GuidePedia

0
(دراستى النقدية ) لنص لشاعره القديرة ( همسات الشعر / وفاء احمد ) .ابنة (جريدة الاضواء الصحفيه )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أعذرني سيدي )
ـــــــــــــــ
إن تاهت الحروف وضاعت من يدي
ولم أجد في أبجدياتي مقصدي
أنّي لي بكلمات تترجم حبي؟؟
وكيف لي أن أسطر نبضى؟؟؟
حين يصرخ من شدة وجدى
حبيبي ياكل الرجال أخبرني
لمَ حين اراك تلمع عيني؟
وحين تبعد الشوق يقتلني؟
و تطير إليك روحي وتهجرني؟؟
يامن نظرة عيناك تأسرني؟؟
ونبض قلبك يسكنني
ونهر حبك يسكرني
اسمح لي أن أخبرك
بأني وكل عمري لك
يامن منحتني قلبك
اتدري ان روحي تسكنك؟
والعين تستمد النور منك؟
ومن يستحق قلبي دونك؟
يامن ملكت روحي بحبك
كل كياني يعشق نبضك
وماذا اكون انا بدون عشقك؟
وفاء أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــ
بادئ ذى بدء ،،
سوف نتناول هذا النص من خلال (المنهج البحثى النقدى ) وهو أصعب (المناهج الادبية العربية عامة ) لأنه يبحث بكل صغيرو كبيرة بالنص الذى نعرض له الآن ، وهو المنهج النقدى الذى أقرّه الناقد الانجليزى ( كساجروس ) ، وأثنى عليه الناقد المصرى ( دكتور / شوقى ضيف ) ،، وعودة للنص موضوع النقد ، حيث أمامى كنوز المعانى، وحلى الأفكار- وجواهر الكلمات، ودرر الحروف الجميله المنمقة بأنامل تعرف (كيف- ومتى ) تصوغ الحروف الرائعه - أعود للنص - لبدء تعليقى المتواضع والبسط للغايه،فهى الشاعرة رقيقة المشاعر وراقية المفردات وعذبة البلاغة ( وفاء احمد ) ،وقبل أن تتوه معانى الكلام ـ اعود(للاستهلالية )التى افتتحت بها الشاعرة أبواب نصها الرصين ، بقولها ( اعذرنى سيدى ) حيث شعرت بل وأيقنت أننا أمام ( ملحمة شعرية ) مغرقة فى أعذب الرومانسيات ، حيث وجهت خطابها للحبيب ، فهى ( تطلب المعذرة )بداية وقبيل ولوجها للب الموضوع كنوع من (الاستهلالية الدرامية المبررة ) بما سيأتى بعد ، ،فهو مليك مشاعرها ، وهو فارس احلامها حسبما قرأنا بالنص ،( حبيبى ياكل الرجال اخبرنى لم حين اراك تدمع عينى )) هو فارسها الذى عشقته حد الثمالة، وسقته من حبها الكثير، هو العشق وهو البذل والعطاء الذى لاينضب ابدا ، منحته الشاعرة للحبيب ، طائعة مختارة راغبة فى محاورته عبر حروفها المليئة عذوبة ورصانة وبوحا صادقا ، تذكرنى بقول الشاعرالعربى (بشاره الخورى ) والقائل ( حبيبى لأجل عينيك ما ألقى / وما أوّل الوشاة عليّا // أنا الفارس الوح لتلقى / تبعات الهوى على كتفيا ) هى حالة من (التوحد الوجدانى )ساقتها الشاعرة (وفاء احمد )كنوع ِِمن التدليل على عمق ،وتأصل ،وتجذّر علاقة الحب والحميمية الموجودة بنفسها،( يامن نظرة عينيك تأسرنى // زنبض قلبك يسكننى ونهر حبك يسكرنى ) ، اعتمدت الشاعرة على (قافية موحدة بهذه الابيات ) هو شدة ولهها بالحبيب ، والتى تذكرنى بقول الشاعرالمصرى المعاصرالكبير(محمدالتهامى ) ( إن ينلنى الهوان فى الحب وحدى-- فأتقيه يامنيتى .. أنت مِنّى ///كف أبغى الحديث حلوا شهيا؟ثم نطوى الحديث ، ياحلو عَنِّى) كذلك قولها ( يامن ملكت روحى بحبك كل كيانى يعشق نبضك ))هى المعانى الثرة والثرية ، فهى وشيجة الحب الصادق الأفلاطونى ، حيث ـ تقر - لنا - شاعرتنا ـ( وفاء احمد ) بمدى تعلقها بالحبيب وتعلق قلبها وشرايينها به، كل هذا أقرّته الشاعرة ــ بعذوبة شعرية جميلة و لتقرر حقيقة راسخة بوجدانهاومقتنعة بها-ونحن بالطبع نقاسمها هذاالاقتناع الطبع - بما يحدو بنا للتقريرـ بأن (القصيدة لاتشيخ ) ـ طالما تضمنت أرقى المشاعر ) ) - نعم ،فهى كمثل قصائد ( المعلّقات) باقية حتى الآن- كمعلقة الشاعرالعربى القديم : ( زهيربن ابى سلمى )ومعلقة ( بشار بن برد ) ومعلقة (عمرو بن كلثوم التغلبى) (نونيته الشهيرة )وغيرذلك من المعلّقات الشعرية - ثم تعود شاعرتنا - لتقرر ـ ( استحالة ابتعادها عن الحبيب ) بقولها ( حين تبتعد الشوق يقتلنى // وتطير اليك روحى وتهجرنى )- إنها لن تترك حبيبها- مهما حدث - فهى الحبيبة التى صارت اسيرة قلب حبيبها- بدليل (حثها الحبيب ) على الولوج لحنايا قلبها ودعو منها له بعدم ابتعاده عنها ، هو التقرير الواقعى للعاشقة ، وهى تذكرنى بقول الشاعر العربى الكبير( محمد بن هانئ بن مسعود - والمقلب- ابن هانئ ) وقوله(هل تجيرون محبآ من هوى؟ أو تفكون أسيرا من صفاد ؟) ، نعم ، وهى الحبيبةالتى استحوذت على قلب الحبيب ، فماتركت له شيئا،بما يعيدنى لشاعرناالعربى الكبير ( زيد بن معاويه ) وقوله ( تركتنى وليس لى دقة بنبضى، انظروا فعل الظبى بالأسد !! ) ، ثم توالى الحبيبة سرد دواخلها الوجدانية ومشاعرها تجاه الحبيب ، فهى ترسم ملامح عشقها الأبدى بتقريرية رائعة لتخبرنا ان الحبيب قد ملكها قلبه ،، قام بتتويجها على عرش قلبه وحبه ،، لذا ــ ستظل حروفهاقائمة وباقية متسكعة بسطور ودروب دفاترها واشعارها- فهى تبحث عن الحبيب الذى اختاره قلبها ، فهى العاشقة التى بداخلها - عشق الحبيب ، لو نظرنا لهذه الكلمات لألأدركنا تغلغل ( النزعة الدرامية ) بنصها ، هذه النزعة التى سادت معظم قصائد مشاهيروفطاحل الشعراء( تنهى أنين الفؤاد ) ، كقول الشاعر العربى العراقى (محمد مهدى جوهر ، وهو الذى يعد (صنوا )لقصيدة العرب العموديه ، يقول شاعرنا ( جددى عهدالصبا،عهد الصبا // وأعيدى ، فالأحاديث شجون // ماعلمنا كيف كنا !! وكذا /دين أهل الحب ، والحب جنون ) بحسب قوله ، حتى انها -لن تتركه بل سيزداد عشقها -له ، بل ايضا- ستحبه - ولكن بطريقتهاالخاصة ، لأنه وحسب تصويرهاالمشهد العاطفى - اجتمعا- و (اتحدا)- إتحادآ روحىآ ، فالحب الصادق هو الذى غلفهما ، وحسب قولها بالنص ( اسمح لى ان اخبرك بأن وكلى عمر لك ) )إلى هذا الحد وصل العشق بالحبيبة المدلهمة والمغرقة بحب الحبيب -وهى الشاعرةالتى منحت كل وجدانها للحبيب ،بمايذكرنى بقول الشاعر العربى الكبير (عبد السلام بن رغبان -الملقب - بالشاعر- ديك الجن)وقوله بقصيدة -له(من نام لم يدر طال الليل أم قصرا //لايعرف الليل إلا عاشق - سهرا) ،هذه اللوحات الشعرية الواردة بقلم الشاعررة ( وفاء احمد ) جاءت بمنتهى الرقى البلاغى والرصانة التعبيرية ،فهو عالم الحب الافلاطونى الصادق كما أورده لنا ( أفلاطون ) ومن بعده الفيلسوف الانجليزى ( هيجل ) وتبعه الشعراء العرب مثل الشاعرة العراقية ( نازك الملائكة ) مرورا بالشاعر المصرى ( امل دنقل ) وانتهاءا بالشاعر (صلاح عبد الصبور )، وهو الحب الذى يعيدنى لشاعرنا المصرى الكبير (فاروق جويده ) وقوله ( ولو أن إبليس يوما رآك / لقبّل عينيك ثم اهتدى ) كذلك يذكرنى بالعاشق العربى (العراقى ) الكبير ( أبو نواس ) وقوله ( لسانى وقلبى يكتمان هواكم ُ // ولكن دمعى بالهوى يتكلم ).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(التكنــــــك الفنــــى ) :
تمحور نص الشاعرة حول ( التركيبات البلاغية ) الراقية ) لقد اتخذت شاعرتنا (قالبهاالشعرى المميز ) منتحية شأن القصيدة العربية ذات المكانة الراقية والسامية لارتكازها لأسس ومناهج ومدارس شعريه وضوابط - نفتقرها حاليا ـ للغاية ، ،إذ ان المعروف أن الشعر العربى أوغل بكافة المضامين وكافة الموضوعات والأغراض الشعرية المعروفة لناسلفا - كالحب والرثاء والمديح والوصف وادب الحرب والرومانسيات، عندما تفجؤنا الشاعرة بقولها ( ابجدياتى ) (وجدى ) ( تلمع عينى)(تأسرنى ) (روحى تسكنك )( تستمد النور منك ) ( يعشق نبضك ) ( تطير اليك روحى) هى حروفها الراقية والرقيقة والمغرقة فى ابهى رومانسيات مبهرة ،(التكنيك الفنى ) بصوره (الاكتمالية التضافرية )المعروفه ، وكما أوردته الشاعرة (همسات الشعر) ، بتتابعيتها المسلسلة والراقية ، هو (التضافر / التسلسل الدرامى /الاكتمال ) كقول الشاعر العربى العراقى الكبير( الحسن بن هانئ الحكمى /الشهير- أبو نواس) ( أموت ولا أدرى وأنت فتلتنى// ولو كنت تدرى ،كنت لاشك ترحم) وهو (التسلل الحدثى ) كقول شاعرناالعربى الكبير( على بن احمد بن محمد - الشهير-ابن معصوم )وقوله الرائع : (بغرض الغزل ) ( أى ذنب فى هواكم أذنبه ؟؟ مغرم لم يقض منكم أربه /// أوجب البين له فرط الأسى/// بجفاكم ، ياترى ما أوجبه ؟؟ ) ، وهى قمة الوضوح ، والذى يدور بفلك (الحب المثالى ) ، ويحضرنى هنا رائعة (نزار قبانى ) وهو القائل(علمنى حبك كيف الحب/ يغيّر خارطة الأكوان /// علّمنى أنى حين أحب// تكف الارض عن الدوران ، وايضاالقائل(فاقرئى أقدم أوراق الهوى/ نجدينى دائما بين السطور ) وهو يعيدنى للناقد الغربى (أنا كساجوراس) والذى قامت فلسفتة، على رفض مذهب الصيرورة على غرار( نظرية الفلاسفة الإيليائيين )، وأيضا على غرار (نظرية الفيلسوف الاغريقى : أمبادوقليس)، ونظريته الخاصة (بالتوحد) بقلب الحبيب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(عنصرالحركه ) أوردت لنا الشاعرة عدة (حركات ) كقولها ( تاهت) (ضاعت ) (أسطر ) (يصرخ ) (تلمع ) ( تبتعد ) ( تطير ) (تهجرنى ) ( نبض ) ( تستمد ) ( وبذلك وجدنا (الحركة الدائبة ) بالنص ، كل هذا صب بمصلحة النص (حركيا / تحريكا للمفردات لتحريك أحداث النص ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(أدوات مساعده ) لجأت الشاعرةلاستخدام( إن) ( لم ) ( أن ) ( كل ) وغيرها ، ( كوسيلة إضافة تلقائية )، وهو اسلوب راقى للغايه لتوظيفه ( كأداة شرط ) أو ( توكيد ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(البنية الصوتية للشاعرة )
حفل النص بصوتيات واضحة للغاية كقول شاعرتنا ( ناديتك ) ( نبضى) (يصرخ ) (يقتلنى ) حيث نلاحظ هنا أن صوت الشاعرة بدأ(تدريجيا ) منذ بداية النص ( تترجم ) ثم يستمر فى ( العلو ) تدريجيا ( تصرخ) وثم يبدأ فى (الانسيابية تجاه النهاية ) فى (سيمتريه متكامله ) بقولها ( نبض قلبك) هى بنيتها الصوتية ( المعتدلة ) والتى جاءت (متناسقة / متوائمة / ومتسقة / ومتوحدة ) مع بقية (الصوتيات ) الوارده بالنص .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(تشخيص المحسوسات )
حفل النص بالعديد منها كقول الشاعرة ( نبض) ( عينى) ( قلبك ) ( نهر) وغيرها ، بما أضفى قوة ورصانة وجذالة على المعنى العام للنص ، حيث جنح (قليلا ) للواقعية ، ثم مالبث أن انطلق مرة أخرى صوب (الخيال ) بقولها ( العين تستد النور منك ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* ( المعالجة الدراميه ) لابد للمبدع من (معالجه دراميه لنصه ) سواء كان (شعرا / نثرا//رواية / قصة قصيرة / مقالا ) وهنا نجحت شاعرتنا فى معالجتها الدرامية ، حيث أنهت النص بقولها ( لم يعد لك فى الروح مكان ) بما يعطينا الدلالة على انتواءالشاعرة (إحداث المعادل الموضوعى ) بالنسبة (للحبيب ) باختيارها ( الأمل والرغبة فى استمرارية فصول عشقها ) ( كل كيانى يعشق نبضك / وماذا اكون أنا بدون عشقك ) وهو المنقذ ، حيث رأت الشاعرة ا\(تقريب المسافات )بينهما ، طمعا منها فى استبقاء الحبيب بقلبها ، بجوارها، بما يفينا ببلاغة الشاعرة وقدرتها الفائقة على ( إنهاء النص ) (بتقريريه واضحة تماما ) ألستها ( ثوب الأمنية ) ( الأمل فى الغد // فى اشراقة جديده تحقق احلاما بأرض الواقع ، وحسب رؤيتها (الأيديولوجية ) (للأمل ) الكامن بنفسها الحبيبة العاشقة الشاعرة ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مختتم : أبدعت شاعرتنا القديرة ( همسات الشعر/ وفاء هانم احمد ) أكرمها الله وحفظها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إرسال تعليق

 
Top