GuidePedia

0

ماري... والسيدة الاولى بقلم علي الشافعي 
ماري !! جميل هذا الاسم ــ يا سادة يا كرام ـــ اليس كذلك ؟ جميل بجمال صاحبته . هل تعرفون طيبة الذكر صاحبة هذا الاسم ؟ اظن ان كثيرا من شبابنا ما عرفوها ولا قرأوا او سمعوا عنها في آبائهم الاولين , صحيح كان الله في عونهم , فوقتهم ثمين ومزحوم من اول النهار الى اخر ليلهم .
ماري وما ادراك ما ماري , انها ماري انطونيت , أجمل وأشيك امرأة في اوروبا كلها في القرن الثامن عشر , لكنها اكثر امرأة مكروهة في التاريخ . ماري أنطونيت صاحبة الكلمة الشهيرة التي طارت في الافاق (لِمَ لا يأكلون كعكا ) تماما كما فعلت الصفعة التي هزت كراسي الكثير من زعماء بني عرب . الصفعة التي تلقاها الشاب التونسي المسكين (البوعزيزي ), صاحب العربة المسكينة التي كان يترزق منها , والتي ازعج منظرها غير الحضاري بعض المسؤولين , فأوعزوا الى الشرطية الشهيرة لإزاحتها بالقوة , وعندما اعترض الشاب تلقى صفعة مدوية افقدته صوابه , فاقدم على الانتحار للتخلص من هذا الذل , البوعزيزي مفجر ثورات الربيع العربي المسكينة المتآمرعليها . من هي طيبة الذكر السيدة الجميلة (ماري انطونيت) ؟ تعالوا نبدأ الحكاية من اولها وعلى الله قصد السبيل :
ماري انطونيت (1755 - 1793م) يا سادة هي ملكة فرنسا التي أعدمت بالمقصلة هي وزوجها الملك لويس السادس عشر , إبان الثورة الفرنسية العتيدة . اكثر امراة مكروهة في كامل القارة الاوروبية , وفي فرنسا بشكل خاص . هي نمساوية الاصل والابنة الصغرى للإمبراطور( فرانسيس الأول وماريا تيريزا ) حاكمي الإمبراطورية الرومانية المقدسة , انتقلت إلى فرنسا وهي في الرابعة عشر من عمرها , لتتزوج الدوفين الفرنسي (ولي العهد) في عام 1770م وهو ابن الخمسة عشر ربيعا , ليصبح وبعد أربعة أعوام الملك لويس السادس عشر , ولتتربع ماري على عرش فرنسا . كانت جميلة جدا فملكت عليه قلبه ولبه , ولعبت بعقله فأصبحت مستشارة البلاط والوسائد , مبذرة حمقاء طائشة مهووسة بالملابس والموضات والحفلات . كانت تعاني من سطحية التفكير نتيجة لتعليمها المتوسط وتدليل اهلها ، ولذلك كانت لا تدرك مدى أهمية وخطورة الأمور السياسية الخاصة بالدولة ؛ لأن عقلها كان لا يدرك مثل هذه الأمور. تمتعت بشخصية قوية على عكس شخصية زوجها الذي كان ضعيف الإرادة خجولا مترددا , فتسلطت على رقاب الفرنسيين واذلت رجالات السياسة والفكر والادب , وبددت ثروات فرنسا على لهوها ولذاتها ومجونها وحفلات رقصها . قهرت الشعب وجوّعته , فكان ذلك تمهيدا لقيام ثورة الجياع (الثورة الفرنسية ) , لكنها وبدل ان تنصح زوجها الضعيف الخجول المتردد ان يتنازل لمطالب الشعب , كما فعل الكثير ملوك اروبا وخاصة انجلترا ؛ اخذت تطارد الثوار وفتحت لهم سجن الباستيل سيء السمعة , واخذت تتامر عليهم وتستعدي دول الجوار , عندما قامت ثورة الجياع اطلت على الثوار من شرفة القصر , وسألت بعض مستشاريها ماذا يريدون , وقالوا لها : انهم جائعون يريدون خبزا . ردت عليهم بجملتها الشهيرة " إذا لم يكن هناك خبز ليأكلوه دعوهم يأكلوا كعكًا". 
لكن الفقراء لم ياكلوا الكعك واستمروا في ثورتهم وسقط سجن الباستسل رمز الظلم والقهر. وانتصرت الثورة ؛ بعد ان ضحت بنصف مليون انسان . واحاط الثوار بالقصر فهرب الملك والملكة في ثياب النساء , لكن قبل مغادرتهما البلاد القي القبض عليهما واعيدا الى العاصمة , وكان مصيرهما المقصلة .
ماري انطونيت اذن ــ ايها السادة الافاضل ـــ امراة مغرورة مهووسة عاشت في برج من العاج , لم تكن تعرف ما يدور في مملكتها , ولا تفرق بين ثمن الخبز الذي لا يكاد يجده الفقراء وبين ارستقراطية كعك الاغنياء , تدخلت في شؤون الحكم فأفسدته وفي الاقتصاد فبددت ثروات البلاد وافقرت واذلت العباد . لكنها في النهاية وجدت من يتصدى لهوسها , ويوقف هلوساتها ويقطع يدها ورأسها . 
اقول ــ يا دام عزكم ــ في بلاد بني عرب اعتدنا ان نطلق على زوجات الزعماء اسم : السيدة الاولى او ام الشعب , فنقول مثلا في مصر : سيدة مصر الاولى او ام المصريين , في الجزائر سيدة الجزائر الاولى او ام الجزائريين , وهكذا في سوريا والعراق وباقي الجمهوريات . وفي الممالك العربية نقول الملكة , وكما تعلمون هذا اللقب اذا مُنح لا يُردّ , لذا فهناك الملكة , والملكة الام وربما الملكة الجدة . غارت زوجات الرؤساء فحاولت كل منهن ان تصبح السيدة الاولى والسيدة الام ومن يدري ربما السيدة الجدة . فتعالوا اذن نكشف المكشوف , او ما كان مستورا , نرى تدخل ماريات بني عرب في شون الحكم : 
السيدة ماري بنت قاري قرّبت اهلها واقاربها , وعينتهم مراكز حساسة في الدولة , فتحكموا في السياسة والاقتصاد والاستثمار فافسدوها , فجاع الشعب وشكى ثم أنّ وبكى , واخيرا ثار واحاط بالقصر , فخرجت هي وزوجها واقاربها هاربين , تحمل معها صندوقا زنته طن ونصف من الذهب , وهو غطاء عملة بلادها في البنك المركزي . ولم يلق القبض عليها وتعيش الان منعمة في اموال شعبها المسكين . بعد ان بددت خيراته على ملذاتها وهوسها . هذا غير المليارات التي حولـت الى بنوك الغرب باسمها وباسم زوجها المسكين (لويس السادس عشر العربي ) . 
ماري اخري انها ماري السملوطي , جمعت بنيها وادخلتهم في لعبة السياسة والاقتصاد والاستثمار فافسدوا كل شيء , كان لها مكتب فى الرئاسة وسكرتارية خاصة ، وتدخلها يأتى بناء على الأحداث ، ووصل تدخلها لدرجة اختيار الوزراء والشخصيات المحيطة بالرئاسة . لإتمام خطة التوريث . يقول محمد عيد راوس، فى كتابه «كل حريم الهانم» ، إنها تحكمت فى هذه المرحلة فى كل صغيرة وكبيرة فى أسرتها لإتمام مشروع التوريث من جهة ، ولتصبح سيدة معروفة عالميًا تسعى للحصول على جائزة نوبل عن مجهوداتها فى مجال المرأة . وشكى الشعب ثم أنّ وبكى , ثم قامت ثورة الجياع , والقي القبض عليها وعلى زوجها (لويس السابع عشر العربي ) ولكن سرعان ما التف اذنابهما على الثورة فأحبطوها وشيطنوها , ووصفوها بالإرهاب , وحاكوا المؤامرات التي اجهضتها , ووجدوا من يعاونهم من بني عرب لئلا تصل حمى الثورات الى بلادهم , وكذلك دول الغرب التي تكيل بألف مكيال , ولكن الشعب في غليان , قد ينفجر بين عشية وضحاها . 
السيدة ماري بنت زنقة التي كانت صاحبة الفضل على زوجها (لويس الثامن عشر العربي ) فألّهته , وصنعت له من الحرس النسائي ما يحيط به احاطة السوار بالمعصم , فاطلق بدها ويد ابنتها فأفسدت البلاد واذلت العباد , وعندما قامت الثورة هربت قبل زوجها , وتركته لمصيره المحتوم (المقصلة) , هربت الى بلد قريب تحمل معها عشرين طنا من الذهب , وهو احتياطي بلادها في المصرف المركزي اضافة الى ثروتها في بنوك سويسرا ة والمقدرة حسب صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية وصحيفة (يو إس توداية) الأمريكية ثروتها بنحو 30 مليار دولار. 
الاميرة ماري الفاسي زوجة ( لويس التاسع عشر العربي) تحكمت في السياسة وكممت الافواه واغلقت الصحف المعارضة . فكانت السبب في الغليان الشعبي المنذر بثورة جياع جديدة تطيح بلويس وآله واقربائه , وستغادر الاميرة حاملة معها ايضا كل احتياطي بلادها من الذهب . 
الشيخة ماري ال مسلول تزوجت الشيخ (لويس العشرين ) لتتامر على السياسة في بلادها , وتمسك بزمام الامور , وترفع بمؤامراتها زوجها الى سدة الحكم وتطيح بإخوانه وابنائه من زوجاته السابقات , ثم ترفع ابنها المدلل الى سدة الحكم , لتصبح الشيخة ماري الام , ثم عبثت بالاقتصاد والاستثمار , وصفقات مشبوهة و فضائح ومالية بالمليارات , وصراعات على النفوذ بين أفراد العائلة الواحدة . 
ما رايكم ــ يا دام فضلكم ـ نكمل ام يكفي فضائح يقول المثل العربي : (لو دامت لغيرك ما وصلت اليك ) , ستنتصر الثورات العربية كما انتصرت الثورة الفرنسية . وسيهرب لويس التاسع عشر والعشرين والواحد والعشرين ( من الْوسَة بني عرب) , او يقادون الى المقاصل لينالوا جزاءهم , ولتعود الثروات المنهوبة الى اصحابها الشرعيين , فدولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة . طبتم وطابت اوقاتكم .

إرسال تعليق

 
Top