أنا يا صديقي لم أنم؛
لم تمنح ليَ الأرض قلبا لأنام ؛
امْتلكتُكَ كالتراب الذابل ؛كالنغم،
لم تمنح لي المآسي صوتا كالقلم٠٠٠
برعمٌ صغير أنا يخترق الثرى،
بشوك الألم٠٠
آه يا صديقي ،
كالبيداء قاحلة أرضي،
فخذ ما تبقى منه وقلبك العدمْ؛
وخذ هذا الشوق وانثره في أوطان،
لغريب عن أرضه يحصد اللّغمْ،
وقلبك الشاطئ الخامل ،
لا يثور ،لا يغضب،ولا يهرم،
نعيْت رحيقي لربيع متمرد
لا ينمو كالفصول ،
مدفون في أرض حاصرتها السيول،
هذا ما تبقى من خريفي فازرعه،
نبتا ً،يستنشق الحرية،
ويضاهي جمال الحقول٠٠٠
أنا يا صديقي لم أنم ؛
بدايتي كالفجر ولازلت ُ
تمطرني آيات الهوى ،
إليك كلما نظرتُ،
وفؤادك َ غارق في النسيان٠٠
تحمل أسطورتي للزمن‘
وترمي بحقائب هذا الوطن،
فيا ليتني كالطفل ِ؛لا أجيد الغرق ٠٠
ولاأسمع نواح الأغوارْ
ليتني كظلمة الليلِ؛
دامس ٌ غطاؤه٠٠
وظلمته كالنّور ،
تُخرِج من صلبها الأنوارْ
لم أكتب فوق جبين المعذّبين،
لم تنفرد بي الآهات ،لم أستنشق٠٠
أنت ورثاء الوطن ،
تجتمعان في قلب واحد ،
ملامحك الغربة كقصيدتي ترتجف
وَخْزُ الكلمات ،نار ،وسأمْ٠٠
عد للوطن ،ففؤادي ذابل ،
ثائر كعاصفة ،كالبركان ٠٠
حقائبك الأخيرة وذكريات وندمْ،
ليتك تُنصت للألحان المتبقية ،
آهات ٌ،وعناوين منسية،
وأقلام خرساء ما عادت تتكلمْ٠٠
عد ْ ليستيقظ حلمي من سباته،
واحملِْ وطني فجرا بين عينيك ،
سأكون إن شئت َ أول بداية٠٠
رائحة الوطن،وفؤاد نابض،
ليتك تعود ، من أغلال ،
ليتك تمسح حزن المسافات ٠٠
ليتك تعلم ما تبقى من آلام ،
ففي البعد انا وانت والأرض
ما عدنا نبتسم
حياتنا تاتي من عمق الرحم
ثورة تنادي ..ترتقي تبغي
الخطوب ..ركوب القمم٠٠
إرسال تعليق