( يا بنيّ ) إن الموعظة حق وأنت أحق الناس أهديها اليه ! فأنت مهجة القلب وفلذة الفؤاد وأكبادنا التي تمشي على الأرض ! واذا استطعت اليوم أن أعظك فقد أكون غداً بين الثرى وتتذكر ذات يوم أنني لم آل جهداً في سبيل سعادتك ! ولا تصدق يا بنيّ أن هناك من هو أغلى من الابن على قلب أبيه حتى لو كانت فصيلته التي تؤيه ولن يوجد قلبٌ أرقّ من قلب الوالد على ولده لأن الولد بعض من قلب أبيه ! فالولد هو وارث أبيه من كل شيء وفي كل شيء من الجينات حتى الأموال والحسنات ! بنيّ : يا أحب الناس إليّ : أنت نعمة من الله أهداها اليّ فزيّنت حياتي وأشرقت بنورك كلماتي ! أعظك يا ولدي أن تعيش محسناً وأن تتلطف بالمساكين ! وأن يرأف قلبك بكل جائع أو خائف أو فقير ! اياك أن تشبع وغيرك جائع ! اياك أن تتغاضى عن إغاثة ملهوف ناشدك الله أن تغيثه ! فبع ثوبك وألبسه وصم وأشبعه ! ولا تركن الى زخارف الدنيا وغيرك مهموم لشدة فقره ! واياك يا ولدي أن تمس أحداً بسوء حتى ولو تعجبت الدنيا من رحمتك بغيرك فالويل كل الويل لمن أزهق نفساً بغير حق ! ولا تبخل على وطنك وأهل وطنك بسلسبيل العطاء والجود والجود بالنفس أقصى غاية الجود ! والذي يهمني أن تلقى الله وهو عنك راضٍ ! فكن بين الناس واحدا منهم فدمك ليست له ميزة مقدسة تثير غبار العجب ولا تصدق أن دماء الغير كذلك ! فكلكم لآدم وآدم من تراب ! والدك الشفيق بك والرفيق بأمرك ( الأديب وصفي المشهراوي )
إرسال تعليق