( أزواج ولكن ) !!!!!!!!
للأديب الشاعر / عبد الرشيد راشد
للأديب الشاعر / عبد الرشيد راشد
قد يجمعنا بيتٌ واحد .. لكنَّ ذلك لا يعني أبداً أننا عاشقيْن !! أو حبيبيْن !! أو صديقيْن !! أو حتى قريبيْن !! فالمسافات قد تقرّبُ الأبدان !! لكنها لا تُقَرّبُ الأذهان !! قد تُزيل الحواجز والسدود !! لكنها لا تمحو العذاب أو الشرود !! قد تُحِلُّ بعض الملذات !! لكنها لا تحول بيننا وبين الجِراحات !! قد تمنحُنا بعض الحقوق !! لكنها لا تمنعنا من العصيانِ أو العُقوق !! قد تُلْزِمُنَا ببعض الواجبات !! لكنها لا تمنعُنَا من العذاب أو الصراعات !! قد تُجبرُنا على الظهور بمظهرٍ جذابْ !! لكنها لا تُجبرُ القلب على نسيان العذابْ !! قد تجعلنا نحيا بطريقةٍ لا تروق لنا !! لكنها لا تحملنا على نسيان آلامنا !! فكم من زوجين يعيشان تحت سقفٍ واحد والمسافة بينهما كما بين السماء والأرض !! وكم من عاشقيْن تفصلهما آلاف الكيلومترات لكنهما يتلامسان بنبض الروح والقلب !! فهل لكَ أن تتخيل حياة زوجين بلا حُبْ ؟! دون دِفء ؟! بلا نظرةٍ حانية ؟! ، بغير قُبلةٍ دافئة ؟! ، بدون ضَمةٍ متبادلة ؟! هل لك أن تتخيلْ إلى أي مدى تكون غُربةُ وبُعدِ كِلاهما عن الآخر ؟! هل لكَ أن تتصوْر ماذا لو كان عندهما أولاد ؟!! كيف يحيون في هذا المناخ دونما أمراض ؟!! للأسف هذا حال الكثير من المتزوجين !! بيوتُهم مُظلمه !! عيونهم باكيه !! صدورهم ضيّقه !! قلوبهم ميته !! لكنهم يفضلون العيش بهذه الصورة المزيفة حفاظا على الأولاد من السقوط في الهاوية !! وإن كنتُ أرى أن الحياة بهذه الصورة سواء لهما أو لأولادهما مُدمرة !! لكنها العاداتُ والتقاليدِ البالية !! والخوف من المسميات الظالمة !! وأن يُطلق على كلاهما لفظ ( مطلق أو مطلقة ) !! وما كان ذلك ليحدث لولا ترْكِنا للدين جٌملةً واحدة !! فكم من أزواج لا يشعرون بمعنى الحياة ! وكم من زوجاتٍ تقتلهن صلابة الشِفاه ! لكنهم يُصرون على البقاء !! ليس من أجل الوفاء ! ولا لحلاوة اللقاء! وإنما لأن كِلاهما قد صارا أشلاء ! بلا قلبٍ ! بلا روحٍ ! بلا دواء !! جُثثاً تحيا في عالم الأحياء ! تُعانقُ الحزن بأٌلفةٍ صَمّاء ، ترِسمُ عبر خيالها كلماتِ الغزل ! وتَهيمُ في الزهرِ والورد والثمر ، لكنها مجروحه ! وفي سِجنها محبوسه ! وعبر شريانها ألفُ صرخةٍ مكبوته ! ولأقدارها محنيةً مخروصه !! فهل بعد ذلك ألمْ ؟! أليست هذه حياةُ العدمْ ؟! ولماذا الاستسلام لهذا الجحيم ؟! وما هي إلا خيالاتُ شيطانٍ رجيم ؟! فما بعد موت المشاعر حياه ! وما في درب الهوى إن غابت شمسه نجاه !! فلما العيش في تلك الجراحات ؟! ! وقد استحالت العِشرة بكل اللغات ؟! أهذا ديننا ؟! أتلك شريعة نبينا ؟! لا والله .. فما في الأديان من ظلم للكائنات !! ولا في قوانينها إزهاق للأرواح والإحساسات !! فالزواج دفء وسكنْ ! تعانقٌ وسمر ! مودةٌ وثمر ! فلو غاب كل ذلك وصار شعارنا ( مللٌ وضجر ! صخبٌ وشرر! صمتٌ وسفر! غضبٌ وحجر ! وأصبحت الأيام " دموعا تَنْهَمِرْ ! وقلوبا تَنْفَطِر ! وأرواحا تنكسِر ! فكيف لنا أن نحيا ؟! تساؤلٌ مشروع ، حين " تبكي الضلوع ! وتحرِقُنا الدموع ! وتنطفئ الشموع ! وتغيب أفراحنا ! وتشتعل جراحنا ! وتختفي أحلامنا ! وتصبح الحياة هي نفسها ( قبرنا )
عبد الرشيد راشد
إرسال تعليق