GuidePedia

0
سـكْـب اللـجـيـن
---------------------------------------

غداً أو بعد غدٍ سينبثقُ
قمرٌ بين شقين ينطلقُ
ويشعل الليل بلاهبةٍ
كيما أضاء له الأفقُ
يحكي أخبار أمتنا
بمن سبقوا ومن لحقوا
ويكتب سطرنا الآتي
بحبرٍ كله عبقُ
فإن خطته يمناه
أمضى السيف و السبق
فلا قلمٌ بمحبرةٍ
ولا رجعى لمن غرقوا ..

******* ********
يا ليل التصابي
في مهد الشيوخ الأوائل
يا شعرة في مفارق الشيب 
تباهت ..
كحسن غراء بين أترابها طلعت
وما رجعت إلا وطفلها معها
تيمم كل هذا السواد
في طين القبائل ..
أو كي تشيح بناظريها 
عن الجميع
بسطتَ أطراف العباءة
حتى تناهت
إلى أقصى ما تستطيع
ورثت كحل بغداد 
في جفون يمانية حتى
قبل أن تضيع ..
وزينتها كالثوب الموشى
تراشق ما تناثر هنا و هناك
من الفل .. و الياسمين 
يا طليق السكون
و بوح الأغاني
يا نديم المجون
و كف الدعاء..
يا رسائل عشق لم تصل
ومازال مرسلها ينتظر الجواب
تناجي نجومك في كل عطر
وترفل ثوبك في كل باب
تدق بصمتك فوح الأقاح
إذا ما السقاة أداروا 
في الحاضرين
كؤوس المُدام ..
كأن رجوعك موت مقيم
تقض به هدوء الغياب ..

******* ********
طلل قد هده طلل
كالشعر فينا يرتجل
يا ليل عجل فقد رحلوا
ما عاد الصبر يحتمل
فالصدر أضناه ذا الثقل
إذا ما حل به الوجل
أراه البدر يكتمل
كأبوابٍ لمن طرقوا
يعاد إلينا به الأزل
كذي الشقين يفترق
قمر بين شقين ينطلق

******* *********
يا عتماً تستظل بعرش الطغاة
و نفط الأمم ..
إن الضياء وريث النبوة
وقبس الوجوه اللاتي استنارت
بنور و نور ..
لذاك حرامٌ عليها الوجوم
عيونٌ تراك لا كما نراك نحن
إنما كمن يستشف
ريح المسافر من وراء البلاد
ويعلم حتما وقت الوصول ..
عيون تراك كغيم يواري
كلما غاب في الأفول .. نجمٌ
ليشبك من خيوط الأماني
فجراً جديداً
يقطر من نداه ليسقي النخيل ..

******* ********
يا ليل التماهي 
في كل ما يشتبك
بين السراب و بين اليقين
يا نصلاً تخفّى التماعه
في فصل المقال
بين متاهات التحيز سواء
للحرام .. أو الحلال
يا نزيف الكحل
و ذيل الفرَسْ ..
تنكّرت باللثام طويلا
حتى فقدت معنى الوضوح
كأن نجومك رصد الحقيقة
و لكن ..
تاهت فيها 
عيون الحرَسْ ..
يا دسيس الرغائب
و ظل المحارب
يا همس الوشاة
و عين العسس ...
تناسل السوء في كل نفس
بحقد يدهم فيه الدلس ..
طوبى لمن مر تحت جنحك
كفافاً ..
لا له .. و لا عليه
ثم خيم ظله بكل الصحاري
ليطلق ذاته
بعيدا عنك يا قيد الروح
و ذئب الجموح
يا محيط الجمود
يا طليق الطموح 
يا كثير الجنوح
يا ساتر اللصوص
يا مثير الفضائح
يا طاوي المسافات
بين كل غاد و رائح
يا مثقل الخطى 
على الضائعين
ويا مقصر العناق 
بين العاشقين
أطلت المكوث طويلاً
ولم تحتسبْ
وما أنصفتَ كل بحور الحبر
في الكتب ..
عبر كل تاريخ العرب
كتبتَ المراثي طويلاً
تحت الجفون كلما ادلهم وجهك
في العيون .. بكل زمنْ
يا غريب الديار جعلت للحلك
في كل دارٍ .. وطنْ
أيها القاضي الذي لا يؤتمنْ ...
والباغي الذي يبخس 
في كل حق ..
يا راشي النوائب حتى
تؤخر الفجر قليلاً ..
يا قابض المآذن من أهلتها
إن الأهلّة .. كؤوسٌ
يصب الداخلون لبيت الله فيها
قبساً .. و هدياً .. و وحياً
خالف الفطرة في نقل الرسالة
إذ يصعد من أدنى .. لأعلى
ينقل سعي العباد من الكمال
إلى الاحتمال ..
إلى التشبث بالأملْ

********* **********
البدر في العلياء يتحد
كجمر في الصدر يتقد
والقوم للنوم قد خلدوا
يا بدر سليني ما أُحُد
الند مع الند يتفق
للوصل آمالهم عقدوا
ما بين طياتهم رقدوا
ناجوا دعاءً إذا فقدوا
في الصحراء لن تجدوا
نوراً أن يكشف النفق
أنت الوعد لم يعدوا
أعيى الكد و الجلدُ
هم الموتى ولم يلدوا
فليس كمثلك أحدُ
وأنت الفجر و الشفق
كذي الشقين ينطلق
قمر قد شقه الرمق
من بين الشقين ينبثق

******** *********
ذؤابتان على أطراف 
هذا الليل الطويل
كسيفٍ مرصع بالنزيف
كالياقوت يسيل ..
كالسلاسل تحصر في محيطها
خصر راقصة يميل
أو يستميلُ
عيوناً أعيتها الرحيل ..
يا غالبا غلبك في الالتباس
حين يضيع فيك السبيل ..
إن المعاني منك تفيض
وإن الصبر .. صبري قليل
و إن الثأر ... جميل
فتحزم .. قدر ما شئت من العبوس
أو تهجم ما طاب لك 
في وجه الحشود ..
واشدد أزر عتمك
فأصفى التباشير فجرٌ
قام بين مشيعي جنازته
من بعد اصطناع العويل ...
وإن القيود لانت من عزم الزنود
و ضخ الوريد ..
قل للنوائح وراء الحدود
إن الظلام استقال
ثم صلّ لرب الجنود
واقرأ ما تيسر للعطاش
إلى النصر المضمخ بالنزيف
" إنا أعطيناك الكوثر "
و سبابةً على الزناد ..
فأطلق زفيرك و ازأر
في زحف الجماعة ..
لهز العروش
حتى تركع الأرض عند قدميك
و تخضع
ترجل حينها .. ملء الثمالة
والثم شفاه الثرى 
و حيِّ النعوش
فكلُّ من في الملأ الأعلى 
عليك شهود ..

********* **********
الله أكبر يا جموع كبّري
الفجر آت في الجنوب تحضّري
كلٌّ أتى إلى الردى ليشتري
خلداً بروحٍ يا دنيا فاحزري
أيٌّ فقير منهم و أيٌّ ثري
لك الأنصاب كلها فقامري
والرهن لم تربحي أو تخسري
واخلعي النقاب عنك لتنظري
كيف يضيق بعزمنا الأفقُ
والفتى إن أتى فيرتفقُ
كالبدر غداً حتما سينبثق
ومن بين الشقين ينطلقُ
فاعقدوا العزم و لا تثقوا
إلا بوعدٍ قد زانه الألق
كذي الشقّين .. ينطلق

سامر الريابي
22/6 - 13/7/ 2017

إرسال تعليق

 
Top