من هنا تعبر الأرواح
——————
كتبتٌ ذاتَ ليلةٍ محمّلةٍ بأزيزِ الرّصاص
أنّ غيمةً غادرتْ مدينتي توّا
تحملُ على أكتافها
عيونَ الشّهيدِ لترى فيها فراديسَ السّماء
وتنفخَ على جرحهِ
نفحةً من جناحِ الخلود
كدتُ أن أكونَ قطرةَ ماءٍ
في خزّانِ المعاني أبلّلُ بها ريقَ الوفاء
لكي لا يتّهمني الضّبابُ بالتّزويق
يسحبني السّحابُ كالجرارِ نحو الحرث
أسقي بذورَ المراثي
يا لعصا التّبخترِ ولساعةِ التّنظير
قد أسبّبُ خدشا كبيرا
في بشرةِ النّهر الصّغير
هناكَ دموعٌ الرّيحِ لا تجففها الضّفاف،
كلّ قصائدي تتنفّسُ
من جوعِ الشّمسِ لأجل العتاد
وغثيانِ القمرِ في عزِّ السّلاح
عودّتُ أكفانَ الشّهداءِ على أناملي
تنتزعُ الأبدانَ عندما تعزفُ تراتيلَ الحياة
كما علّمتُ الرّفاتِ ارتداءَ التّرابِ المخضّبِ بالدّماء
دونَ أن أبرهنَ فشلي
باصطيادِ جذر من تكوينِ الانتعاش
في أحلى المناسبات
إلّا يومُ حزنِ الأم
يشكُ محرّمٌ فيه
من لبسِ السّواد
قد يعلنُ قوسُ النّصرِ الحدادَ
ويطفئُ ضوءَ اللّحظاتِ حالما تمرّ من تحتهِ الأرواح…
—————————
عبدالزهرة خالد
البصرة / ٤-١-٢٠١٩
إرسال تعليق