لم يتغير شيئ من ماضي العراق عن حاضر ه على العكس فالدم الحالي اخف وطأة
ممن كان عليه في غابر الزمن – وحقيقة اقول بانني غصت في دم الماضي وغاص
البساط لدرجة اصبح من الصعب التحليق والعودة الى حاضرنا لما كان له من اثر
سلبي ودهشة عما روته ازقة الماضي وصفحات التاريخ اكدت كما اكد كل لسان
فتح سرداب العراق بانه بلد دموي وبأن طبيعة اهله يميلون الى العنف والعنف
الجارف وكيف لا والمورثات الجينية تنتقل من السلف الى الخلف وقد يصرخ احد
الاخوة العراقين متذمرا من عباراتي هذه ولكنها ليست عبارات ذم او قدح بقدر
ماهي واقع مكتوب على العراق ومنه وبالدليل وبالقصص التاريخية ----من بابل
حتى كربلاء ومن الامويين والعباسين والحجاج والعثمانيين والمغول
والتتروالفرس كلهم عاشوا وكتبوا على العراق ايام من العنف والدم -فالعراق
ينتمي الى ما قبل الميلاد ويكفي ان اشير الى ان العقوبات المعمول بها في
ذاك البلد ابان الملك اشور تتضمن قطع اوصال وجسد الانسان بطريقة وحشية وبان
واققعة كربلاء لوحدها كافية لتدلنا على همجية السلوك الدموي في صلب زيد
زين العابدين بعد قتله لمدة اربع سنوات حتى تفسخت جثته دون ان يجرؤ احد
من اهالي المنطقة على دفنه او لانهم كانوا يسبحون مع التيار وصورة اخرى
للخليفة العباسي الذي جاء ونبش قبور الامويين لينشرها على الملا ويمثل
بعظامهم وكذلك مشهد اخر يقول بانهم كانوا يثقبون الرأس ليسحبون المخ منه
–قد تكون هناك مبالغة في رسم التاريخ ولكن الحقيقة الثابتة بان المشهد
العام للعراق منذ نشأته هو عراق الدم والطغيان والعنف وهو يعيش القتل
والتدمير والموت الدائم منذ الازل فالامبراطور الفارسي كان قد فرض ضريبة
غريبة تجبر بابل على ان تقدم 5000 خصى في كل عام اضافة الى المال فهذه
الضريبة التي نزلت على شباب بابل تركت اثارا سلبية على مر العصور ---ولا
انسى قتل كسرى وقتل حفيده وسحله وهوابن سبع سنوات وهكذا بدأ العنف واستمر
على اراضي بلاد الرافدين وها هي معركة دير الجماجم تطل علينا من الدموي
الحجاج بن يوسف الثقفي ومعارضيه ففي هذه المعركة كانت الجماجم تتطاير وتسحل
00000شعب لايعرف لغة التفاوض والسياسة فالحرب لغتهم والقتل سلاحهم حتى
الايرانين حين دخلوا قديما اضطر العديد من اهل السنة الى انتحال مذهب
الشيعة منهجا لهم خوفا وهربا من الموت والتنكيل وكذلك هارون الرشيد نراه
يقطع جثة صديقه جعفر البرمكي وكذلك المتوكل الخليفة كان يضع معارضيه في
تنور حديدي مليئ بالمسامير وقد القى بالوزير و الشاعر ابن الزيات لخطأ
ارتكبه ولا ننسى ايضا كافة الاساليب الوحشية التي جرت على اهل البيت
لنؤكد على وحشية العراقي ورغبته في اللعب بالدم دون وجل ولا ننسى كيف سحل
نوري السعيد وكيف قتل الملك فيصل في قصره --وكيق انسى كل ذلك و مهرجان الدم
اليومي او السنوي يتكرر ويكتبه التاريخ بحروف من الدم فالعراق عاش الدم
الطائفي والدم السلطوي والاحتلال وفي كل ذلك كان الدم يجري بقسوة حتى انني
ايقنت بان نهر دجلة والفرات منبعه دم الانسان وهو الذي تحولت مياهه الى
السواد والاحمرار زمن هولاكو –وقصص اخرى وحكايات تحكي فنونا من الموأمرات
والتعرض للا ديرة والمقامات والقبور وووووووووو---بلد يسقي تربته بالدم
وشعب عاش القهر والذل وتعلم القسوة حتى ان الراحل صدام قتل ازواج بناته
حرصا على السلطة ولا مبرر لذلك مهما كانت الاسباب سوى ان قدر كتب على بلاد
الرافدين ان تعيش قناعة الدم وتتعامل معه وان يكتب التاريخ : هنا بلد فيه
الدم اكثر من الاشخاص وكل حجر فيه يحكي حكاية الزمن والانسا ن ولا يتسع
المجال لذكرها ---عدت من الدم لاغتسل من احلامي تمهيدا لرحلة اخرى عساها
خالية من الدماء على بساط الريح
إرسال تعليق