GuidePedia

0


.. من سلسلتي عمالقة الطرب العربي ..
محمد فوزي .. العملاق الذي سكن قلوب الجزائريين ... بقلم / منير راجي
حين تتناول شخصية فنية بحجم الفنان العملاق محمد فوزي . لابد أن تقف مشدودا الى مدى عبقرية هذا الفنان.. هذه العبقرية المذهلة المتمثلة في جمعه بين اللحن و الغناء و التمثيل .. و قد فاق كل المطربين في مجال التمثبل , و هنا يكمن سر نجاح و تفوق الفنان محمد فوزي ( محمد فوزي عبد العال ) و هو اسمه الكامل.. فاذا لحن أمتع و اذا غنى أطرب و اذا مثل أبدع .. انه الفنان الشامل...الفنان الموسوعة ..انه ابن مصر .. ابن طنطا ..
كأي فنان على وجه الأرض تأثر محمد فوزي بالعملاقين أم كلثوم و محمد عبد الوهاب و كان يردد أغانيهما في المناسبات و الأفراح..و بدأ نجمه يسطع في عالم الغناء وسط الجماهير , تعرف خلالها على الموسيقار فريد الاطرش و محمد عبد المطلب فتحولت الى صداقة متينة جدا.. وسط هذه البيئة الفنية نشأ الفنان محمد فوزي ..
كغيره من الفنانين العرب كانت له انتكاسات فنية في حياته , لكن سرعان ما تدارك الأمر و استطاع أن يتربع على عرش السينما الغنائية و الاستعراضية في ظرف قياسي لا يتعدى ثلاثة سنوات.. فكان فيلم ( أصحاب السعادة ) المنعرج الكبير في بروز و ظهور محمد فوزي المطرب و الممثل و الملحن , مما أدى به الى تأسيس شركة سينماية خاصة به تحمل اسم ( أفلام محمد فوزي ) و ذلك سنة 1947 ,لم يكن الموسيقار محمد فوزي عاديا .. لقد تميز بحبه الكبير للفن مما جعله يجعل من الثلاثي ( اللحن و الغناء و التمثيل ) فنا واحدا لا يمكن فصل هذه العناصر عن بعضها البعض و هذا ما طبقه فعلا في حياته الفنية . مما جعله متميزا عن غيره من الفنانين ..
أسس الموسيقار محمد فوزي شركة ( مصرفون ) الخاصة بانتاج الأسطوانات سنة 1958 حيث أنتج خلالها للعديد من المطربين من بينهم محمد عبد الوهاب و أم كلثوم ( علما أن هذه الشركة تم تأميمها من قبل الحكومة المصرية سنة 1961 )و أشير انني اختصرت مقالي هذا حتى يكون لائقا بالنشر في المجلات و الجرائد لأنه مفصل في سلسلتي ( عمالقة الطرب العربي ) ...
ما لا يعرفه الاعلاميون عن الموسيقار محمد فوزي هو أنه شقيق المطربة هدى سلطان ( بهيجة عبد العال ) الفنانة التي تركت بصمتها في الساحة الفنية العربية و هو شقيق أيضا للمطربة هند علام ( زوزو عبد العال ) و هي مطربة تملك صوتا قويا و قد لحن لها شقيقها محمد فوزي و العديد من الملحنين أمثال سيد مكاوي و محمود كامل و محمود الشريف..و قد يكون لنا مقالا فنيا عن هذه الفنانة التي يجهلها العديد من الناس..
كغيره من الفنانين كان محمد فوزي مرتبطا بالأوضاع و الأحداث السياسية في تلك الفترة سواء ما كان يجري في مصر أو ما كان يحدث في البلدان العربية ... و هنا لابد للاشارة أنه كان يجمل فكرا قوميا .. كان مساندا للثورة التحريرية الجزائرية و لعب دوره السياسي كفنان يحسب له ..أدى به حبه لبلد المليون ونصف المليون شهيد ( الجزائر ) أن يمنح لها أعظم وسام .. وسام يختلف عن كل أوسمة العالم .. وسام سيبقى خالدا الى الأبد هو تلحينه للنسيد الوطني الرسمي للجزائر ( قسما ) و الذي كتب كلماته الشاعر الجزائري ( مفدي زكريا ) .. انه النشيد الذي يعتبر من بين أحسن و أروع الأناسيد الوطنية في العالم ..
عشق الجزائر كما عشقه قلب كل جزائري ..
توفي محمد فوزي يوم 20 اكتوبر 1966 بعد صراع مع المرض و يقال أن سبب مرضه جاء نتيجة تأميم شركته الخاصة بالانتاج السينمائي و التي كانت تحمل اسمه و تم تعيينه مديرا لها بعدما كان هو مالكها ....
و من الأشياء النادرة التي تركها الموسيقار محمد فوزي قبل وفاته هي هذه الرسالة التي تركها لأسرته:
(...إن الموت علينا حق.. فإذا لم نمت اليوم سنموت غداً.. وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها فإذا مت أموت قرير العين.. فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير.. ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله.. لن يطيلها الطب.. ولكني لجأت إلى الطب حتى لا أكون مقصراً في حق نفسي وفي حق مستقبل أولادي.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. وأخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي).
ترك الموسيقار محمد فوزي رصيدا كبيرا و ثريا من الأغاني و الأفلام التي ستخلده ..نذكر منها في مجال الأغنية و هي تفوق 400 أغنية: ( مال القمر,طمني ,احن قلب,يوم الخميس, , ذهب الليل ,شحات الغرام ,حبيبى وعنيا.... كما غنى للطفل (ماما زمنها جاية ) .. و غيرها من الاغاني و في مجال الافلام ترك رصيدا كبيرا جدا من بينها (كل دقة فى قلبى ,الحب في خطر,ورد الغرام, الروح والجسد , قبلة في لبنان ,نهاية قصة... و غيرها من الافلام ...
هذا باختصار و تصرف شديد حاولت أن أتطرق لبعض محطات حياة الموسيقار محمد فوزي الفنية بعيدا عن الحياة الخاصة للفنان .. كما أحيط القراء علما أن مقالي هذا جاء مختصرا و هو من سلسلتي ( عمالقة الطرب العربي ) .. فالموسيقار محمد فوزي مدرسة فنية بذاتها رغم أن الاعلام العربي قصر كثيرا في حق الرجل .. لكن سيبقى خالدا بأعماله التي لا تفنى .....
بقلم الشاعر و الكاتب الجزائري / منير راجي ( وهران ) الجزائر

إرسال تعليق

 
Top