GuidePedia

0

كتب : د. عاطف قمر الدولة 
منذ فترة تبنت وزارة التربية والتعليم شعاراً لمدارسنا عنونته " مدرسة جميلة .. نظيفة .. متطورة .. منتجة "، ولكن لم يتم تطبيق هذا الشعار علي أرض الواقع  ويكفي النظر لكثير من مدارسنا للتأكد من ذلك، واقتصر مفهوم كلمة منتجة عند مسئولي الكثير من المدارس علي شراء بعض المأكولات والحلوي وبيعها لتلاميذ تلك المدارس .. ويقيناً هذا ليس بإنتاج.
ولأننا في مرحلة استثنائية من عمر وطننا الغالي تحتاج لتضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق نقلة نوعية في شتي مناحي الحياة وبخاصة الاقتصادية منها، وصولاً لتحقيق الرفاهية التي نطمح إليها لبني وطني، وتحسين سبل حياتهم مستقبلاً، ولأننا في فترة استثنائية دقيقة من عمر وظننا لذا تحتاج منا تلك الفترة افكاراً استثنائية غير تقليدية تناسب ظروف المرحلة أو كما يسميها البعض أفكار من خارج الصندوق، واليوم أعرض عليكم فكرة اراها فكرة بسيطة ذات عائد اقتصادي كبير ولا تحتاج منا إلا أن نبدأ في تنفيذها، وتنبع الفكرة بالإساس من فكرة المدرسة المنتجة ، ونحن نعرف أن هناك بعض المدارس - مثل المدارس الفنية - بحكم تخصصها تنتج بعض من المنتجات التي تسوقها عبر بعض المعارض التي تقام لهذا الغرض، ولكنني اليوم اتحدث عن كل المدارس علي اتساع الوطن ولما لا تسهم بتلك الفكرة في العملية الانتاجية بعائد إقتصادي أراه متعاظم، فلو وفرنا لكل مدرسة مبلغ بسيط - ولو عن طريق التبرع من اسرة كل مدرسة - نشتري به بعض الخامات البسيطة مثل بعض الفواكة والخضروات وخيوط الصوف وكل ما يلزم الأعمال اليدوية، وكلفنا كل مدرسة وفق خطة مدروسة بإنتاج كيلو مربي ولتر عصير وعمل يدوي من اعمال التريكو والأعمال اليدوية مثل المكرميات ... إلخ، وذلك من خلال حصص الاقتصاد المنزلي والمجالات " الزراعية، ووفقاً لأخر الإحصائيات المتاحة فإن عدد مدارس جمهورية مصر العربية بكافة مراحلها حوالي " 55000 " خمسة وخمسون ألف مدرسة أي أننا سنضمن يومياً علي الأقل خمسة وخمسون ألف منتج من كل نوع من تلك المنتجات علي اختلافها إن لم يكن أكثر بحسب جهد ونشاط كل مدرسة، ولكم أن تقارنوا بين تكلفة إنتاج تلك الكمية وبين العائد من تسويقها لتعرفوا حجم العائد المتوقع.
ولكم أن تتخيلوا حجم العائد من مثل هكذا مشروع لو توفرت له الإمكانيات البسيطة ووضعت له خطة التسويق المناسبة، مع توفير الدعم والمساندة لتلك الفكرة لتنمو وتستمر لتعظيم العائد منها ولتكون دعامة قوية لاقتصادنا الذي يعاني أشد المعاناة من ضعف الموارد وعدم الاستفادة الكاملة من الإمكانيات والطاقات والموارد المتاحة مادية كانت أم بشرية،وفضلاً عن العائد الاقتصادي الكبير لمثل هذه الفكرة فلها جانب أخر نفسي واجتماعي إذ أنها ستصنع جيلاً جديداً من الأبناء تربوا علي ثقافة العمل والإنتاج بعيداً عن تراب الميري الذي يتمني الكثيرين " التمرمغ فيه " كما يقول المثل، أي أننا سنبني جيل منتج قادر علي العطاء أطرح فكرتي عليكم متمنيا أن تلقي القبول لدي الجهات المسئولة وبخاصة مسئولي وزارة التربية والتعليم، وترقي لأن يتم تبنيها وتناولها بمزيد من الدراسة  ووضع الخطط اللازمة لتنفيذها إن ثبتت جدواها الاقتصادية والتي لا أشك فيها من وجهة نظري المتواضعة ، فهل من مجيب؟؟؟.  

إرسال تعليق

 
Top