السـلام عـليكـم ورحمـة اللـه وبركاتـه
...........................................
في حياتنا الكثير والكثير من الأقوال والأمثال الشائعه ، تتردد على ألسنتنا أو تصل إلى أسماعنا ، ولكن دون أن ندرك معناها ، أو القصه التي وردت في سياقها ، أو المدلول التي ترمي إليه . ومن الأقوال الشائعه ما يرتبط بمثل عربي ، أو شعبي ، ومنها ما يرتبط بقول مأثور إرتبط بموقف معين أو عظه جاءَت من تجارب اشخاص ألمت بهم حوادث ؛ وهي ظاهره فريده ومتميزه لإيجازها الشديد ودلالاتها العميقه ، وهي خلاصة تجارب في شتى ميادين الحياة اليوميه ؛ ولم تترك موضوعا إلا وطرقته ؛ وهي مرآه صادقه تعكس ببراءه وعفويه وسذاجه محببه إلى النفس . فهي كلمات من صميم الواقع تعبر عن سلبيات وإيجابيات طبائع البشر . وقد صيغت هذه الأقوال بكلمات موجزه
مؤثره وبلغه رشيقه تلامس الوجدان .
ومن الأقوال الشائعه التي ارتبطت بحادثه : " إن غدا لناظره قريب "
...................................................................................
قالوا أن النعمان بن المنذر ملك الحيره خرج ذات يوم للصيد ؛ فانفرد عن أصحابه ، وأمطرت السماء فلجأ إلى بيت رجل من طيّ ؛ وطلب المأوى ، فأنزله الرجل وامرأته وأكرماه دون أن يعرفاه . وفي الصباح أخبرهما أنه الملك النعمان ؛ وأنه يحب أن يكافئهما على حسن صنيعهما .
ومرت الأيام ووقع الطائي في ضيق ، فذهب إلى النعمان يسأله ، وكان للنعمان يوم يسمى ( يوم البؤس ) ، لا يقدم عليه أحد فيه إلا قتله ؛ فقدم الطائي في ذلك اليوم ، فساء النعمان ، إذ كان يود أن يحسن إليه ، ولكنه اضطر إلى الأمر بقتله .
ولم يجزع الرجل ؛ ولكنه استمهل النعمان حتى يرجع إلى أهله فيودعهم ثم يعود ؛ فرضي النعمان بعدما تقدم رجل وكفل الطائي ؛ ثم أعطى النعمان الطائي خمسمائة دينار ؛ وضرب له عاما يعود فيه في مثل ذلك اليوم . وحال الحول ، ولم يبق من الأجل المضروب للطائي غير يوم . فأرسل النعمان للكفيل ليستعد للقتل بدل الطائي الذي لم يعد ؛ فاستمهله الرجل قائلا : فإن يك صدر هذا اليوم ولىّ .... فإن غداً لناظره قريب .
وفي الصباح استعد النعمان لقتل الكفيل ، وأخرجه ليضرب عنقه ، ولكن مستشاريه رجوه إمهاله حتى ينقضي اليوم ؛ وبينما هم ينتظرون ، واليوم يوشك أن ينقضي ؛ إذ طلع عليهم الطائي ، فعجبوا من وفائه ، وأبطل النعمان عادته من أجل ذلك .
" هكذا قد يوقع المرء في الشر تسرعه ، ولو صبر لنجا " ، ويقال للمتعجل : إن غدا لناظره قريب . ... أي لا تتعجل وانتظر .!
إرسال تعليق