مسجد الهادي بقلم الشاعر د. محفوظ فرج

 مسجد الهادي

بكلِّ مساءٍ لي إلى الوصلِ مَطْمَعُ

تظلُّ بهِ عينايَ بالشوقِ تدمعُ

إلى مسجدِ الهادي البشيرِ تَشدُّني

مشاعرُ تترى لا تهونُ وتهجعُ

وفي الحالِ ألقاني تحثُّ بيَ الخطى

إلى دار ِمَن أهوى و مَن هو يشفعُ

أُهَنِّئُ نفسي أنها في حقيقةٍ

بطيبةَ أضحتْ وهي للطيبِ مرتعُ

وتزهو أساريري غداةَ تهزُّني

شجونٌ إلى الروضِ المُطَهَّرِ ِ تُزمعُ

وترسو على بابِ السلامِ مقاصدي

ومنهُ إلى خير ِ الورى أتطلَّعُ

وحتى أراني واقفاً قربَ حضرةٍ

معالمُها من جنةِ الخلدِ أروعُ

حبيبي رسولُ اللهِ عندَ مقامِهِ

حياةٌ بها كلِّ المسرّاتِ تُجمَعُ

صلاتيَ فيما بينَ روضٍ ومنبرٍ

كأنّي من نورٍ على الأرضِ أركعُ

مشاعرُ لا وصفٌ بقولٍ لشاعرٍ

يحيطُ بها والشوقُ فيه يُقَطِّعُ

ومن غيرِ وعيٍ في لسانيَ قد جرَتْ

حروفٌ بحمدِ اللهِ والقلبُ يخشعُ

إذا بي مكاني قد رُزِقتُ بزورةٍ

حباني بها الربُّ الكريمُ الموسِّعُ

كأنّي في رَمَضانِ ثالثُ عمرةٍ

وقدْ راق لي صوتُ المؤذنُ يُرفَعُ

وَصلَّيتُ فجراً في جوار ِِ حبيبِنا

وَمُلِّكتُ فيها فوق ما أتوقَّعُ

وَعدتُ لأدراجي وفيها وَجدتُني

رهيناً بسامرّا وقلبيَ مولعُ

حبيبي رسولُ ما غابَ ذكرُهُ

وحينَ يصلّي القلبُ أذنيَ تسمعُ

صلاتي عليه نعمةٌ لا تحدُّها

حدودٌ بيومَ الحشرِ للعبدِ تنفعُ

على آلهِ صلّى الإلهُ مُسلِّماً

فهُمْ بعدَهُ للدينِ حصنٌ مدَرَّعُ

على صحبهِ الأخيارِ مِمَنْ تسابقوا

جهاداً بأرضِ الله للحقِ وُزِّعوا

فيا رب ربِّ بلِّغْني الوقوفَ ملبياً

على عرفاتٍ بالمناسكِ أُشرِعُ

هنالكَ أدعو اللهَ عفواً ورحمةً

وغفرانَ ذنبٍ عنده ُ أتضرَّعُ

ومنها إلى بيتِ النبيِّ محمدٍ

مجيري بيومٍ فيهِ تُذْهَلُ مُرضِعُ

وأحظى حيالَ الحوضِ في صحبةٍ لهُ

فيأذنُ لي في شربةٍ أتَمتَّعُ

د. محفوظ فرج

سامراء 26 / 2 / 2023 م

6 / شعبان / 1444 هـ