GuidePedia

0

رؤيـة الله عزَّ وجل َّ ؛ والـتـحـدث مع الله ..
************************************
قد يظن البعض خطأً ؛ أن الله باختصاصه سيدنا موسى وحده بالتحدث اليه ؛ من الآية وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا (164النساء) ؛ وباصطفائه سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه فقط بلقائه في معجزة الإسراء والمعراج ؛ أو أنه عز وجل باختياره لجميع أنبيائه ورسله فقط بأن يوحي اليهم بملائكته وكتبه ووحيه ؛ قد حجب نفحات رؤيته والتحدث إليه عن باقي خلقه ؛
لأن جميع معجزات رؤية الله ؛ والتحدث مع الله ؛ والوحي ؛ هي مجرد درجات متفاوته ؛ اختص الله بها من يشاء من أنبيائه ورسله وعباده الصالحين ؛ وبما يؤكد أن حقائق رؤية الله والتخاطب معه ووحيه لعباده ومعجزاته وكراماته ؛ مجرد درجات ونفحات الهية متفاوتة .
وبالقياس مع الفارق ؛ فإن كل من يتفكرون في الله وفي خلق السموات والأرض ؛ يمكنهم أيضا أن يروا وأن يسبحوا الله في معجزاته اليومية من فجر ونهار وغروب وليل ؛ وفي عجائب مخلوقاته ؛ فيرون الله عز وجل سبحانه في معجزاته وقرآنه وعجائبه ؛ كما أن معظم الناس يستطيعون ايضاً التحدث والحوار مع الله ؛ بمناجاته والدعاء والشكوى والتضرع إليه ؛ وهم موقنون بأن الله يسمعهم ويراهم ؛ وهم موقنون أيضاً بالإجابة ؛ لأن الله هو القائل عز وجل ؛ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16ق) ؛
ولذلك فرؤية الله ؛ والتحدث معه ؛ وزيارته في بيوته ومساجده ؛ متاحة لكل عقول وقلوب وجوارح البشر ؛ وهنيئاً لكل من يتفكر في الله ويراه في عجائب خلقه وقدرته ؛ولكل من يتحدث ويناجي الله السميع البصير المجيب.
*********************************************************
ضياء الجبالي

إرسال تعليق

 
Top