GuidePedia

0

.......القطار.......
الحياة محطات القطار
ومنتزه للعاشقين
ربما نكون ركاباً غرباء
ورما نكون فيه أسياداً
او بائعي جرائد تعساء
وربما نكون ظلا لاً
تبحث عن ضوء النهار
داستنا حوافر الخيل
ومزقتنا رياح تشرين
والخليفة يرتشف خوفه
تحت نخلة عطشى
تحاصرها جيوش الروم
في غياب الصحابة
واحتراق بيادر القمح
تموت اشجار البيلسان
فتحرقنا شمس تموز
ويستمر القطار
غير عابئ بالطريق
ولا بأنين المرضى
تغلق دور العبادة
ومنافذ الحدود والطرقات
وما زال القطار يسير
يسقط الركاب تباعاً
وما زلنا نقيم الأعراس
يحصدنا الوباء
ويمسي بعضنا أشلاء
وما زلنا على نفس القطار
نتجاذب اطراف الحديث
وينام بعضنا الأخر
يئن الحصى تحت العجلات
ويستمر الركاب بالحوار
يتفقون حيناً
ويختلفون أحياناً أخرى
حسب معطيات المكان
ثم يتابعون اجترار الحديث
يمر قاطع التذاكر
يتفحص رجلاً رث الثياب
لا يملك ثمن التذكرة
يحاول الاختباء منه
بين أشياء تكدست قربه
قطار يختصر الحياة
يجمع هموم الناس ويوزعها
حسب تراتبية الطريق
تعلن صفارة القطار
وصول المحطة
وما زالت حاشية الخليفة
تبحث عن جيش وعرش
وعن بحر بلا شاطئ
وعن قصرٍ بلا عنوان
تحرسه ذئاب الليل
وتحميه تلال الرمل والكثبان
خيول تنقل الموتى
وترميهم لجوف الأرض
بلا غُسلٍ ولا أكفان
هذا قطار الموت فاعتبر
محطات سنعبرها
بأمر الواحد الديان
يحاصرنا وباء الموت
ويقتلنا بلا استئذان
فهل من تائب عابد
يزيل الغم عن وطني
ويحميه بأيات من الإنجيل
وأيات من القرأن
فإن الله يرحمنا
وهو القدير والرحمن
كامل بشتاوي 10/4/2020

إرسال تعليق

 
Top