الشاعرة ابتسام أبو واصل...
عاشقة الرّوح
بقلم: صالح أحمد (كناعنه)
///
عاشقة الرّوح
بقلم: صالح أحمد (كناعنه)
///
عرفتها منذ فترة قصيرة كشاعرة بدأت تثبت نفسها بخطى واثقة على السّاحة الأدبية... وعبر مواقع الشّبكة العنكبوتية... وبدأت قصائدها تخرج إلى النّور حاملة رسالة عذبة، تبَشِّر بقلمٍ واعدٍ... كلماتها تمزج بين البساطة في التّعبير... وروعة المزج بين الواقع المعاش .. والذكريات المختَزَنَة في الوعي.. وجمال شعرها نابِعٌ من عفويتها وتلقائيتها.. وصدقها...
تكتب الأنشودة ذات الطّابع الشّعبي المرح والرّقيق.. وباللّهجة العاميّة المحكيّة... غارفة من معين التّراث الشّعبي العذب.. ومن بحر الذّاكرة تستقي كلماتها صورها وألحانها.. الرّقيقة الرّائعة ببساطتها... فهي تكتب وتعبّر ببساطة وعفويّة يشعر القارئ معها أنّها تتلذّذ بمخارج الحروف .. وتتأمل الصّور وتترنّم بألحانها في روحها قبل أن تسكبها على الورق.. كما يشعر أنّ للرّوح مكانة ومساحة عظيمة في تعبيرها.. وكأنّما تكتب من الرّوح.. وللرّوح.. كقولها:
بْتُذكُر لمّا كُنّا صْغار = تحتِ التّوتِة شو الْعِبنا
الغُمّيضَة وسَبع حجار = وبالمَرجوحَة تْمَرجَحْنا
كُنّا ببير المَي نْطوف = وحلمِ العمُرِ بيُسْبُقنا
ولما نِعطَش كُنّا نقول = للوَرّادِة..... تْشَرِّبْنا
ومْنِ الحَبَق الحَول الدّار = إكليل الغار الْبِسنا
***
هذه العودة إلى الطفولة؛ ليست عودة البحث عن قصص تعبر عنها.. وليست عودة الباحث عن التّراث.. بل هي عودَة الرّوح إلى ما تحب وتعيش حُلمًا وحَنينًا وإعجابًا...
وهي هكذا.. تشبع كلماتها بحنين الرّوح حتى حين تعبر عن عشقها للحياة .. فهي لا تنسى حبّ الرّوح السّاكن فيها وكأنّما جعلت من الرّوح صومعة تسكُنُ إليها وتستَلهِمُ إشعاعاتها.. حتى لا تكاد تخلو قصيدة من قصائدها أو أنشودة من أناشيدها من معاني الرّوح.. تصريحا وتًلميحًا، كقولها في أنشودة "هديل الحمام":
يَلّي سَلَبت القلب بِحِلوِ الكلام
أشعَلِت بالرّوح مصباح الغرام
القلب خفّاق من سِحرِ العُيون
بالرِّمشِ الكَحيل ترميني سِهام
***
الرّوح مصباح... الرّوح موطن ومصدر النّور.. في نورها تسير.. وعلى نورها تهتدي.. فلا تخشى شيئًا ما دامت تعيش في صومعة الرّوح الرّاقية..كقولها في أنشودة: "طيفك ما يغادرني":
بْحِبّك لو انّي ما ابوح = اعشِقتَك والقلِب مَجروح
انت الهوى وانت الرّوح = وطيفَك ما بِيغادِرني
***
هذا الحِصن الذي يمنعها من البوح حياءً لا خوفًا.. مصدره الرّوح الشّامخة ..
وحتى حين تنتقل إلى اللغة الفصحى، وتكتب في مواضيع اجتماعية وسياسية.. وواقعية.. نراها تستلهم الرّوح وتنهل من معين صفائه.. فالرّوح -وكما ذكرنا- صومعة شاعرتنا وحصن كيانها ونور طريقها... ففي قصيدة "أنيس السّهر" نراها تقول في مطلعها:
تَرتاحُ روحي حينَ تبدو باسِمًا = يا وَردَ عُمري يا أنيسي في السّهر
***
إنّه الأنيس الرّوحي، يسكُنها ويؤانسها روحيّا، يجالسها.. يرافق أوقاتها.. يحادثها ، تحادثه.. بلغة الرّوح.. وفي عالم الرّوح.. ةللتأكيد على هذا المعنى.. نراها تختم قصيدتها بالقول:
فإذا الحَوادِثُ فَرَّقتنا فاذكُرَنْ = قلبي لروحِكَ حاضِنًا رغمَ القَدَر
***
وما أروعه من تعبير: "قلبي لروحِكَ حاضِنًا" الاحتضان والاحتورء والتّوّحد روحيًا...
وحتى حين تنتقل للتعبير عن الواقع السّياسي؛ نجدها تخاطب الرّوح.. تصريحا وإيحاءً.. كقولها في قصيدة: "حكايتي ليست عابرة" ومحورها مدينة القدس...
بِكِ أتصَدَّعُ عَطَشًا
لِنَدى عِشقِك
لحُبِّكِ لن أكونَ ناكِرَة
أهديتُكِ فؤادي راضِيَة
جعلتُ روحي فداءً لأرضِكِ الطّاهِرَة
***
عَطَش، عِشق، رضا، طُهر... عناصر روحية تلتقي لتكون لغة شاعرتنا.. لتشير بكل وضوح إلى عشقها الرّوحي... ولتتسم تعابيرها بطابع الرّوح..
وحين تتكلم عن الغربة كواقع يعيشه الفلسطيني، تجعل من الغربة عِشقًا يتجَسَّدُ وَطَنًا تُخاطِبُه في البدء:
نَمَت على سُعُفِ النّخيلِ غُربَتي
تُعانِقُ الأحزان
ترجو سَلامًا
تستَمطِرُ الألم..
***
سعف النّخيل ... رمز لشموخ الوطن.. وروح الوطنية.. ألم الوطن... وغربة أهله ..
وتختمها بالقول:
لا تَجرَح نَهاري
لأنتَ الحياةُ لمُهجَتي..
والزّهورُ برَوضي
وأنتَ كلّ الأمل
والرّوحُ ما فتئت تهفو
حنيناً وحُبًا إليك..
***
وهكذا نجد أنّ شاعرَتَنا ترى أنّ كل شيء يرتبط بالروح... فهي تحجُّ إلى الماضي بروحها.. تحضنُ عشقها بروحها... تحضن قدسها أرضها وطنها غربتها إنسانها... بروحها.. فالرّوح مدرا كل شيء.. صومعة كل جميل راقٍ.. الصفاء والنّقاء لكل شيء...
تكتب الأنشودة ذات الطّابع الشّعبي المرح والرّقيق.. وباللّهجة العاميّة المحكيّة... غارفة من معين التّراث الشّعبي العذب.. ومن بحر الذّاكرة تستقي كلماتها صورها وألحانها.. الرّقيقة الرّائعة ببساطتها... فهي تكتب وتعبّر ببساطة وعفويّة يشعر القارئ معها أنّها تتلذّذ بمخارج الحروف .. وتتأمل الصّور وتترنّم بألحانها في روحها قبل أن تسكبها على الورق.. كما يشعر أنّ للرّوح مكانة ومساحة عظيمة في تعبيرها.. وكأنّما تكتب من الرّوح.. وللرّوح.. كقولها:
بْتُذكُر لمّا كُنّا صْغار = تحتِ التّوتِة شو الْعِبنا
الغُمّيضَة وسَبع حجار = وبالمَرجوحَة تْمَرجَحْنا
كُنّا ببير المَي نْطوف = وحلمِ العمُرِ بيُسْبُقنا
ولما نِعطَش كُنّا نقول = للوَرّادِة..... تْشَرِّبْنا
ومْنِ الحَبَق الحَول الدّار = إكليل الغار الْبِسنا
***
هذه العودة إلى الطفولة؛ ليست عودة البحث عن قصص تعبر عنها.. وليست عودة الباحث عن التّراث.. بل هي عودَة الرّوح إلى ما تحب وتعيش حُلمًا وحَنينًا وإعجابًا...
وهي هكذا.. تشبع كلماتها بحنين الرّوح حتى حين تعبر عن عشقها للحياة .. فهي لا تنسى حبّ الرّوح السّاكن فيها وكأنّما جعلت من الرّوح صومعة تسكُنُ إليها وتستَلهِمُ إشعاعاتها.. حتى لا تكاد تخلو قصيدة من قصائدها أو أنشودة من أناشيدها من معاني الرّوح.. تصريحا وتًلميحًا، كقولها في أنشودة "هديل الحمام":
يَلّي سَلَبت القلب بِحِلوِ الكلام
أشعَلِت بالرّوح مصباح الغرام
القلب خفّاق من سِحرِ العُيون
بالرِّمشِ الكَحيل ترميني سِهام
***
الرّوح مصباح... الرّوح موطن ومصدر النّور.. في نورها تسير.. وعلى نورها تهتدي.. فلا تخشى شيئًا ما دامت تعيش في صومعة الرّوح الرّاقية..كقولها في أنشودة: "طيفك ما يغادرني":
بْحِبّك لو انّي ما ابوح = اعشِقتَك والقلِب مَجروح
انت الهوى وانت الرّوح = وطيفَك ما بِيغادِرني
***
هذا الحِصن الذي يمنعها من البوح حياءً لا خوفًا.. مصدره الرّوح الشّامخة ..
وحتى حين تنتقل إلى اللغة الفصحى، وتكتب في مواضيع اجتماعية وسياسية.. وواقعية.. نراها تستلهم الرّوح وتنهل من معين صفائه.. فالرّوح -وكما ذكرنا- صومعة شاعرتنا وحصن كيانها ونور طريقها... ففي قصيدة "أنيس السّهر" نراها تقول في مطلعها:
تَرتاحُ روحي حينَ تبدو باسِمًا = يا وَردَ عُمري يا أنيسي في السّهر
***
إنّه الأنيس الرّوحي، يسكُنها ويؤانسها روحيّا، يجالسها.. يرافق أوقاتها.. يحادثها ، تحادثه.. بلغة الرّوح.. وفي عالم الرّوح.. ةللتأكيد على هذا المعنى.. نراها تختم قصيدتها بالقول:
فإذا الحَوادِثُ فَرَّقتنا فاذكُرَنْ = قلبي لروحِكَ حاضِنًا رغمَ القَدَر
***
وما أروعه من تعبير: "قلبي لروحِكَ حاضِنًا" الاحتضان والاحتورء والتّوّحد روحيًا...
وحتى حين تنتقل للتعبير عن الواقع السّياسي؛ نجدها تخاطب الرّوح.. تصريحا وإيحاءً.. كقولها في قصيدة: "حكايتي ليست عابرة" ومحورها مدينة القدس...
بِكِ أتصَدَّعُ عَطَشًا
لِنَدى عِشقِك
لحُبِّكِ لن أكونَ ناكِرَة
أهديتُكِ فؤادي راضِيَة
جعلتُ روحي فداءً لأرضِكِ الطّاهِرَة
***
عَطَش، عِشق، رضا، طُهر... عناصر روحية تلتقي لتكون لغة شاعرتنا.. لتشير بكل وضوح إلى عشقها الرّوحي... ولتتسم تعابيرها بطابع الرّوح..
وحين تتكلم عن الغربة كواقع يعيشه الفلسطيني، تجعل من الغربة عِشقًا يتجَسَّدُ وَطَنًا تُخاطِبُه في البدء:
نَمَت على سُعُفِ النّخيلِ غُربَتي
تُعانِقُ الأحزان
ترجو سَلامًا
تستَمطِرُ الألم..
***
سعف النّخيل ... رمز لشموخ الوطن.. وروح الوطنية.. ألم الوطن... وغربة أهله ..
وتختمها بالقول:
لا تَجرَح نَهاري
لأنتَ الحياةُ لمُهجَتي..
والزّهورُ برَوضي
وأنتَ كلّ الأمل
والرّوحُ ما فتئت تهفو
حنيناً وحُبًا إليك..
***
وهكذا نجد أنّ شاعرَتَنا ترى أنّ كل شيء يرتبط بالروح... فهي تحجُّ إلى الماضي بروحها.. تحضنُ عشقها بروحها... تحضن قدسها أرضها وطنها غربتها إنسانها... بروحها.. فالرّوح مدرا كل شيء.. صومعة كل جميل راقٍ.. الصفاء والنّقاء لكل شيء...
إرسال تعليق