GuidePedia

0
لا يخفى على أحد ما يجري من مناوشات بين تركيا وروسيا تشير إلى إمكانية وقوع الحرب بينهما ، ولا يخفى على أحد ما يجرى من اجتماعات للناتو لحسم إسقاط الطائرة وموقف الناتو كما أعلن مع تركيا ، وربما يخفى عن البعض أن اتخاذ القرار مرهون بتحريك الخطوط له داخل بلادنا العربية ودون ذلك لا مجال لاتخاذ القرار ولا للحرب من أصله ، ولقد ظهرت وسائل هذا التحريك من قبل روسيا والناتو بإرسال روسيا جنودها لامتلاك زمام البحر الأحمر قبالة مصر وما أعلنته فرنسا أيضا وفجأة من أن سوريا مشارك للناتو في حرب داعش بشرط انتقال سياسي بها لخلخلة النظام من داخله ، وهو يبدي بوضوح أنه مهما امتلك الناتو من أسلحة فإن القرار في النهاية بأيدينا نحن العرب ، والسؤال الذي يفرض نفسه ما هي مصلحتنا نحن العرب من الحرب بين روسيا وتركيا ، والإجابة واضحة وهي أن إجراء الحرب بين تركيا وروسيا فوق أراضينا العربية مع وجود النوايا الحسنة للحرب وحدها بما هي حرب سيعود بالخراب علينا لا محالة فالتفكير في وجود الحرب فوق أراضينا العربية يعد كارثة بكل المقاييس والسؤال الذي يفرض نفسه أيضا عن سبب إصرار الغرب لهذه الحرب فسقوط طائرة ليس مبررا مقنعا لقيام حرب بين دولتين وربما بين العالم وإمكانية تقريب وجهات النظر وحل الموقف وارد وسهل للابتعاد عن الحرب وتكاليفها الإنسانية والمادية إلا إذا كان الجميع مقتنعين على أن إسقاط الطائرة مجرد منطق ووسيلة لقيام الحرب ذاتها فوق الأراضي العربية ، وحينذاك تكون الحسابات والأهداف للحرب واضحة وسهلة لأي مطلع وناظر للموقف وهي إرادة الدخول للأراضي العربية واحتلالها وتحويلها إلى إمارات مفككة ومتنازعة أو بتمكين روسيا أو تركيا من بلادنا كما تلعب روسيا الآن مع سوريا ، وكما يطمح الأمريكان في إشادة البيت العالي العثماني من جديد ، وإذا لم يكن الأمر كذلك فلم تحركت القوات الروسية للبحر الأحمر قبالة مصر لحظة إسقاط الطائرة فإرادة التمكين واضحة قبل أن يظهر فكرة الحرب بين تركيا وروسيا على الملأ ليكون الموقف بعدها أمرا واقعا ، وهذا تخطيط مسبق وواضح للحرب ومن حقنا حينذاك افتراض النتائج الأخرى بما سيحدث لبلادنا وافتراض صحتها أيضا وإذا كان الأمر بأيدينا نحن العرب كما تشهد بذلك المناوشات السائدة بين تركيا وروسيا والناتو لخلخلة الخطوط لها داخل بلادنا فإن مصلحتنا بكل المقاييس ليس بوجود الحرب حتى ولو كان الموقف عفويا وإن كانت روسيا وتركيا مصرتين على الحرب فليذهبا سويا إلى حدودهما وداخل بلادهما بعيدا عن الأرضي العربية فليست بلادنا ملعبا لتصفية الحسابات ولا هدفا لحسابات أخرى يتفق عليها الدولتان والعالم الغربي من خلفهما .

إرسال تعليق

 
Top