{{فى جزيرتي}}بقلم سليمان العوكلي

رحل السلام وغادرت معه الطيور ...ذبلت الأزهار...وسقطتت أوراق الأشجار ...وكثرت الأمبراطوريات ...وتعدد الأباطرة والملوك...كل من يحمل رصاصة فهو ملك ...

في جزيرتي ....ترملت النساء ...وكثر اليتامة ...وثلكت الأمهات..

أصبحت أرضنا مثل أرض سيد الخواتم ..بشاعة وخوف وجفاف ...وكثرت الخفافيش ...

والفئران ...وقرضت الضفادع لأنها الأكثر تسبيحا...

في جزيرتي أصبح الناس عراء ويتراقصون على النيران التي أوقدت بجماجم الأنسان ...

وأنقسمت جزيرتي الى أشطار ...وتعددت الأعلام والفرق وأنتهى السلام ...وسيطر عليها بائع الكلام ...بين شياطين الروم ...وشياطين الفرس...ويحكمهم مارد ....مغطى بأكمام....وله قرون كقرون الأغنام ...

لم يعد هناك حب ...ولم تعد هناك حسناء لكي تحب ...فأصبحت الوجوه ضنكة وبشعة متشابهة ....لا تفرق الانثى من الفحل ...كثرت الفوضى وأزداد السلاطين ...

ولم يبقى سوى جند وعبيد ...وجرواري للهو والرقص رغم البشاعة ....انتهت الحضارات ..وأصبح الأغنياء كالمسيح الدجال يملكون الخبز ويسطرون على موراد المياه ..

في جزيرتى لم تبقى سوى الذكريات ...وكثرت الدسائس والمؤمرات ...حتى النمل والنحل ...طارت وتطايرات ...وكثرت العناكب وسيطرت على أماكن النحل والنمل ...

أدركت مرارا ...أن الج فرارا...ولكن الشواطئ ملئت بحراس من الجن ...

لم يبقى في جزيرتى الا ..أن أخلد الى سبات ..عميق .....وأحفر قبري بيدي ...

فأما أن يعثر علي الأوغاد...أو ييقبض روحي رب العباد...

كل هذا يحدث في جزيرتي ...وأنا ..أنتظر الموت البطئ...