GuidePedia

0


يا دجلة با ام البساتين

ويبْقَى المَسارُ إليْكَ طويلاً
 و ينْأى السَّفرْ !
و ُتمْحَى الدُّرُوبُ نهاراً وليْلاً
..
و يبْقَى الأثرْ !
وما مِنْ رفيقٍ يجُوزُ الصّعابْ
..
وما مِنْ رحيقٍ يشقُّ السَّرابْ
لِيُسْعِفَ فيكَ جِراحَ المطرْ !
***
إليكَ أسُوقُ ..
غَمامَ السُّهولْ..
..
وشَوْقَ الرَّياحينِ خلْفَ المُروجْ
..
وفيضَ التَّلاحين ِقبلَ الوترْ..

ألوّحُ .. يا أنتَ
..
أينَ السَّبيلُ !؟
و أينَ.. وأنىَّ ..
سيُفْضي الخُروجْ !؟
..
وَ هُمْ في ٱلتفافِ
الغُبارِ اللَّجوجْ
..
بقايَا عُفاةٍ !
..
شَظايَا رُفاةٍ !
تُريدُ العطايا لأجْلِ " الحَجَرْ " !
و أنتَ سليلُ الشُّمُوسِ العَذارَى..
شُعاعٌ .. يُعاوِدُ سِحْرَ الرّبيع ِ
..
و لحْنَ النّخيلِ ..
الذي ما ٱنْدَثَرْ .
***
-
إليكَ سيبْقَى المَسارُ طَوِيلاً
..
لأَحْياكَ دوْماً ..عذابَ النّبيّْ
..
و مثلَ ٱغْترابِ الفُؤَادِ الأبِيّْ
بقفرِ الكرامَهْ.. !
و لا مِنْ نسِيجٍ يسُدﱡ الخَطرْ ..
ولا مِنِ حَمامَهْ.. !
لتَسْبِي الضّمائرَ قبلَ النّظرْ .
..
و تَنْأى الدُّرُوبُ المُطِلَّةُ خلفَكَ ..
أنتَ المُطِلﱡ علَى كُلﱢ دَرْبٍ قَصِيٍّ وَعِرْ.
-
عَنيدٌ .. لأنَّكَ كلُّ الصَّدَى..!
..
تُقلّبُ فِي الرُّوحِ شدْوَ الصّهيلْ
..
و تعْيا العيُونُ و يسْهُو المَدَى !
وأبقى أُفَتّشُ وسْطَ " الفُراتِ "
..
أفتّشُ في كلّ عُمْقِ صلاة ٍ

بقلْبِ النَّدَى
..
عنِ الفارسِ المُنتظَرْ !
***
-
عنيدٌ..لأنّكَ ما كُنتَ يومًا كرَجْع ِالصَّدَى..
فَسَلْ " دجْلةَ الخَيْرِ " و " الرَّافدَيْنِ "
عنِ الأنبياءِ..عنِ المُنتَشينَ بفيْضِ الإباءْ..!
تُجِبْكَ " الشَّوامخُ " :
"
طِبْ بالعِنادِ العُرُوبيﱢ نفْساً
..
و شُقَّ الرُّفاةَ ..و نادِ الدُّنا
إذا زمْزمَ العزمُ فيكَ الجِراحْ ..
و دمْدمَ قبلَ ٱنتفاضِ الجَناحْ ..
فكُنْ أُغْنياتِ السَّلامِ الشَّريدِ..
لِتمْسخَ فِي الذُّلﱢ لونَ البغاثِِ..
وتُسْكنَ في الرُّوح ِريحَ الرَّدى ".
وحِينَ أُشَرّدُ خَوْفَ الظَّلامْ
..
يُعاوِدُني فِي ٱنْهزامِي العِنادْ
مُعاوَدةَ الجفْنِ لَثْمَ السُّهادِ..
..
إذا ما ٱهْتَدَى
ويبْقَى الأثَرْ..
دليلَ الشُّمُوخْ ..
و أنتَ الذي علَّم المُظْلَمِينَ..
غرامَ القمرْ !
فإنّي أظنُّ المَسارَ إليكَ
برغْم ِ الأماني..سيَبْقى طويلا ً ..
فجُدْ بالأغَاني ..
و قُلْ لِي بربّكَ :
"
أين المَفَرْ ! "


بيرين – الجزائر /2003


إرسال تعليق

 
Top