هناك من ينتظرك بعد ...
كما تنتظره في النصف الآخر من الزمن
كلاكما يجلسا في نصف قمر
ووسادة أوجاعكما ..
تربض في منتهى الوقت .. .
يداعب كل منكما شفتي اللحظة
و يلحظ كلاكما الآخر من ثلمةِ الظمأ
هدهداتكما الخرساء .. تتبعثر بين نصفيكما ...
و بلحظك المسكوب في الغرق ..
يرتعد ثغاء قلبك في حضن الجنون
فيصغي لمن أيقظ هجعة منفاه ...
لا تترك لي آخر فصل في المنفى
كي أسقط كالغروب ...
و تكتب لي قصائد الخريف ..كما عودتني
فتعتذر لي عن آخر قلم مكسور
بأن وشاحا حط على شِفّتيَه
من غيمة طفت بلا موعد .. فتعثر
فلم يبق غير أن يُقبل أول السطر من الندى ..
ليجف في الغياب ...
و لا تكذب كما الفصول المتعاقبة
فتأتني لتقول لي ...أنا الصيف ..
ظمئتُ لأرد لك رضابك ...و ترحل ..
ثم تأتي لتقول بعدها .. أنا الشتاء ..
سأوقظ دفئي من هجعة الإشتياق ... و ترحل
ثم تأتي لتقول لي ...
أنا الربيع لبستان عمرك ... و ترحل
و تترك لي بيادر الخريف لأذبل بدونك
وترحل ..
لأبقى أعد خطواتي الأخيرة
و أزوج إسمي للغيب ..
و أحتسي شربة من آخر المطر
لأتذكر كم كنا ذات يوم ...
نحلم بنصف الزمن
و أن نصف القمر كان جالسا يسكنه الشرود
كأنه يعلم أن النصف ... سينقلب في أول الخسوف
فلا ترحل
وتترك لي صوتك يتدلى بأذني ... فتنة
و تتركني أرعى ماشية من الهواء
و أصرخ بلا صوت ..
فلا ترحل ....
بقلمي / أحمد جابر
إرسال تعليق