GuidePedia

0

دعاء الثالثه بين اخواتها.اخر العنقود.ولانها من اسره بسيطه جدا.يطعن فيها الفقر والمرض فلم تكن سكر معقود كما يقولون.كان ابوها مريض وامها تعمل خادمه في البيوت حتي تنفق عليهم. ثلاثيه الجهل والفقر والمرض. ثلاثيه يرتع الشيطان فيها ويعظ.حياه بائسه وواقع اليم. لا تري الأسره اللحم الا في الأعياد.فتات من بعض الأقارب والجيران. لم تحلم كقريناتها فالحلم علي مثلها محرم. بالكاد حصلت علي مؤهل متوسط بمساعده بعض اهل الخير. أصبحت عروس تنتظر الفارس الذي لن يأتي. لم يكن امام الأسره الا بيعها في سوق النخاسه.كان العريس "لقطه" امريكي يعمل بسفاره بلاده.ويريد ان يستمتع بجاريه من احفاد الفراعنة.لا يهم المال فمثله يملك من المال الكثير.كان صديق لأحد أقاربها. قال له عروستك عندي.ولكن هناك مشكله.انت مسيحي ولا يجوز ان تتزوج من مسلمه.هذا ممنوع في ديننا.ضحك الأمريكي حتي القهقهه.وقال لا بأس سأسلم.كان يريد تلك الفرعونيه باي ثمن. والديانه عنده ليست ذات اهميه. اسلم الرجل وتقدم لأهلها.لم يكن لديها مجال للرفض.فهو بالنسبه لها فرصه كبيره.لتتخلص من الفقر وتساعد أسرتها وتنتشلها من بئر العوز والحرمان. قالت لنفسها ما المشكله كبير في السن لاضير فالشباب في بلدها يعانون الفقر ولا يملكون المال.وحتي لو ملكوه.لا يتزوجون الفقيرات قليلات الحظ والجمال. وافقت يحدوها الحلم في حياه جميله حرمت منها كثيرا. لم تكن تعلم هل ضحك لها القدر أخيرا.وأراد ان يصالحهاعلي الدنيا ويصاحبها الفرح انه وتعانقها السعاده.ام ان في الأمر مأساه جديده.تزوجها شهرين ثم انتهت فتره عمله بالقاهرة وعاد بها إلي أمريكا. حينما سمعت انها ستسافر معه إلي أمريكا أرض الأحلام طارت من الفرحه.فمجرد سماع كلمه امريكا كان حلما بعيد المنال .كيف لمثلها ان تنطق مجرد النطق الكلمه.فرحت جدا امريكا ام التقدم والحريه تفتح لها ذراعيها. يبدو ان البؤس سيخاصمها.ويهجرها للأبد. لكن يبدو ان الحياه كانت تلاعبها.وتحتفظ لها في جعبتها بالكثير من المفاجآت غير الساره.هبطت أرض الأحلام. وكانت منبهره بكل شيء. النظافه النظام الترفيه كل شيء كان رائع بعد فتره قصيره تفاجأت ان له ابنه في مثل عمرها. لا بأس فهي تملك من الفطنه والذكاء ما يجعلها تحتويها.رأت حياه غريبه عليها .حياه مفتوحه .مجتمع يتعاطي كل شيء في حريه تامه.شعرت بجنين في احشاؤها.وأصبحت في مأزق كبير.لكنها قررت ان تتحالف مع الشيطان لتعيش الحياه التي حرمت منها. وكان لديها من المبررات التي تقنع بها نفسها وتميت بها ضميرها. فالإنسان منا اذا فشل في مقاومه الظروف.لجأ إلي حيله التبرير.ستتعاطي تلك الحياه مغمضة عينيها. فالناس سهل عليهم ان ينصحوا غيرهم بمقاومه الفقر والحرمان لكن الواقع شيء اخر.فالفقر وحش ضاري يهاجم ضحاياه بضراوه.ويفتك بهم بلا هواده.أقنعت نفسها انها ضحيه الظروف والفقراء لابد لهم من الحياه. لكن علمت ان زوجها يذهب الكنيسه يمارس طقوس دينه القديم.اذا لم يسلم.كان اسلامه خدعه ليستطيع ان يحصل علي جاريته.هل تضحي ايضا بدينها من اجل الحياه .لا ان الفقراء لا يضحون بدينهم ابدا.كان لابد من التوقف والتفكيرالعميق. قررت الانفصال مهما كان الثمن.تحينت الفرصه عندما تعرفت من خلال زوجها علي محامي من اصل مصري. قصت عليه القصه وطلبت منه ان يساعدها علي إجراءات الطلاق. الأمر بدأ سهلا فالقانون الأمريكي سهل في مثل هذه الأمور.تم الطلاق واصبحت مطلقه غنيه معها طفل. فريسه سهله لمن يحلم بالثراءوكان المحامي أحد هؤلاءاقنعها بالزواج .وأنجبت منه طفلها الثاني. لكنها كان يريد الفرصه ليقتنص اموالها.
سارت بها الحياه وتسارعت السنوات.كعاده الرجل الشرقي الملول بطبعه .فاجاءها في عيد زواجهما الرابع عشر بهديه جميله.عقد زواج من اخري تصغرها في السن ذات جمال ودلال. باعها معظم ما يملك .بيعا قانونيا حتي تقبل بالزواج منه.عاندها القدر ثانيه وحال بينها وبين سعادتها.ابي الاستقرار ابدا ان يصاحبها. قاست الويل في مصر ولاذت بامريكا لتجد أمر منه خيانه وغربه ووحده.عادت تجر اذيال الخيبه. ولكن معها بعض المال لا بأس .مازالت قادره علي المقاومه. ما زالت تطلب الحياه وان لم تطلبها.تسعي إلي الاستقرار وان خاصمها.بدت غير ابهه بتقلبات الزمن وتموجاته.كانها اخدت حصانه.فالظروف القاسيه التي عاشتها أعطتها بعض من صمود ومقاومه .او ربما بلاده في الاحاسيس والمشاعر .فنحن نملك احاسيس كالازهار تنمو كلما وجدت رعايه وتكافل وحب وموده.وتزبل وتنزوي ويذهب ضيها بسبب الفقر والحاجه والاهمال.
عادت إلي مصر ومعها نصف كبدها والآخر تركته في امريكا متحصنا بقانون بلاده الذي يعطيه الحق في تقرير مصيره والعيش منفردا. حريه مطلقه تركوها حتي للأطفال .مجتمع متحلل متفسخ.لم يكن أمامها خيار آخر.تركته وعادت بابنها الثاني مقسومه المشاعر مجزاه الاحاسيس.توفي ابويها بعد عودتها بقليل.أصبحت وحيده في مصر ايضا كما كانت وحيده في الغربه.غربه هناك وغربه في الوطن ايضا.أخواتها مشغولات في بيوتهن واولادهن.والاهل شغلتهم أمور حياتهم.وكل أصبح همه نفسه فقط فلا رحم يصلها.ولا اقارب يودهم. حياه ماسخه لا طعم لها ولا لون ولا رائحه. فقط ننام ونصحو ونتنفس وناكل. الحيوانات ايضا تفعل هذا.افتتحت بوتيك لبيع الملابس وبدأت تركز مجهودها وتفكيرها في العمل.حاولت ان تنسي انوثتها وتدفنها .فلا حيله لها ولا تصرف. تعرفت بحكم عملها علي بعض النساء من مختلف الطبقات. اتخذت من احداهن صديقه لها. كانت سيده متحرره. مقبله علي الحياه بلا قيود من شرع او مجتمع. ازدادت صلتها - بها.حاولت ان تجرها لطريق المتعه الحرام.ولكنها رفضت .كان لديها بعض من دين وحياء. عندما فشلت معها عرفتها علي احد الرجال ذو الوسامه وقالت لها انه اخوها الوحيد.الذي خرجت به من الدنيا.كان يصغرها بعشر سنوات وكان محترف في التعامل مع النساء في مثل عمرها.يعرف حاجتهن للكلمات المعسوله والاهتمام. لاحظت أنه يتقرب منها .كانت في حاجه لمن يشعرها انوثتها ويعاونها في عملها.مثل عليها دور المحب العاشق.تزوجته. وظنت انها علي موعد مع السعاده.وان الحظ دق بابها من جديد. بعد الزواج اكتشفت انه زير نساء يعيش علي حصائد صدورهن .اخذ يتحجج باي حجه ليأخذ منها الأموال.وإن فشل يضربها ويأخذ المال عنوه.ضبطته في وضع مخل مع صديقتها الحميمه.فلم يكن أخوها كما قالت لها بل كان عشيقها. واتفقا ان يحتالا عليها ليسرقا أموالها. فاقت قبل غرق السفينه وضياع ما تبقي من مال وامان.طلقته فقد اشترطت عليه قبل الزواج ان تكون العصمه في يديها.فقد علمتها الأيام الحرص.والخوف المبالغ فيه تجاه الرجال.عادت ووضعت ودفنت نفسها في العمل .مرت سنه. وعاد الزمن كي يلاعبها من جديد.طليقها المحامي يطلب منها الصفح والغفران والعوده للم شمل الاسره من جديد.ولكن هل يتوب الثعلب؟ هل يستقيم ذيل الكلب؟فمن خان مره سهلت عليه الخيانه مرات.ومن باع مره باع مرات.عصف التفكير برأسها.اصبحت حائره لا تدري بماذا ترد.هل تجازف بحياتها وحياه ابنها وبعض ما تبقي من مالها.هل ترفض وتعيش باقي عمرها وحيده. اخيرا بعد طول تفكير اتخذت قرارها.ستعيش لابنها وعملها.ستربي ابنها ليكون رجلا في زمن كثر فيه أشباه الرجال.

إرسال تعليق

 
Top