GuidePedia

0

اللي يحضر العفريت يعرف يصرفه " 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاهد ، فقد أثير هذا الموضوع مع أوباما والذي –فيما يبدو- بإدراكه السياسي القاصر رأي ن إيران ورقة جاهزة لتلعب دورا ما في الساحة الشرق أوسطية ضد مصر ،إلي جانب ذلك فقد تصادف سياسيا ان أوباما لا يحب بنيامين نيتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي من جهة،ومن الأخرى فقد كانت إسرائيل ولسنوات طويلة تحاول ان تماس ضغوطا متعددة على الولايات المتحدة لتوجيه ضربة تحفظية واستباقية لإيران بسبب مشروعها النووي وحماية لإسرائيل ، لكن أوباما لغرض في نفسه وبسبب التكليف الذي جري إناطته به بشأن تفكيك مصر وتقسيمها والذي فشل فيه تنفيذه بشكل رسمي مع ثورة 30/6 في مصر ثم بتولي عبد الفتاح السيسي رئاسة الدولة في مصر وفي إطار الخلفية التي اخبرته بها تيارات الأخوان الساكنة البيت الأبيض وإضافة إلي نشاط أخيه غير الشقيق الأخواني الكيني مالك أوباما ، فقد وجد مخابراتيا مستوي من الليونة السياسية في التوجه لإيراني بما سمح لفتح باب حوار بين إيران والإدارة الأمريكية ليس حبا ولا توددا لإيران وإنما نكاية في مصر ، لكن كان عبر إغفال أمريكي تام بطاقة ومقدرة إيران التي يجهلها الرئيس الأمريكي لكنها ليست غائبة عن الوعي العربي التاريخي والحالي عبر اعتبارات الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لنحو ثماني سنوات لم ينقذ إيران من الهزيمة الكاملة فيها سوي خطأ صدام حسين بإسناد أمريكي بغزو العراق للكويت ، وهذا الدرس القاسي لم ولن تنساه إيران ،وتاريخيا ومنذ موقعة القادسية التي قادها الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ؛ لم ولن تفكر إيران في خوض أية حروب .
فات أوباما ان يفهم ذلك وليس في عالم السياسية الأمريكية من يمكن ان يفهم ذلك فكهنوت الفكر السياسي الأمريكي والمتمثل في فرانسيس فوكوياما وبنيامين باربر وتوماس فريدمان وصامويل هتنجتون وبرنارد لويس والفرنسي برنارد هنري ليفي وغيرهم كثير، لم يتسع بعد وعيهم ولا مدركاتهم السياسية لفهم الحراك السياسي الفاعل والتفاعلي في عالم الشرق الأوسط خاصة بين التشيع الإيراني وبين السنة في عموم الفكر الإسلامي السياسي والعسكري ، بل وفي حدود فهم فكرة التقية في التمذهب الشيعي.
فقط جميعهم ينتقد الإسلام بشدة ومن جانب بنيانه المجتمعي ..وهذا موضوع لنا به لقاء تفصيلي بفضل الله.
............
نعرف في مصر ، ان الأزمة الحالية هي أزمة خاصة جدا بالرئيس الأمريكي باراك أوباما ، وبالدقة هي أزمة شخصية تمثلت في شكل مأزق دولة بحجم وأحلام الولايات المتحدة ، والتي يبدوان استحالة تحقيق أحلامها –بشكل ما- مرتبط والي حد ما بفكرة البقاء من عدمه على الأقل عند قمة الساحة الدولية ، تري من قال أو من يقول ان الكبار لا يسقطون ، وفي إجابة حاسمة يقال إن الكبار لا يسقطون بل ينهارون ، وهذا ما ستنتهي اليه الولايات لمتحدة ، فليس دولة في العالم لا تنتظر انهيار الولايات المتحدة ، بل نادرا ما قد تجد دولة لا تساهم ولو في الخفاء وبقدر ضئيل جدا في انهيار الولايات المتحدة .
وفي مقدمة الجميع إسرائيل ،فهي –إسرائيل – تدرك وبمنتهي الوعي ان الولايات المتحدة لن تكبر بتحقيق حلمها إلا على بقايا إسرائيل..
تعاني دول الشرق الأوسط من آثار عقدة التقزم ، ومن ثم فهي تخشي الأطياف أو الهيولات العابثة على جدار الوهم الأفلاطوني بظن واهم أنها خيالات لوحوش جرمية حقيقية تتهدد دول العالم العربي ، وهذا ليس حقيقي ، إنما هي حالة مرضية كلما حاولوا الخروج منها ازدادوا غوصا أو غرقا فيها لكأنهم – بالوهم أيضا- يجتازون بحرا من الوحل ، وباستمرار هذا الإحساس السلبي فهو قد يصل بهم إلي حالة استسلام طوعي لتلك الخيالات أو الأطياف والهيولات الوهمية على الجدران الأفلاطونية .
وفي إسرائيل تعيش فزعة من "عفريتين" ، العفريت العربي ،والعفريت لأمريكي ، وكلاهما راحته وهدفه النهائي هو التخلص من إسرائيل ،ومن عند هذا الطرح يبدو جليا انه بالنسبة لإسرائيل يوجد عفريتان واحد أصلي والآخر اصطناعي ، وتتمثل خيبة إسرائيل القومية والتاريخية أنها دوما تستعين بغير الأصلي لمحاربة الأصلي ..
ففي العالم العربي ،هذا العالم يسمح لليهود بالتعايش في العالم العربي ، ولكن لا يسمح ان يسرق اليهود وطنا ويفرضوا أنفسهم ملاكا له ، ويعيشون في حماية ظنية وليست حقيقية ، حماية تمدهم ببعض أهم أسباب الحفاظ على الحياة والي حين ؛ في مواجهة قوي تعتمد على قوة غيبية باعتبار الرؤية بالعين المجردة ، لكنها قوة حقيقية وموجودة لكنها فوق أية طاقة أخري يمكنها بالاستحالة ان تراها ؛ إنها الله.
..........
في هذا الزخم تعيش مصر ،وتخوض أخطارا وأخطارا ، فعندما يهدد الحوثيون التابعون للتشيع الإيراني اليمن والسعودية وجانبا من الإمارات أو الكويت ،ففي هذا تهديد لمصر ، ليس لمجرد تواجد شيعي بالمنطقة فالتشيع مذهبا أو فرقة هو محسوب بشكل أو بآخر على الإسلام ، وهو تاريخيا تيار أو فرقة مذهبية تعيش داخل العالم العربي وهم قبل وبعد ذلك عرب ، لكن ما يجري حاليا هو بعض من تأليب تقوم به إيران بدفع وتشجيع بمقابل من جانب الولايات المتحدة مقصودة به مصر ، وليست السعودية ولا الإمارات ولا الكويت ، ولكن أينما تمر مؤامرة فهي تعيد حرث المنطقة التي تمر بها ومن ثم يكون الثمن باهضا بأكثر مما يكون متوقعا ، فإيران ليست بقوة ما اندفعت اليه عبر عملائها ، إذ أن إيران تعلمت تاريخيا ألا تدس بنفسها في صراعات ربما تنتهي إلي شكل عسكري وتجربتها السيئة مع صدام حسين التكريتي في ثمانينات القرن الماضي لا زالت ماثلة في السجل السياسي الحراكي الإيراني ، هذا من ناحية ومن الأخري ، فقد تعلمت إيران الدرس الأمريكي القاسي فآيات الله في قم وما حولها وما يتبعها لم يدركوا حتي الآن وربما لزمن ط\ويل قادم لماذا غدرت الولايات المتحدة برجل شرطتها في الشرق الأوسط الشاه السابق محمد رضا بهلوي ومن ثم فآيات الله في إيران تعلموا ألا يقدموا للولايات المتحدة خدمات مجانية ولا خدمات مؤجلة سداد القيمة فلا أمان ولا أمانة للولايات المتحدة حتي لدي إسرائيل .
الملفت انه يعقد في هذه الفترة مؤتمرا في مدينة هيرتيسليا بالأرض المحتلة بإسرائيل دعي من خلاله وزير التربية والتعليم الإسرائيلي المجتمع الدولي إلي الاعتراف بضم الجولان السوري نهائيا لإسرائيل نظرا للوضع المقلق الحاصل في سوريا ، كذا ببساطة يمكن ان تضم إسرائيل حي هارلم في الولايات المتحدة إليها فيما لو ثارت-مثلا- فلادلفيا ضد الحكم القائم في واشنطن ، كمنطق مستحدث تبتدعه إسرائيل في زحمة الزخم الذي يجتاح عالم الشرق الأوسط والعربي تحديدا .
...
نلتقي في حديث تال بفضل الله..
....................................

إرسال تعليق

 
Top