(لو حَسـن التصـور ــ لحسـن التصديق)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(مقالات عن الإسلام وفيه/ عبد الحليم الشنودى/مصر)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(ثالثا) الإسـلام بنـاء متكامل ــ متسـق الشكل والمضمـون
بحج
وأعنى بالتكامل : أن من يعتنقه لا يحتاج فى أى من شئونه الدينية أو الدنيوية لغيره ففيه يتعادل كل شئ وبه تتوافق كل المطالب وتتصالح كل النوازع لأن دماءه تجرى فى كل الفروع وتغذى كل الخلايا ـ وما ذلك إلالأن النبع متصل بالمصب والأصل عامل فى الفرع ــــ وأعنى بالاتساق :أن سريانه فى الكون والحياة نابع من مكنونه فى الروح والنفس وأن انسيابه فى أشكال السلوك نابع من اختماره فى النفس وظاهره انعكاس صادق لمضمونه ..... ويخطئ من يظن أن المرئى منه هو الحاكم عليه وأن الركن فيه هو المقصود به ـــ فليس كل الإسلام فى أركانه ــ وليس كل الأركان فى بنيانه ـ فلا الأركان كافية لبنائه ـ ولا البناء قائم على غير أركانه (بنىَ الإسلامُ ) الذى أكمله الله على يد نبيه (صلى الله عليه وسلم) ورضيه لمن ارتضاه دينا ودينونة ـ تصورا وتصديقا (على خمس) هى قواعد التأسيس الحاملة لبنائه والضامنة لاستقامته لا تهزه ويح ولا تميده عن الوسطية تيارات بغيره تعصف ــ وإن تمثل (الشهادة)أساسه فأركانه الأربعة أصول بها وله ومجموع القيم الإنسانية كـ (الصدق والأمانة والعفة والطهارة والعدل و...)ومجموع القيم الروحية كـ (الرضا والتوكل والإخلاص والإجسان و.....) هى جوهر بنائه ـ وهى أمور لا ترى ولاتكس المظاهر بها إنما تعمر بها القلوب وتسوي بها النفوس ويحيا بها المسلم متميزا عن غيره يُعِز الإنسانية بدينه ويكسو الإسلام بإنسانبته(ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الإنجيلكزرع أخرح شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) ــ فهل يقبل مثل هذا الدين المصبوغ حبا وإنسانية ورحمة وسلاما أن يفرش بالدماء طرقة ـ أو يدنس ثوبه القشيب بغبار الحقد والكراهية تحت أى ادعاء أو أخذا بأية ذريعة ؟وهل يزرع السيف يقينا فى القلوب أو زهورا فى حقول الوطن أفيقوا أيها الراحلون فى صحارى الجهل والظلام واملأوا بنور الإسلام صدوركم
ــــــــــــ عبد الحليم محمد الشنودى ـ 29ـ10 ـ 2017ــــــــــــــــ
إرسال تعليق