GuidePedia

0
من ضوابط تفسير القرآن الكريم
القرآن الكريم هو معجزة الله الباقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،وهو كتاب هذه الأمة ،الذي تكفل الله بحفظه،وقد يحتاج المسلم عند قراءة القرآن إلى تفسير بعض الألفاظ التي لا يفهم معناها، ومن ثم لا يجوز لأي شخص أن يفسر القرآن الكريم بغير أسس وضوابط وقواعد شرعية ؛حتى لا يكون التفسير قولا على الله بغير علم ، ويقع المرء تحت الذم المذكور في قوله تعالى :(ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا)...الأنعام :٩٣.
ومن هذه الضوابط التي يجب أن يلتزم بها كل مفسر:
١_سلامة العقيدة:
إن التفسير المقبول هو ما كانةموافقا لعقيدة سلف الأمة من الصحابة والتابعين،فإذا انحرفت عقيدة المفسر فإنه يحمل ألفاظ القرآن على مذهبه الباطل ،ويؤول الآيات ويحرفها حتى توافق معتقده الفاسد.
٢_حمل كلام الله على الحقيقة:
يجب على المفسر أن يحمل نصوص القرآن الكريم على الحقيقة ،وأن لا يعدل عنها إلا ببرهان ،لأن الأصل في الكلام حمله على حقيقته.
ومثال ذلك قوله تعالى :(وجاء ربك والملك صفا صفا ).الفجر :٢٢.
فحقيقة المجيء معلومة ،والكيفية مجهولة ،والواجب إثبات المجيء لله تعالى يوم القيامة على وجه يليق بجلاله ،فإذا خالف مفسر هذه الحقيقة وعدل إلى غيرها ،وقال بأن المعنى وجاء أمر ربك، كان التفسير على غير الحقيقة فلا يقبل .
٣_الاعتماد على أصح طرق التفسير ومنها :
_ تفسير القرآن بالقرآن .
ومثاله قوله تعالى :(وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل )، الحجر :٧٤.
فقد جاء تفسير السجيل بالطين في قوله تعالى :(لنرسل عليهم حجارة من طين ) ، الذاريات :٣٣.
فلا يصح بأي حال من الأحوال أن نفسر السجيل بغير الطين.
_ تفسير القرآن بالسنة.
ومثاله قوله تعالى :(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ،الأنفال:٦٠.
فقد ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر :(واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ). ((ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ))، رواه مسلم .
_ تفسير القرآن بأقوال الصحابة .
_ تفسير القرآن بأقوال التابعين .
٤_ مراعاة سياق الآية :
يجب على المفسر مراعاة سياق الآية ،وأن يربطها بالآيات التي قبلها وبعدها ؛لأن مراد المتكلم لا يظهر إلا من خلال سياق كلامه.
ومثال ذلك قولهةتعالى :(ذق إنك أنت العزيز الكريم ، الدخان :٤٩.
فلو فصلنا الآية عما قبلها لما تبين معناها الصحيح ، فإن السياق دل على أن هذه الآية جاءت على سبيل التحقير والإذلال .
٥_ مراعاة دلالات الألفاظ ولوازمها :
إن الواجب على المفسر أن يراعي دلالات الألفاظ وما تتضمنه من المعاني ؛لأن في القرآن معاني تضمنتها الآيات نصا ،وهناك معان دلت عليها عن طريق التضمين ،فمراعاة ذلك يؤدي إلى الدقة في فهم كتاب الله وما دل عليه من معان وأحكام .
ومثال ذلك قوله تعالى :(ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) ، آل عمران :١٠٤.
فقد دلت هذه الآية نصا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
ومن لوازم ذلك مما تضمنته الآية :
_ أن يكون الآمر عالما بالمعروف ،عالما بالمنكر .
_ أن يكون الآمر عالما بمراتب الأمر والنهي حتى لا يؤدي أمره إو نهيه إلى مفسدة اعظم .
٦_ معرفة معاني الأفعال من خلال ما تتعدى به :
إن الفعل في اللغة العربية يختلف معناه بحسب ما يتعدى به ، ومثال ذلك الفعلى(استوى ): فإن عدي ب((على) فمعناه العلو والارتفاع ، كما في قوله تعالى :(ثم استوى على العرش ) ،الفرقان :٥٩.
أي علا وارتفع.وإذا عدي ب(إلى ) دل على القصد ،ومن ذلك قوله تعالى :(ثم استوى إلى السماء ) ،البقرة :٢٩.
اي قصد . وإذا لم يعد دل على الكمال ، مثل قوله تعالى :(ولما بلغ اشده واستوى ) ،القصص :٣٣.
فالفعل هنا دال على الكمال .

إرسال تعليق

 
Top