إذا كان قلب الرجل مفعما بالحنق عليك والبغضاء لك فلن تستطيع أن تكسبه إلى
وجهة نظرك بكل ما في الوجود من منطق " كما قال "إيمرسون " وهذا حالنا مع من
نبغض من الناس، لا نقبل له قولا ولا نقيم له وزنا ولا نحترم له رأيا ،
وكما يقولون بالمثل العامي : حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط ،
تلك حقيقة لا يمكن أن ينكرها أحد ، فالمرء عندما يحب شيئا يعمى عن مساوئه
وقد تكون تفوق الحصر ، بل قد تكون كل مساوئه عنده محاسن ، وإذا كان يكره
شيئا ، يظلم أمام عينيه ولا يرى فيه إلا
الإسفاف والنقيصة والزراية والهوان ،ولو أتى له بالجمال بأسره ، ولو صنع له
المستحيل والسبب بكل بساطة أنه أغلق قلبه عنه ، ومادام المرء قد أغلق قلبه
فلا يمكن أن يفتحه سواه ،ولهذا كان الإنسان يسعى دائما ، إلى ما يحب ويفر
ممن لا يحب ، مع أن الذي يحبه يفر منه كثيرا ويبقى له ما يسخطه ولا يرضاه ،
ولهذا يقول الشاعر :
حننت إلى الفرات ونيل مصر أحب إلىَّ من ماء الفرات
ولي في مصر من أصبو إليه ومن في ذكره أبدا حياتي
أرى ما أشتهيه يفر مني وما لا أشتهيه إليَّ ياتي
الإنسان في كثير من أحواله لا يرضى وتلك طبيعته غالبا ، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى "" إن الإنسان لظلوم كفار " ويقول عز من قائل : " قتل الإنسان ما أكفره " وإن كان المفسرون يفسرون الإنسان فيهما بالكافر فالغالب في ابن آدم أن هذا طبعه الذي جبل عليك وإلا لما قال الرسول الكريم " لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغي له ثانيا ولو كان له اثنان لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب " ولهذا كان ينبغي علينا أن لا ننغمس في الحب تماما ولا الكره تماما ، لأن الانغماس الكامل في حب الشيء يجعلنا لا نرى مساويه ، يقول الشاعر :
وأرى مساوئه كأني لا أرى وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وأوضح مثل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام :
" حبك الشيء يعمي ويصم " ولذلك فنحن لا نحكم على الأشياء حكما مجردا من الهوى ، إلا قليلا ، وقد ينقلب الكره حبا عتيقا ، والحب كرها عميقا كما ورد "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " ولهذا فنحن إذا استمررنا على هذا الوضع فلن نرى الأشياء على حقيقتها أبدا ،فالعاطفة عندنا هي الهوى وهذا يخرجنا عن حد الاعتدال والإيمان :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " علينا أن نكون أمة وسطا كما أمر الله تعالى ،" فإن خير الأمور أوساطها" وعلينا أن نكف عن ملاحقة الآخرين ، والنيل منهم أنهم ليسوا على مثل رأينا ،وعلينا أن ننتهي عن ادعاء الفهم في كل شيء ، وعلينا أن نبتعد عن الحكم على الأمور من ظواهرها بل ننفذ إلى الأعماق ، وعلينا أن نعطي أنفسنا مساحة للتفكير وفرصة لاحتواء واستيعاب الأمور ، وعلينا أن نتهم أنفسنا دائما بالتقصير لأنها غالبا كذلك ، حتى نستطيع تصحيح الأخطاء ، ونرى الأشياء رؤية غير ساذجة ، فهناك فطاحل يتعففون ، وأراذل يَدَّعون .. فالله الله في مصر أيها المغالون ، وخلاصة الأمر أختمه بحديث لسيد المرسلين : يحمل هذا العلم من كل خلف عُدُوْلُه ،" أي العادلون فيه " ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين "
حننت إلى الفرات ونيل مصر أحب إلىَّ من ماء الفرات
ولي في مصر من أصبو إليه ومن في ذكره أبدا حياتي
أرى ما أشتهيه يفر مني وما لا أشتهيه إليَّ ياتي
الإنسان في كثير من أحواله لا يرضى وتلك طبيعته غالبا ، ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى "" إن الإنسان لظلوم كفار " ويقول عز من قائل : " قتل الإنسان ما أكفره " وإن كان المفسرون يفسرون الإنسان فيهما بالكافر فالغالب في ابن آدم أن هذا طبعه الذي جبل عليك وإلا لما قال الرسول الكريم " لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغي له ثانيا ولو كان له اثنان لابتغى لهما ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب " ولهذا كان ينبغي علينا أن لا ننغمس في الحب تماما ولا الكره تماما ، لأن الانغماس الكامل في حب الشيء يجعلنا لا نرى مساويه ، يقول الشاعر :
وأرى مساوئه كأني لا أرى وأرى محاسنه وإن لم تكتب
وأوضح مثل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام :
" حبك الشيء يعمي ويصم " ولذلك فنحن لا نحكم على الأشياء حكما مجردا من الهوى ، إلا قليلا ، وقد ينقلب الكره حبا عتيقا ، والحب كرها عميقا كما ورد "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " ولهذا فنحن إذا استمررنا على هذا الوضع فلن نرى الأشياء على حقيقتها أبدا ،فالعاطفة عندنا هي الهوى وهذا يخرجنا عن حد الاعتدال والإيمان :" لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " علينا أن نكون أمة وسطا كما أمر الله تعالى ،" فإن خير الأمور أوساطها" وعلينا أن نكف عن ملاحقة الآخرين ، والنيل منهم أنهم ليسوا على مثل رأينا ،وعلينا أن ننتهي عن ادعاء الفهم في كل شيء ، وعلينا أن نبتعد عن الحكم على الأمور من ظواهرها بل ننفذ إلى الأعماق ، وعلينا أن نعطي أنفسنا مساحة للتفكير وفرصة لاحتواء واستيعاب الأمور ، وعلينا أن نتهم أنفسنا دائما بالتقصير لأنها غالبا كذلك ، حتى نستطيع تصحيح الأخطاء ، ونرى الأشياء رؤية غير ساذجة ، فهناك فطاحل يتعففون ، وأراذل يَدَّعون .. فالله الله في مصر أيها المغالون ، وخلاصة الأمر أختمه بحديث لسيد المرسلين : يحمل هذا العلم من كل خلف عُدُوْلُه ،" أي العادلون فيه " ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين "
إرسال تعليق