GuidePedia

0

ومرةً أخرى..
وليلةً أخرى...
يتدثر وطني بغطاء الموت
والليل يبتلع الشوارع الصماء
من بعيد...من حدود العتمة
يتهادى عجيج الوحوش
في الفلوات
والماء والريح يتلاطمان

ترى العابرون كاللحن الحزين
يتعثرون
وفي العيون تتحجر الظلال
تقصفهم عواصف البنادق
فتلمع الوجوه بلون أزرق
بلون البحر ،والسماء
سال البؤس على كفي
أطعمته بطون الجد ران

على أمواج الركام
تعبر قوافل اليتم
وتنسل الأضلع مذعورة
من أبواب الجحيم
مرةً تهبط ،ومرةً تعرج
تتلقف قطرة ماء
من رشاش نيران
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
دراسة نقدية// لمحمد السيد ابو صالح
قصيدة تجذب الانتباة وتجعل الشاعرفى غاية الحيرة والدهشة حيث يجدها مشهد ملىء بالصور والالحان والايقاع الموسيقى والحبكة الشعرية لقد رسمت بكلمات تصورلوحة فنية رائعة فيها لحن الحزن والمرارة على جروح وطن غالى سوريا الجريحة اصابها الدمار والقتل بعد ان كانت واحة الشام والبحر الابيض المتوسط ان الوطن وجد فية (قوافل اليتم ) واصبحت الاضلع مزعورة والبنادق لها عواصف والليل كئيب جعل اليد يسيل البؤس عليهامن رشاش والموت منتشر انها لوحة تجبر الفرد ان يقف امامها طويلا فالعين تدمع على قوافل الموت وصوت الرشاش فيها روعة التعبيرات اللغوية ((الليل يبتلع الشوارع...وطن من احتضار ...اللحن الحزين ... امواج الركام..قوافل اليتم ..))وتضمنت اللوحة الفنية الشعرية شذى المكان الغالى فى(( الشوارع الصماء ....والبحر والسماء ..فى الفلوات ))انها قصيدة من الشعر الاصيل صادق التجربةالجريئة ومليئة بالاخيلة والتعابير مابين رمزية وسريالية والتصور المتصل بالقتل والخراب واليتم والرشاش فالاستاذة جانيت شديدة الاحساس بالاحداث الوطنية تلوح على وطن ضعفت حبائلة وتمزقت قوتة بعد ان كان قويا بين الاوطان واذاقراْنا اشعار (لرسوم لاويجن اوسفالد) نجد وجة التشابه بين الشاعرة جانيت العباسى والشاعرة الالمانية اينا زايل فى الميول والاتجاةالشعرى والادبى وسلطت الضوء على ترانيم جميلة اوحت للكل مدى الجرح العميق الذى اصاب الوطن وهذا يدل على براعة اختيار الزوايا التى يمكن ان يستشف القارىء منها هول المشهد وهنا نجد ربط بين الاتجاة الذاتى والاحداث الوطنية ولجات الشاعرة الى اسلوب الخطابى والاسلوب الحماسى وكذالك الاتجاة الرومانتيكى فى ابيات القصيدة فهى تعطينا صورة من صور الشاعر الفرنسى فيكتور هيجوا وتصورة الجيد للمشهد المؤلم مصبوغ بالحماسة والخوف على الوطن المظلوم وهى تنتمى لحركة الجيل الاول والشعر الجديد بمدرسة ابوللو التى من اهم اعلامها ابراهيم ناجى وصلاح عبد الصبور وغيرهم ونشعر بالاسلوب السردى والقصصى فى القصيدة وكانها قصة او اقصوصة لها الحبكة القصصية لروعة اللوحة الفنيى المختلطة بالايقاع الموسيقى النادر ويظهر الصوت والحركة والزمان والمكان والمونالوج الداخلى(( على امواج الركام ..تعبر قوافل اليتم..)) ونلاحظ تميز النص بحس واقعى وطرح الرؤى التى تقترب من المشاعر الداخلية الغامضة كما نرى عند الشاعر ادونيس فى تولد وتجدد المعانى والافكار لدى المتلقى
والصورة الشعرية تدل هنا على رائعة المبدعة وقدرتها الثقافية كما يرى( بول ايلوار )ان تحرير اللغة شكل من اشكال تغير نمط الحياة وهى تصور اللوحة الشعرية كانت متفقة تماما مع الشاعر الكبير ابو تمام فى استخدام اللفظ بمعنى جديد وتسير على نهج الشاعر المشهور( جيفرى تشوسر) الذى كان يستخدم الوزن الملحمى فى شعرة وروح التاْمل كما نجد هذا فى (( the book of the duchess))وبعدت الشاعرة عن كيفية الخروج من من بحر الالام والاحزان وكان يجب ان تكملها بحل تطرحة من وحى ابداعها
نشكر الشاعرة جانيت العباس على قصيدتها التى تحمل رسالة ( اوقفوا نزيف الدم فى الغالية سوريا فالاهات تفوق القلب والعقل)
مع تحيات
الناقد محمد السيد صالح

إرسال تعليق

 
Top