قصيدة بعنوان " نمْ يا حبيبي نومَ الهنا "
نمْ يا حبيبي نومَ الهنا
فحُلمي أنا تتلمذَ على يدِ القثاراتِ
و القثاراتُ لاتحتاجُ أكثرَ من وترينِ
لكي تذكرني بما قالتْ حذامِ
أعطني النايَ لكي أُطمئنَ هُويتي عليَّ
و أحمي عرجونَ نخلتي من غباءِ العاصفةْ
أعطني النايَ لكي أرى حبيبتي كما أريدْ
حديقةً لذيذةَ المغزى كالتي سَرقتَ من لساني
ذاتَ صباحٍ منْ سنتي الكبيسةِ
و أنتَ ياحبيبي نمْ نومَ الهنا ، أما أنا
أنا ذراعي شراعي في الضياعِ
سأحملُ خيمتي في قصيدتي
لكي أشاركَ فراشاتي نخبَ الموتِ
و ألقي خطابي الأخيرَ من على حصاني
يا حبيبي أنا نمْ نومَ الهنا
لن يكبحَ جرأةَ ناياتي الصدى
فآلهةُ الحربِ نامتْ ملءَ جفنِها
و السياجُ الذي يؤازرها
أخوفُ ما يخافُ الشذَا
بإسمكَ ولَدتْ حبةُ الشعيرِ أختَها
و أجَّجتِ النحلةُ شهوةَ النخيلِ
و انقلبتْ صنوبرةٌ على ظلها
فهاتِ حكمةَ عبادِ الشمسِ هاتِها
أنا لأشكَّ في جميلِ إساءتكَ
و لمْ أولدْ
لأغبطَ ضَحكةَ هدهدكَ الساخرةْ
أو لأرفضَ احتكاركَ هديلَ الحمامِ
لكنني هنا أنا سيدٌ على حلمُي
أقشرهُ كبرتقالةٍ أو أفسرهُ
لكنني أحترمُ مزاجهُ الأطلسيَّ
ثم أعنفُه إذا أردتُ
و أنا أقلدُ ظبيةً حينَ أحضنهُ
و هي تلعقُ فروةَ شادِنها
أما أنتَ ياحبيبي فنمْ نومَ الهنا
فبعدكَ لا ضفيرةٌ كشَّرتْ عن أظافرها
و لا استحمتْ حديقةٌ في حرمِ الغمامِ
نمْ ياحبيبي نومَ الهنا
فأمي أنا لم تلدني عبثاً
فنحنُ في مهبِّ الغيابِ
أشدُّ توتراً منِ ضحكةِ المسيحِ
و هو يحملُ جراحهُ القاسيةْ
فماذا يصنعُ الوضوحُ
إذا الغموضُ قسا عليه ...!
على رسلكَ قلتُ ياحبيبي
نمْ نومَ الهنا ، أما أنا
" فالسجنُ أحبُّ إليَّ مما يدعونني إليه "
يا حبيبي نمْ نومَ الهنا
و لا شأنَ لحلْمكَ بي أنا
و لا بما سأخسرُ من دمِ الأغنياتِ
فكلما ضلتْ فراشاتي طريقها إلى حتفِها
قلتُ وجدتُ أنا طريقي إليَّ
فنمْ نومَ الهنا ياحبيبي
غداً ستفتحُ الأمنياتُ لي باباً في السرابْ
فارفعْ صوتكَ قليلاً يا حلمُي لكي أسمعكْ
إذا اعتقلَ الليلُ أصابعي فلي فُرشاةٌ
لنْ تحتاجَ غيرَ قليلٍ منَ الخيالِ لتصنعكْ .
أحمد بوحويطا
- أبو فيروز -
% المغرب %
إرسال تعليق