GuidePedia

0

**** قولــــــــي المختصــــــر ****
:::: أطروحة مصرية في القمة العربية القادمة.. تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة :-
تسعى مصر للحصول على تزكية لاقتراحها بتشكيل وحدة عسكرية عربية موحدة لمكافحة الإرهاب، خلال القمة العربية التي تستضيفها القاهرة نهاية الشهر المقبل، عن طريق تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، التي وقع عليها العرب قبل ما يقرب من 65 عاماً، وتبحث القاهرة في التوصل إلى آلية عربية لمواجهة شاملة للتطرف والإرهاب... فــهل بوسع العرب توحيد صفوفهم وتشكيل قيادة واحدة؟ هذا السؤال مازال مطروحاً منذ قيام الجامعة العربية عام 1945، ولكن للأسف لم يتمكن العرب منذ ذلك الحين من توحيد صفوفهم لمواجهة المشاكل التي تعترضهم حتى الآن.
المعلومات المتوفرة تفيد بـمحادثات متقدمة جداً تجرى بين المسؤولين المصريين ودول خليجية مؤيدة لمصر، لتشكيل قوات عسكرية عربية للتدخل السريع بقيادة مشتركة، مثل القوة العربية الموحدة ( درع الجزيرة) التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي وفيها 40 ألف مقاتل، وتحديد مناطق انتشارها ووضع خطط واتفاقات للتدريب العسكري المشترك، بهدف مكافحة الإرهاب الذي بات الخطر الرئيسي على المنطقة وشعوبها.
استراتيجياً وسياسياً فإن هذه الدعوة تمثل انجازاً كبيراً للمنطقة، وهي بلا أدنى شك أول خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التكامل العربي، ولكن يمكن أن يكون هناك بعض الصعوبة في تنفيذها من الناحية التكتيكية، تلك الجهود تحظى بتأييد من السعودية والإمارات والأردن، ومن جانبها القاهرة ستعرض على القمة العربية تشكيل تلك القوات وفقاً لاتفاق الدفاع العربي المشترك المبرمة عام 1950، ولا يستبعد حصول خلافات عربية في شأن تشكيل تلك القوات، وفي حال لم يحصل الطلب المصري على موافقة عربية كاملة، سيتم الاكتفاء بتشكيل نواة لتلك القوة العربية تضم الدول التي وافقت، على أن ينضم إليها بعد ذلك من يريد من الأشقاء العرب.
من عدة أيام في قصر الاتحادية الرئاسي اجتمع الرئيس السيسي مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، الذي أوضح في تصريحات عقب الاجتماع أن المحادثات تناولت الترتيبات الخاصة بعقد القمة العربية المقرر انعقادها في مصر يومي 28 و29 من الشهر المقبل، وكشف العربي بـأن البند الأساس المطروح على جدول أعمال القمة سيكون صيانة الأمن القومي العربي وسبل حمايته وتعزيزه كذلك التباحث في شأن تطورات الأوضاع الإقليمية في المنطقة العربية، مشيراً لمشاورات مستمرة مع الرئاسة والخارجية في مصر للإعداد الجيد للقمة، واعتبر العربي دعوة السيسي تكتسب أهمية كبرى في هذه المرحلة، في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، والتي تفرض ضرورة التفكير في صيانة الأمن القومي العربي، ولفت الأمين العام إلى بحث سبل مواجهة التهديدات الإرهابية التي تتعرض لها كل الدول العربية، وضرورة التكاتف لمواجهتها على كل المستويات، وأوضح أن أي مواجهة لابد لها من إطار قانوني، والدول العربية لديها إطار قانوني ممثل في اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة عام 1950، والتي لا تقتصر فقط على مواجهة العدوان ولكن تنص أيضاً على التعاون الاقتصادي، وحتى الآن ليس هناك أي اعتراض على تفعيل هذه المعاهدة من أي دولة عربية، وأضاف أنه قام بإرسال خطابات إلى وزراء الخارجية العرب، لاستطلاع آرائهم بشأن تفعيل هذه الاتفاقية وننتظر الردود.
وأوضح بيان رئاسي مصري أن السيسي والعربي عرضا الإعدادات الجارية لاستضافة مصر القمة العربية والتي ستشهد تَولي مصر الرئاسة الدورية للقمة، ونقل البيان تأكيد الرئيس المصري أهمية تدارك الأوضاع الملتهبة في الدول العربية والعمل على إعادة السلام والاستقرار، مشدداً على ضرورة التضامن العربي وتعزيز العمل العربي المشترك في تلك المرحلة الفارقة التي تمر بها منطقتنا العربية، وأن الحلول الأمنية والمواجهات العسكرية لن تنجح بمفردها في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب، ويتعين أن تكون المواجهة شاملة وأن تتضمن العمل على تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية شوائب تكون قد علقت به، إضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الدين الإسلامي الحنيف.
مطالبة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتشكيل قوات عربية مشتركة، ليس مجرد حلم بل هو رؤية لعمل مشترك يتطلب التشاور مع الشركاء العرب، وهي لا تقتصر على مصر وحدها، المخاطر كبيرة وعظيمة منها الإرهاب ومنها الهلال الشيعي، والمستأمل هو التكامل العربي .... يبدء عسكريا وينتهي بالإتحاد العربي الكبير من الخليج إلى المحيط.
بقلم .. مصطفى الفرا 

إرسال تعليق

 
Top