دواعي المرتقى
البرقُ فوقَ خيالِ الأفْقِ ينبجسُ
والرعدُ ما بعدَ نِسيانِ الهوى جرسُ
قطفتُ أزهارَها بالدربِ باسمةً
وعادَ ضلعيْ بتُرْبِ الشوقِ ينغرسُ
لم ينشفِ اللونُ بالفُرشاة في صوري
مازلتُ كالنجمِ وسطَ الحُلمِ أنغمسُ
أسرجتُ ظلَّكِ فوقَ الحرفِ خافقةً
وفي اليراعِ لريّانِ الضُحى فرسُ
نَمتْ خمائلُ بالعُشّاقِ حافِلةً
والروحُ في اللوحةِ الخضراءِ تُلتمسُ
هيّا تعالَيْ لقوسِ البدرِ نسرِقُه
فقد غفا إثْرَ ترتيلِ الدجى الحرسُ
هيّا تعالَيْ لبُرجِ الليلِ نصعدُه
فعندَنا لدواعي المرتقى أُسُسُ
ما كانَ أصعبَ انْ تنمو الزهورُ ندى
وحاملُوها على الأيامِ قد يَِبسوا !
تجرّدوا... رسموا بالتّيِهِ دائرةً
في طَيِّ أخماسِها مِلءَ السُّدى طُمِسوا
ما فاضَ قِنديلُهم يوماً بشاخِصَةٍ
واقتادَهُم في انطفاءِ المُنتهى عَسَسُ
مهما تكبَّرَ غيمٌ فوقُ نسمتِنا
غداً بجنّاتِنا الفيحاءِ يَندرِسُ
تَرقرقَ الماءُ صوفياً بقافيةٍ
ومن حناياهُ بيتُ الشعرِ يُقتبسُ
يا وَردُ إنْ شَمَّكَ الولهانُ مُنتشياً
تنشَّّقَ الجمْرُ مُزداناً بك النفسُ
الصبُّ خيلٌ بوادي الريحِ سنبكُه
والشوقُ ما بينَ كفَّي الجوى مرسُ
الطيرُ والزهرُ والأغصانُ حانيةً
والنهرُ مع بعضهِم يا سيدي درسوا
العازفونَ بثغرِ الشهدِ أُغنيةً
ما بارحت شَفتيْهِم لذَّةً ضرِسوا
والمُكْملونَ بريشِ الهمسِ سهرتَهُم
كأسينِ يتُلى على أعناقِهم نَعَسُ
ََسلَّمتُ أسلحتي للعينِ مُنحنياً
ومِخلَبُ الرمشِ يفريني ويفترسُ
نقَّطُ كلَّ قصيدي دمعةً ذرفت
وصار قارئُها بالنجمِ يلتبسُ
هذي المعاني برغمِ القيدِ ينزعُها
سَبْعٌ تفلَّتَ من أسْرِ النوى شَرِسُ
صيّادُكِ اليومَ صادَ البحرَ أجمعَهُ
أرخى وشدَّ بخيطَ الأزرقِ الهوسُ .
إرسال تعليق