصيدلة ،،، الخ .
وغاية الأمر من ذلك هو المساهمة بجهد المقل في سبيل محاولة الوصول إلي حياة تنعم بالصحة والعافية ، من خلال استعمال واستخدام النباتات وقاية وعلاجا ، ذلك الذي تنتشر أسباب الأخذ به يوما بعد يوم ، في مقابل التداوي بكثير من المركبات الكيميائية التي قد تصلح شيئا وتفسد ثلاثة . وأقرب ما يخطر علي البال مثالا علي هذا هو ( الكورتيزون ) ،، ذلك الذي اعتبر صيحة في مجال الدواء لعلاج بعض الأمراض ، فإذا ما ذهبت تقرأ عنه وعن آثاره الجانبية وجدت عجبا ، يفتك بهذا المرض أو ذاك ، إلا أنه حتما ، يخلف آثارا من أخطر ما يكون علي جسم الإنسان ، حتي إن قطع استعماله فجأة لم يقل به أحد ، ولذا فلابد من التدرج تناقصا في جرعاته ، علي حين أن نباتا مثل ( العرق سوس ) يعطي من النتائج ما يقارب هذا الدواء الكيميائي الخطير ،

ولا يخفاك أن هناك من النباتات ما تؤدي مثل هذه النتائج ، ولكن بمأمن ملحوظ ، ولهذا تنشط الدراسات والأبحاث في اكتشافها وتجربتها ، ومن ثم التوصية بتعاطيها ، وهذه هي مهمة ومسئولية العلماء والباحثين في مجال التداوي بالتباتات . وليس هذا بدعا من القول ، إذ الواقع الآن يؤكد علي هذه الحقيقة بما نسمع ونري ونقرأ لكثير من معاهد الدرس ومعامل البحث وتقارير كبار المختصين .
هذا من ناحية كيفية التداوي بالنباتات وقاية وعلاجا ،

علي أنه كان من نافلة القول وترصيع البيان أن أعرج علي ما يساعد الإنسان علي التمتع بما يحيط به في حياته ، فضمنت مصنفي هذا أبوابا أخري يسيرة ،،، منها علي سبيل المثال : كيفية صناعة بعض العطور ،، كيفية العيش بدون منغصات تسببها القوارض أو الحشرات الضارة ,، كيفية استعادة نظافة السجاد مما يلحق به من البقع والزيوت والأحبار وما إلي ذلك ، وكذا في الأقمشة والملابس ، وأيضا بعض المعارف اللازمة لربة الدار في للمطبخ . مما كان عن تجارب للآخرين وهكذا ،،،،،

ولولا مخافة السآمة والملل من ضخامة الكتاب لأضفت إليه كثيرا من الفوائد التي وردت في مجال الإستشفاء بالأذكار ، مما وصل إلينا من سلفنا الصالح من الأئمة والفقهاء والعلماء ، إلا أن هذا الباب جدير بمصنف منفرد بمشيئة الله وعونه .
ولايسعني في مقامي هذا إلا التضرع إلي الله تعالي بخالص الدعاء أن يمن علينا جميعا بنعمة الصحة والعافية ، وأن يتقبل منا صالح أعمالنا ، وأن يغفر لنا ولآبائنا ولمشايخنا ولأصحاب الحقوق علينا وللمسلمين أجمعين ،
ثم اللهم صل وسلم علي المبعوث رحمة للعالمين ، خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم علي ملته وسنته إلي يوم يقوم الناس لرب العالمين ،،
اللهم آمين ،
ويحسن ويطيب في كل حال وحين الحمد لله رب العالمين .
صلاح جاد سلام

إرسال تعليق

 
Top