السـلام عـليكـم ورحمـة اللـه وبركاتـه
.......................... .................
في حياتنا الكثير والكثير من الأقوال والأمثال الشائعه ، تتردد على ألسنتنا أو تصل إلى أسماعنا ،
ولكن دون أن ندرك معناها ، أو القصه التي وردت في سياقها ، أو المدلول التي ترمي إليه . ومن الأقوال الشائعه ما يرتبط بمثل عربي ، أو شعبي ، ومنها ما يرتبط بقول مأثور إرتبط بموقف معين أو عظه جاءَت من تجارب اشخاص ألمت بهم حوادث ؛ وهي ظاهره فريده ومتميزه
لإيجازها الشديد ودلالاتها العميقه ، وهي خلاصة تجارب في شتى ميادين الحياة اليوميه ؛ ولم تترك موضوعا إلا وطرقته ؛ وهي مرآه صادقه تعكس ببراءه وعفويه محببه إلى النفس . فهي كلمات من صميم الواقع تعبر عن سلبيات وإيجابيات طبائع البشر . وقد صيغت هذه الأقوال بكلمات موجزه مؤثره وبلغه رشيقه تلامس الوجدان .
ومن الأقوال الشائعه (( أخطب من سحبان وائل ))
-------------------------- -------------------------- ---------------------
قصة مثل
أخطب من سحبان وائل
هو الذي يضرب به المثل في الخطابه فيقال :- أخطب من سحبان وائل.
وسحبان وائل هو معد بن مالك بن قيس بن غيلان بن مضر بن نزار.
وباهلة امرأة بن أعصر ينسب أليها ولدها .
وقد وفد سحبان على معاوية فقال معاويه :- أنت الشيخ ؟ فقال :- إي والله وغير ذلك ، ودخل مرة أخرى فقال له معاويه :- أخطب ، فقال :- انظروا لي عصى تقيم من أودي ، فقالوا :- وماذا تصنع بها وأنت بحضرة أمير المؤمنين ؟ فقال :- ماكان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه ؟ فأخذها وتكلم من الظهر إلى العصر ماتنحنح ولا سعل ولا توقف ولا ابتدأ في معنى ، فخرج عنه وقد بقيت عليه بقية فقال معاوية :- الصلاة ، فقال :- الصلاة أمامك ألسنا في تحميد وتمجيد وعظة وتنبيه وتذكير ووعد ووعيد ؟ فقال معاوية :- أنت أخطب العرب ،
قال :- العرب وحدها ؟ بل أخطب العرب والعجم والجن والإنس ، قال :- كذلك انت .
اسمه : سحبان بن زفر بن أياد وائل (.....-54هـ)
تعليمه :
دخل في الإسلام عند ظهوره ، واتصل بمعاوية ، فحسن موقعه لديه ، واعتمد في يوم الكلام عليه . وكان سحبان خطيباً غَمر البديهة ، قوي العارضة ، متصرفاً في فنون الكلام ، كأنما يتلو عن ظهر قلب ، وبه يضرب المثل في كل ذلك .
محطات :
قدم على معاوية وفد من خراسان فطلب سحبان فلم يجده بمنزله ، فاقتُضب من حيث كان وأدخل عليه . فقال له معاوية : تكلم . فقال :
أحضروا لي عصا . قالوا وما تصنع بها وأنت في حضرة أمير المؤمنين ؟ قال : ما كان يصنع بها موسى وهو يخاطب ربه .فضحك معاوية وأمر له بها ، فجاؤه بعصاه ، وخطب من صلاة الظهر إلى أن حان وقت العصر ما تنحنح ولا سعل ولا توقف ولا تلكأ ولا ابتدأ في معنى وخرج منه وقد بقي فيه شيء .
فما زالت تلك حاله حتى دهش منه الحاضرون . فأشار إليه معاوية بيده فأشار إليه سحبان : لا تقطع كلامي ! فقال معاوية : الصلاة ! قال هي أمامك نحن في صلاة وتحميد ، ووعد ووعيد . فقال معاوية : أنت أخطب العرب . قال سحبان : والعجم والجن والإنس .
إرسال تعليق