GuidePedia

0

انتظرت "السِتّ"، كما يحلو للجميع  مناداتها، 26 سنة على وفاتها حتى يتم الاحتفاء بها بتخصيص متحف فني وثقافي، هو "متحف أم كلثوم"، تقديرا لفنها الأصيل وعرفاناً بدورها في إثراء الوجدان المصري والعربي، إذ أنشئ المبنى يوم 28 ديسمبر سنة 2001، وتقول وزارة الثقافة المصرية إنه متحف يليق بعطاء "كوكب الشرق" ليصبح "منارة إشعاع فنية وثقافية تفيض بعطائها الإبداعي الخلاق".

"سوزان مبارك" تفتتح المتحف

على مدخل المتحف، الذي يتسع على مساحة 250 مترا مربعا في منطقة "جزيرة الروضة" المحاذية لنهر النيل وسط القاهرة، ينتصب تمثال تذكاري يخلد لـ"السيدة" أم كلثوم، أما الباب الرئيسي فكتبت بجانبه عبارة: "باسم الله الرحمان الرحيم، في عهد السيد الرئيس محمد حسني مبارك، رئيس الجمهورية، تفضلت السيدة سوزان مبارك، حرم السيد رئيس الجمهورية، بافتتاح متحف أم كلثوم، بحضور السيد فاروق حسني وزير الثقافة والدكتور عبد الرحيم شحاته محافظ القاهرة".

تقابلك واجهة زجاجية تضم منديل "سيدة الغناء العربي" الشهير في اللون الأحمر، برفقة نظارتها السوداء، التي كتب عليها "نظارة مطعمة بالألماس"، لتظهر بجانبها مجموعة فساتين مُتراصة، تحيل إلى تلك التي غنّت بها أم كلثوم في سهراتها الشهيرة أغاني "هذه ليلتي" و"سيرة الحب" و"يا مسهرني" و"فكروني" و"الأطلال"، أما جدران المكان فتزيّنت بصور فوتوغرافية توثق للحظاتها الشخصية رفقة عائلتها ومجموعة من الشخصيات العربية والعالمية من عوالم الطرب والسياسة والثقافة والإعلام.

مقتنيات ثمينة

تحيل هندسة المتحف إلى أربع قاعات، تتقدمها قاعة رئيسية تحتوي على ثمان "فاترينات" تضم أوسمة ونياشين ومقتنيات شخصية لأم كلثوم، من بينها قفازاتها ومصاحفها الخاصة المطعمة بالصدف، وجوازات سفر دبلوماسية ومفكراتها اليومية والشخصية المكتوبة بخط يدها، مع أقلامها الخاصة..

وهي المقتنيات التي تولى صندوق التنمية الثقافية العمل منذ عام 1998 على جمعها مما أتيح من عائلتها والمقربين إليها، إلى جانب خمس جداريات تضم صوراً نادرة خاصة بأم كلثوم، وأهم أغنياتها مكتوبة بخط عدد من الشعراء وخطابات متبادلة بين "كوكب الشرق" والسياسيين والقادة والشخصيات العامة في عصرها.

وسام "الحسن الثاني"

ومن بين المخطوطات التي اطلعت عليها هسبريس حين زيارتها للمتحف، وسام "الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة" الذي منحه العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني لأم كلثوم بتاريخ 11 مارس 1965، وكتب عليه: "من ملك المغرب الحسن الثاني، الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله، يعلم من كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره أننا بحول الله وقوته: أنعمنا على حضرة السيدة أم كلثوم بوسام الكفاءة الفكرية من الدرجة الممتازة.. رعيا لما لها من أهلية واعتبار لدى جلالتنا. فليكن لها هذا الوسام مصحوبا باليمن والسعادة بفضل الله وعنايته.. سجل هذا الكتاب الشريف بالقصر الملكي بالرباط.. توقيع عبد الحفيظ العلوي مدير التشريفات الملكية والأوسمة".

كما يضم الحيز ذاته رسائل تقدير وثناء وتكريم مماثلة موجهة من زعماء عرب، إلى جانب أخرى منحت لأم كلثوم بمناسبة تبرعاتها بالمال والذهب لصالح جمعيات خيرية وأيضا للجيش المصري، من قبيل الرسائل التي خطها جمال عبد الناصر وأنور السادات وحرمه جيهان السادات والملك الأردني الراحل حسين بن طلال، ومثالا على ما كتبه عبد الناصر: "من جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، إلى السيدة أم كلثوم إبراهيم، تنويها بما قدمت من رفيع المزايا وجميل الصفات وتقديرا لما قدمت للوطن والفن من جليل الخدمات قد منحناك قلادة الجمهورية رفيعة القدر والاعتبار".

إرث وأرشيف

أما قاعات المتحف الثلاثة، فتوزعت بين "قاعة السينما"، التي يعرض فيها فيلم تسجيلي لأم كلثوم، مدته 26 دقيقة ومترجم إلى اللغتين الانجليزية والفرنسية، متضمناً مقتطفات من حياتها وأجزاء من أفلامها وحفلاتها داخل وخارج مصر إلى جانب مشاهد من جنازتها، فيما تعرض "قاعة البانوراما" عرضا موسيقيا مصوراً في 10 دقائق يهم المراحل العمرية المختلفة لأم كلثوم ومجموعة صور لها مع الفنانين والمطربين ومع رؤساء الدول العربية.

في حين تضم قاعة "المكتبة السمعية البصرية" أرشيفاً رقميا مصاحبا بشرح باللغتين العربية والانجليزية، يتم من خلاله عرض جميع أغاني وأفلام "كوكب الشرق" وصور حفلاتها ورحلاتها الخارجية والداخلية، إلى جانب سجل كامل يحوي كل ما كتبته الصحافة العربية عنها منذ عام 1924 وحتى العام 2000، مع مجموعة من أهم المؤلفات الأدبية التي تتناول حياتها وأعمالها وبعضا من أهم الترجمات عنها.

"للأجيال المتعاقبة"

تقول وزارة الثقافة المصرية إن متحف "أم كلثوم" يعكس ثقافة "سيدة الطرب العربي" ويطرح رؤية ثقافية وفنية شاملة لقرن من الفن والثقافة في مصر، ويحرص على الحفاظ على تراثها الفني والشخصي القيم وإتاحته أمام الأجيال المتعاقبة؛ لذلك، فقد وقع الاختيار في تشييده على إحدى المباني الملحقة بقصر "المانسترلي" الذي يعد متحفا شهيرا بناه حسن فؤاد باشا المانسترلي عام 1851، أما ثمن الدخول فيبقى "بخساً" ومتاحا للجميع، ابتداء من جنيه واحد للطلبة، فـ2 جنيه لكل مواطن مصري، وصولا إلى 6 جنيهات للأجانب.

إرسال تعليق

 
Top