GuidePedia

0
( ما نُخقِي وما نُعلِن ) الذي نخفيه ليس كالذي نعلنه . وشتان ما بين الرؤية والإضمار فهل يتساوى الليل والنهار ؟ الذي نخفيه أضعاف أضعاف ما نعلنه لأن طبيعتنا وعاداتنا في احتراف التلون والتمثيل وإظهار ما يحبه الناس ولو على حساب الضمير الغائب ! والدليل والشاهد على ما أقول : كيف يرضى الإنسان المثقف لنفسه أن يكون إمّعة لا يستقر على حال وتجري حياته كلها من أجل أن يرضى فلان أو فلان ولو على حساب المبدأ ! هناك ضمير كالواعظ والمراقب تراه ينخزك إفعل أو لا تفعل وينبهك دوماً الى مخاطر ما أنت قادم عليه وبالرغم من ذلك تتحدى نفسك ومبادءها لتدوس عليها كي تفوز برغائبها والرغائب دوماً لا تقود الى بر الأمان وقد تجلب العار والهوان ! فيا صاحب القلم الحر : ليكن لقلمك هالة تقديس يحب أثرَه كلُّ صاحب ضمير حي وكل شريف يحب الصدق والاستقامة ولا تترك عليك من أفاضل القوم ملامة ! ولا تنس أن المرء مسؤول لا محالة أمام الناس في دنياه على اختياره للكلمة ومسؤول أمام الله وهذا الأهم يوم القيامة ! ومن فظاعة اللسان ومصائبه قد يهوي بصاحبه سبعين خريفاً الى جهنم أو يرتقي الى الدرجات العلا بسبب كلمة ! فاذا رأيت ظالما قد داس على كل المبادئ فلا تمدحه لتفقد شرف المهنة ويبغضك أكابر الأشراف من ذوي العزيمة والهمّة !!! ( الأديب وصفي المشهراوي )

إرسال تعليق

 
Top