جاء صديقي في وقت يطيب معه احتساء فنجان من قهوة الصباح لتزداد معه متعة الجلسة الهادئة والتي يتخللها بعض النكات والمزاح ! والكثير من الجدّة ! لكن صديقي اليوم كان ممنوعاً من الصرف ولا تستطيع معه في تلك الجلسة الا أن تراه أعجمياً بامتياز حتى لا تؤثر عليه تشكيلات الحرف الأخير وكي يبقى صامداً أمام كثير من التغّيرات التي تطرأ في أواخر الكلمة ولا أدري كم يتمنى هو أن يكون منياً ولا ترفرف عليه الفتحة والضمة والكسرة وأداة الجزم وعوامل الحسم ! فهو كأبي الهول ثابتا ثبوته راسخا رسوخه ! وكأ...ن هناك فيتو يحميه من أي ما ينغص عليه حاله وكي يحفظ له ماله !المهم أنه سألني سؤاله الجميل : لو أردت الزواج من إحداهن فأي نوع من النساء تتمنى أن تكون هي معك : كالمضاف والمضاف اليه ! أو الصفة التي تتبع الموصوف في كل حالاته ! أو المبتدأ والخبر ؟ ضحكت من سؤاله ضحكة أنستني أن لدىّ امراتين وليست واحدة وأنستني لبرهة أنني متزوج وظننت لهنيهة أنني أعزب ! قلت له بصراحة : المرأة اما أن تكون ملاكاً أو شيطانة ! واتمنى لو عاد الزمان الى الوراء لاخترتها كالمبتدأ والخبر فكلاهما صديقان يحترم بعضهما الآخر الى درجة الالتصاق ! وكلاهما مرفوع الرأس لا يعرف الانكسار ! فلا اريد أن تكون مضافا ضعيفا يتبعه المضاف اليه بجرجرته وانجراره ! ولا أن تكون صفة طبق الأصل فتنمحي شخصيتها وتكون تابعة أو متبوعة بحال ! لهذا يا صديقي يجب أن يكون الاحترام والالتزام وأن تبدأ المحبوب دوماً بالسلام ! ولك مني على سؤالك ألف تحية وأندى كلام !!! بقلم الأديب وصفي المشهراوي ...
إرسال تعليق