عبارات مبعثرة _ بقلم امـال الـفـراتـي

أسعد الله مساءكم بكل خير أحبتي أصدقائي 

الى محبي الفصحى ( بقلمي)

كتبت هذه الخاطرة منذ خمس سنوات ونيف ومازالت حياتنا قميئة ومازلنا نراوح في مكاننا دون خطوة واحدة . مَنْ يدفع ثمن خساراتنا الجسيمة عمراً وصحة ؟!!!

عبارات مبعثرة

كان شاعراً مغموراً يَنقِش خواطِر الليل على بياض الجدران القديمة ... لا تَرْبِطهُ علاقة بقلبِ واحد على إمتداد الأرض قصائدهُ صرخات مكتومة يُنَظِمُها في أحلامَهِ فقط ، وحالما يستيقظ ليُدَوِنُها تَتَبَدَدْ العبارات في زُحمَةِ الأفكار المُتَدافِعَة في ذهنِهِ ... لم يَعُدْ يَحتَمِل التدمير اليومي لما يتبقى منها في ذاكرَتِهِ ... لينزَلِقَ في مهاوي قصيدةِ أخرى يعيشُ إحتراقاتِها ولَن تَكتَمِلَ أبداً ... في صباحات أحد الأيام إستيقظ ليَجِدَ على الجدارِ قربَ سريرهِ عبارات مُبَعثَرة لكنها خُطَتْ بشِكلِ منتظم حاولَ أن يَتَذَكَرْ إن كان هو قد خَطها فلَم يَفلَح سيما وإن الخط يُفصِحُ عن يَدِ رخاميةِ ناعمة وجماليةِ لايمتَلِكها هو ، أعاد قراءتها على نحوِ ماكُتِبَتْ بصوتِ مسموع تُرَدد صداهُ جدران غرفتُهُ :

متى يَصبحُ لحياتِنا القميئةِ الكاذبة شيء من العدالة؟

يا... أرضنا متى تأوِنا رحابُكِ اللانهائية بلا قصاص يومي لذنبِ لم نقترفهُ ؟

لماذا تصلنا الأشياء التي نرغب في غير وقتها؟

لماذا حياتنا حرب من أجل مانريد ... وحربُ حتى لو لم نَرِدْ أي شيء؟

لماذا ينهمِكُ القليلُ منا في حصر مكاسبهِ فيما السواد الأعظم منهَمِكُ في عدِ خساراتِهِ يُسَجِلُها على جدران بيتِ من ورق ؟

حتى متى يتجمع القلق في وجوهنا كالعاصفة ونجدُ الحياة أكثر إيلاماً وقسوة نحن الذين لاننكسر أمام الريح؟

لماذا كلما تتكشفُ الحياة وتتسعُ أمام ناظري وتندفِعُ الحُجُبُ الصماء تقفُ عيني حسيرة أمام مايوجِعُ ... وتتحجر الدموع كسيرة الخاطر والجناح؟

لماذا تُكَبِلُ عقلي وقدمي ويدي قيود وهمية أجدني أنكسرُ لو حاولتُ فَكَها ؟ 

لذا قررتُ أن لا أحارب المارد الذي يستيقظُ بين الفينةِ والأخرى من رماد نفسي بهيئةِ قصيدة لأبقى شاعراً مغمورا تموتُ القوافي في دخيلة نفسِهِ أفضلُ من أن أنقشها على جدار الصمت . 

آمال الفراتي