GuidePedia

0

 قـــال الـــراوي:

------------------------
قال الراوي: عند انكسار البحر في قريتنا اليباب ،اتسعت واستطالت ،نوافذ القرية حتى النجوم ،غسل رذاذ المطر رماد الجبال ،وغبار الاغصان عندها ترنّح مداها ،بقي الدم ساهرا ،ثقيلا ينوء ،قريتنا زاهية ،أحلامها حارسة ضواحيه ،قريتنا تتألم بأوجاعها ،تنام شمسها موجعة ،صباحا تلملم الارض نفسها ،تغطي عيريها ،الندى يسيل قطرات على الورد والاغصان ،شمسنا عالية تدور ،القرية فرحت نحو غسقها الافقي ،حارس دمها تستله ،ميناءها عابس لا يوصل فرح الناس ،دمنا يوصل وماءنا
ينضح من لحودنا ،جماجم شواهدنا ،حزنها مسائي ،أطلقنا قمرنا ليل مظلم
عطرنا لأزهار بلا عطور ،أرغفة خبز للأفواه جائعة ،ركضت قريتنا قتيلة في لهيب النيران ،حملت حزن الارض الى الافق البعيد ،فاصل بين الرعد والمطر ،قريتنا دمها يسيل في فوضى الغضب ،وحدها تعرف حزن البؤس ،تقرأ أحلام جموع النائمين ،وحدّاء الميتين ،طلعت من جذوع الرعود ،عبرت برد الصخور ،سحب تقطر فرحا ،أمضي في المروج ،حيث اليباس يسري بين القصب والبيداء ،حين مسحوا الاقداح كان فصل الامطار ،تقرئين أسرار العيون ،على التخوم جذام ينسّل بين التراب
الغبار الرمادي اعتلى وجه الموتى ،أغمضت القرية أجفان الرمال
شربت الغزلان من دمها حتى الارتخاء ،حتى رأت قمرا مجنونا في المنحدر الجبلي ،بين الصخور يعلن موت البراءة ،قناديلنا حزينة ذاويه
حتى ظلالها خابية ،امتدت متهدله نحو أحلامنا الجميلة ،استلقت في الازقة
رأت سواقينا انهارا ،دماء بدل الماء ،الجرح خارج الجسم ،لا يبرأ
الاموات يعبرون الموت ،اغماء وخرافة الاقدمين ،يتناوبون حزن الاقدمين
وهج القناديل يموت ،دم الموتى يقرع الاكواخ ،خاتمتنا تقترب ،الشمس تأبى الانحناء ،تجمعت كل اسراب اليمام ،في ساحة القلوب ،قتلها الشوق والانتظار ،بكاء القناديل لا يستريح ،لم تعد لنا أوجاع تحت النخيل ،خرجوا بعد لا صدام ،يغطون الحقول والمروج ،لخطاهم وقع الحكايات القديمة ،انهضوا من تحت جذوع النخيل ،ان شمس البؤس لا تنحني...
**********
المفرجي الحسيني
قال الراوي
العراق/بغداد
6/12/2020

إرسال تعليق

 
Top