GuidePedia

0
حِينَمَا تَنْزِفُ بَغْدَادُ كُلُومًا وَكَلامًا
يا لَيْلُ الظُّلـْمُ مَتـــي غَـــــدُهُ
مَنْ عَــــــنْ بَغْـــــدَادَ يُبَـــــــدِّدُهُ
هَولاَكُـــــو عَــادَ فَخَرَّبَهَــــــا
بِكَرَامَتِهَا عَبَــثَــــــــــــتْ يَــــــدُهُ
لِحَضَارَةِ شَعْبٍ ذِي قِــــدَمٍ
صُحُــــفُ التَّارِيــــــــــخِ تُخَلِّـــــدُهُ
قَدْ حَلَّ الطَّاغِي مُغْتَصِبًـــا
بِاسْمِ التَّحْرِيٍـــــــــرِ يُقَيِّــــــــدُهُ
فَالمُـــــــرُّ كُؤُوسًـا يَجْرَعُــــه
قَدْ ضَــــــاعَ وَزَادَ تَشــــــَرُّدُهُ
لَكِنَّهُ شَعْـــــبٌ ذُو قِــــدَمٍ
لَيْــــــسَ الآلَامُ سَتُقْعِـــــــدُهُ

شَعْبٌ لَا يَرْضَى بِالوَهَـنِ
وَالوَيْلُ لِمَـــــــنْ يَسْتَعْبِـــــدُهُ
بَغْدَادُ تُنَادِيِ أيَا عَــــرَبُ
مَنْ لِلمُحْتَــــــــلِّ فَيَطْــــــــرُدُهُ
عَارٌ أنْ أسْقُطَ بَيْنَكُــــــمُ
صَيْدًا وَالكُـــــــــلُّ لَيَرْصُــــــدُهُ
أتُرَى كالقُدْسِ أنَا قَدَرِي؟
ألَمِـــي أَبَــــــــدًا أتَكبَّـــــــــــدُهُ
قَدْ دِيستْ نَخْوَتُكُمْ فَخَبَا
شَرَفُ العَرَبِـــــــــــيِّ وَمَحْتِــــدُهُ
فِي الأَسْفَلِ إِنَّهُ مُنْبَطِــحٌ
يَأْتــــــــــِي مَا قَــرَّرَ سَيِّـــــــدُهُ
إِنْ ضِعْتُ تَضِيعُ كَرَامَتُكُمْ
أَنَا نَبْــــــضُ العِـــزِّ وَمَوْلِــــــدُهُ 
بَغْدَادُ أَنَا لَــــنْ أَنْـدُبـَــــكِ
فَالدَّمْـــــعُ بَرَانِـــي مَشْهـُــــــــدهُ 
وَكَفَانَا الحُزْنُ يُمَزِّقُنَـــــــــــا
فَعَمِيقُ الجُــــــــرْحِ يُؤَبِّـــــــــــدُهُ
أَمَلِي فِي شَعْـبِكِ مُتَّقـِـــــــدٌ
لَنْ أتْرُكَ يَأْسِـــــــيَ يُخْمِــــــــــدُهُ
شَعْبٌ ذُو عَزْمٍ مُسْتَعـِـــــــرٍ
فِــــــــي المِحْنَـــــــةِ زَادَ تَوَقُّــــــدُهُ
وِعِرَاقُ العِــــــــزَّة ِمُذْ نَشَــــــأَ
لَيُـــــــــــــرُجُّ الكَــــــــوْنَ تَمَــــرُّدُهُ
حُلُــــمُ المَجْنُونِ المُنْــدَفِــــــــــــعِ
بِسِـــــــلاَحِ العَــزْمِ سَيُفْسـِــــــــدُهُ
وَسُيوقِـــــــنُ أنَّ دَمَ العـَــــرَبِ
حُمْــــــقًــــــــــا قَـــــدْ رَاحَ يُزَهـِّــــدُهُ
يَا لَيْـــــــلُ الظُّلْــــــمُ بَدَا غَـــدُهُ
فِي الرَّفـْــــضِ لَيَكْمُـــنُ مَوْعِـــــــــدُهُ
فــــــِي قَلْــــــبِ المِحْنَةِ وَالأَلَـــــــمِ
الشَّعْــــــــــبُ الحُـــــــــرُّ يُجَسِّـــــــدُهُ
لَنْ يَجْثُـــــــمَ هُولَاكُو أبَــــــــــــــدًا
فَلَظَـــــــــــــــى بَغْـــــدَادَ سَتَحْصٍـــدُهُ
الإمضاء: الشاعِر مُراد بِنْ بَرْكة

إرسال تعليق

 
Top