GuidePedia

0

فى ذكرى الغالية ست الكل

بقلم/ محمود شنيشن 
الزمان غدار ومتقلب بطبعه بخيل وشحيح بعطائه وعطياه لا يجود بفرصه للمستحقين الا نادراً ، انها فرصة واحدة مؤكدة ستأتيك فى عمرك او ربما لا تأتيك ، وإن أتتك هذه الفرصة فستكون فى الآغلب الآعم فرصة ضيقه محدودة الإمكانات ستطل لك برأسها من بين فكى الآسد وبعد معاناة ومشقة طويلة منك لاستخراجها، 
او لربما تولد الفرصة لك من بعد تضحيات كبيرة ومخاضات عسيرة وآلام عصيبة تولد مبتسرة غير مكتملة النمو تولد بعد مكابده ومجاهده كبيرة من عنق الحياة ومن ضيق الطريق وشدة منحدره ، او ربما تكون الفرصه هبه ومنحه إلهيه كامله من غير نقصان تفاجئك وتبهرك فلم تكن لتخطر لك فى يوم على بال او تجرى لك على قلب او لم تتوقع وتتنبأ بحدوثها ،
لكن المؤكد انها ستكون فى النهايه فرصة واحدة لك فقط تمر فى حياتك او فى عمرك كله ، فإن فطنت لها واستثمرتها واستغليتها استغلالاً صحيحاً جيداً فقد فزت وربحت ونجوت بنفسك من كدر الحياة وشظف العيش وانشئت لك ولغيرك واقعاً اخر بديل يليق بك وبمن حولك ان اردت ذلك! 
وان آتتك الفرصه فاستهتر واستهنت بها ولم تستغلها وتستثمرها افضل استثمار ولم تقدرها حق قدرها فقد اهدرتها وخسرتها وضاعت عليك الى الآبد ولربما لن تعود فرصه اخرى مثلها فتقعد كما هو الان مالوماً محسورا ! ،
وهذا بالضبط ماحدث ففى ذات يوم من الايام آتت الفرصة اخيراً لملايين المصريين المتعطشين لنسائم الحريه وقيم العداله والمشتاقين لرياح التغيير ان تهب بهم من كل مكان ، منح الله المصريين اخيراً احدى اهم فرصهم التاريخية بل اعظمها على الاطلاق ، منحهم الله هبته وعطيتة الكبيرة التى فاجئت الجميع والتى لم تخطر لاحد فى يوم على بال ولم تجرى لاحد منهم على قلب جائتهم اخيراً الفرصة التى لم يتوقع حدوثها اكثر المتفائلين تفائلاً واكثر الواثقين وثوقاً بعمق ووعى المصريين ، جائت فرصة التغيير والتبديل التى ماكنا لنحلم بأعظم وأنبل منها ، انها الثورة العظيمة الثورة المجيدة ثورة الخامس والعشرون من يناير ، الحدث الآبرز فى حياة المصريين تقريباً وبلا منازع وفى كل عصورهم القديمة والحديثة ، الثورة التى طرحت وألقت أسوأ ما فى المصريين واخرجت اجمل وافضل ما حملوه فى وجدانهم طيلة تاريخهم الممتد من جينات الحضارة المتوارثة ،
اخرجت الثورة الآجمل على الواجهه افضل ما فى المصريين من مشاعر نبيله واحاسيس صادقه دفينة بالعزة والفخار الوطنى وأعلت من الولاء والآنتماء الكامليين لتراب هذا الوطن الغالى والنفيس ، اخرجت الثورة الحُسن والبهاء رغم سنوات التجريف والتسطيح ونشر الفساد والقبح على المصريين وبعد عقود كثيرة من القحط والقهر والظلم والآستبداد
آتت الفرصة المستحيلة التى ضن بها الزمان كثيراً على المصريين ، 
فستهتر واستهان بها الجميع وتصدى شرزمة من القوم اصروا وحدهم على صونها وصيانتها وحمل امانتها والدفاع عن لوائها وادعوا اخلاصهم وولائهم لها ومدى علمهم ودرايتهم بالخبىء وبواطن الآمور مما يدبر ويحاك بليلٍ اسود لها ، ولذلك قرروا ان يستولوا وحدهم على كل شىء ولم يتركوا لآحدٍ من شركائهم وأقرانهم شيىء ، فتركونا جميعاً فى مقاعد المتفرجين نشاهد عروضهم المسخ وهزلهم السيىء بعدما قاموا بتوزيع جميع الآدوار الرئيسية والثانوية على انفسهم كونهم كما يقولون انهم نظاميين جاهزين حافظين ومنظمين ومنتشرين فى كل مكان،
ولما ضاعت الفرصة اخيراًعلينا وعليهم قاموا فباعوا لنا فشلهم وخزيهم وحملونا إهمالهم واستهتارهم وادعو المظلوميه.
محمود شنيشن

إرسال تعليق

 
Top