غيوم التسلط
بقلم \ محمود شنيشن
تلاشى خلف غيوم التسلط والآستبداد كل شعاع امل كنا نمنى النفس به ذات يوم في بناء دولة دستورية عصرية حديثة ، دولة شابة عافية تقوم على مبادء عدة أولها المواطنة الكاملة وإرساء قيم العدالة وسيادة القانون ، وكنا نمنى النفس كثيراً بقرب إحياء هذه الدولة المؤسسية الحره والديموقراطية السليمة القائمة على الشراكة المجتمعية والتعددية الحزبية والشعبية وعلى تداول السلطة بطريقة سلمية آمنة وسلسة كما يحدث الآن في غالبية دول العالم المتحضر والنامى ، لكن للآسف وسوء الحظ ما أن قربنا من هذا الحلم الجميل حولوه الى وهم تذروه الرياح ، حتى بات أولو الآحلام في بلدى حيارى تؤرقهم سمادير الواهمين السكارى ، وما هي الا لحظات حتى سقطت البلاد مرة أخرى فى براثن نفس تلك الممارسات الديكتاتورية والحكم الشمولى القديمة التى عرفناها وعايشناها كثيراً وثورنا عليها ، بعدما خلفت لنا من ورائها هذا ألآرث الثقيل لدولة شائخة تعيسة مكبلة بأفكار شعبية ديماجوجية امتهنت وسفهت كل قيم الرقى الحضارى والانسانية النبيلة ، ورغم كل محاولات التغيير المستميتة من طلائع اولائك المهمومين بحال هذا الوطن ، والقائهم بالحجر تلو الحجر فى المستنقع السياسى الضحل والعفن من اجل حلحة هذه اللزاجة والجمود الآسن وذلك باحداثهم لبيئة أخرى جديدة (؟!)تساعد على ازاحة كل مصادر ومصبات هذه العفونه وتدفع بالبلاد نحو التغيير المأمول لدولة جديدة شابة وعفية تنشد العيش فى رغد من الحرية والعدالة وسيادة القانون ، لكنه ما تلبث ان تنكسر كل طموحاتهم وتطلعاتهم الوطنية النبيلة على صخرة الآتهام والجهل ، وتتعثر تطلعاتهم السامية فى أسبال السادية والتخلف لقطعان الخرفانين البلهاء.
بقلم \ محمود شنيشن
إرسال تعليق