GuidePedia

0
القصة قصيرة
غريبة في الزمن الغريب
هو أستاذاً جامعياً ، يرى أن الدور التنويري للجامعه لابد أن يتعدى الدور التعليمي لأبنائها ، لذلك لجأ الي وسائل الإتصال الحديثة ، ليتمكن من نشر الفكر الذي يجعل الحياة أكثر سهوله وملائمه ، فله حساب عن طريق الجامعة علية أكثر من مليون شاب وشابه وأعضاء هيئة تدريس في الجامعات ، وعادة يتناقش مع من في صفحته يوماً في الأسبوع ، في مشاكل خاصة بالشباب ، لا يستطيع كتابتها هنا على الفيس بوك فهي أسرار ، ليس من حقة إفشائها ، وكل شاب أو شابه ، يعرض مشكلته بإسم مستعار ، مثل أسد أو وردة أو غير ذلك ، هذه المقدمة كان لابد منها ، لماذا ؟ حتى تفسر قصتنا .
هي طالبه جاءت من مدينتها التي تبعد مئات كثيرة من الكيلو مترات عن القاهرة لتدخل أحدى كليات القمه التي لا يوجد تخصصها إلا في القاهرة ، وهي كلية الإقتصاد والعلوم السياسية ، فهي مجتهدة وحصلت على علامات لم يسبق أن حصل على مثلها أحداً قبلها من قريتها ، ولها صورة وهي تبتسم وتأخذ من يد محافظ بلدتها جائزة قدرها خمسة آلاف جنيهاً ، أخذها منها الأب ، لصرفها في جهازها عندما يحين زواجها ، وهذا ما جعلها تستقر في سكن المدينة الجامعية ، وكانت زميلتها في الغرفه ، من مدينة غير مدينتها ، وهي لم تشعر معها بالألفه ، مما زاد من غربتها ، ولكن الشئ الذي كان يسعدها هو ما لم تراه في مدينتها البعيدة ، أو قل بهرتها القاهرة بزحامها وتنوع الحياة فيها ، فكانت القاهرة هي أول غرامها ، وتفرغت لدراستها ، وفي يوم من الأيام وجدته في وجهها ، أحد الطلبة القاهرين في السنه الثالثة ، وعرض عليها خدماته من مذكرات عنده وغيرها ، هنا أرادت أن تقلد زميلاتها البنات في الجامعة في التعامل مع الزملاء الشباب بدون حساسيات بنات القرى ، شكرته ووعدته أنها سوف تطلب منه ما تريده إذ هي كانت في حاجه له ، ومرت الأيام وتعددت اللقاءات بهذا الشاب ( الزميل ) وأضع صفته بين هلالين ، ولأنها تفتقر لخبرة بنات القاهرة ، فقد وقعت في حبه ، والغريب أن إعترافها له لم يأخذ وقتاً طويلاً ، وطلب منها أن يتواصلا تليفونياً فأعتذرت لعدم وجود تليفوناً لديها ، فأعطاها تليفون من عنده ، وظلوا يتواصلان حتى تطور بينهما الي كلمات الحب المرئي ، والتي قد يصعب على الشاب أو الشابه التصريح به لو كانا متواجهين أمام بعضهما البعض ، وتطور الأمر الي أن أرسلت له صوراً لها على الويتسات ، من الصعب وصفها ، وظلوا هكذا ، وكانت قد أخبرته في أول حبهما ، أنها من قبيلة لا تزوج بناتها من خارج القبيلة ، هنا قال لها إن أباه شخصية مرموقه ، وسوف يستعين بالمحافظ في بلدتها لإقناع وإرغام أهلها على زواجه بها ، إطمئن قلبها لهذا الكلام ، مما دفعها للاندفاع في حبه ، وتمادت في مبادلته مشاعر الغرام عبر التليفون ، وفي الأجازة الصيفية عادت الي بلدتها ، فعرفت من شقيقها الأكبر أن إبن عمها قد طلب من أبيها يدها والأب قد وافق ، وسيكون عقد القران في الصيف القادم عند عوته من أحدى بلاد الخليج التي يعمل بها مهندساً ، وبدأت الزغاريد تعلوا في البيت والحي ، ترحيباً بهذا الزواج الجديد ، والذي يجب قوله هنا أن البنات في هذه المجتمعات مهما بلغت درجة ثقافتهن لا يملكن إلا الموافقة ، لأن الزواج بيد الأب أو الشقيق الأكبر ، أما البنت فهي لا رأي لها ، وتساق الي بيت العريس بعد إجراءات الزواج وإتفاقات بين الرجال ، وهي قد لا تعلم عن إتفاقاتهم شئ ، كانت تقول في نفسها لا تقلقي ، هناك فسحة من الوقت ، فعندما تعود الي الجامعه سوف تخبر من أحببته ، حتى يتصرف بمعرفة والده المهم كما كان قد وعدها ، وعادرت البلده الي القاهرة ، وكان في إستقبالها ذلك الحبيب ( الزميل ) وبعد كلمات الأشواق ، دعاها الي أن يجلسا في كازينو على النيل ، قبل الذهاب الي المدينه الجامعية ، وحدث ولما جلسا أخبرته مباشرةً ، بتلقائية بلا لف ودوران ، وطالبته أن يتصرف بسرعة عن طريق والده كوعده لها ، تغير وجهه فجأة وقال لها إن شاء الله ، وبفطرة بنت لا خبرة لها ، قررت البعد حتى يفي ذلك الحبيب بوعده ، مر شهر وهو لم يتصل بها ، وهي تتجاهله إذا رأته في الكلية ، وفي يوم إتصلت به فأخبرها أن يحاول مع والده ، ولا تتعجلي ، وبعد أيام إتصل بها وأخبرها أنه إتفق مع والده أن يتقابلا معه يوم أجازة عيد الشرطة 25 يناير في مكتبه ، فرِحت هي بكلامه لأنها تحمل نفساً بريئة لا تعرف الف والدوران ، وفي اليوم المتفق عليه طلبت لأول مرة من زميلتها في الغرفة ، بلوزة كانت الزميلة رجعت بها من الأجازة وقد أعجبتها ، وافقت الزميلة وأسرعت لإحضارها لها ، وبدورها هي أسرعت الي اللقاء ، أخذها في تاكسي الي عمارة في ميدان كبير ، قال شركة والده هنا ، لم تفكر صعدت معه ووجدت يافطة عليها إسم والده ، ولكن الباب مغلق ، أخرج مفتاح من جيبه وفتح الباب ، ولم يكن في المكتب أحد ، أخبرها أنهما جاءا مبكراً ، وسيأتي والده حالاً ، وجلست وأقترب منها بكلماته الهامسة والتى كادت تدور برأسها ، ثم إقترب منها أكثر ليضع يده على أماكن كانت الأم تقول للإبنه المسافرة الي القاهرة للدراسة، إن هذا المكان ليس حقك ولا ملكك ، هو حق العائلة وملكهم ، وإياكِ والتفريط في حق عائلتك ، وكأنها قد سَمِعتْ في هذه اللحظة كلمات أمها في أذنيها ، فاتفضت من جلستها وقالت له ، لا ، حاول معها بالقوة فلطمته على وجهه وأسرعت بالخروج ، كانت وهي تقاومه قد مزق جزءً من بلوزة زميلتها التي أعارتها إياها ، رجعت تبكي الي غرفتها وأخبرت رفيقتها أن البلوزة تمزقت لما شبك بها مسمار ، وإنها سوف تعمل على إصلاحها ، وإن تعذر فإنها معها من المال ما سوف تشتري أخرى لها ، فجلست بجابها زميلتها وقالت المهم الآ تكوني قد جرحتي من هذا المسمار ، نظرت لها ولأول مرة لم تقاوم نفسها والقت برأسها عل كتفها وراحت تبكي بشدة ، المهم هو ما حدث بعد ذلك ، أتصل بها ذلك الذي أحبته وكان أول من دخل قلبها ، والغريب مع أول ما جذبها من جسدها خرج بسرعة من قلبها ، وهي تتعجب من هذا ، كيف أُغلق قلبها بهذه السرعة ، هل لأن القلب الذي يحب بلا مقدمات لا يقبل أن يغش ، وتتسأل من الذي فتح القلب لأول مرة ليستقر فيه حبيب ثم ما تفسير هذا الغلق المفاجئ ، ثم طلب رؤيتها فقالت له لا لقد إنتهى كل شئ بيننا ، وأحمد الله أني عرفتك على حقيقتك ، تركها يومين وأعاد الإتصال بها وأعاد عليها نفس ما قاله لها ، فسمع نفس ردها ، ثم أعاد الإتصال بها ولم يتكلم هذه المرة بل أسمعها تسجيلاً لكلمات الحب كانت قد وثقت فيه وقالتها ، ثم تكلم وقال لها إن لم تأتي لي بلا مقاومه سوف أرسل هذه التسجيلات الي أهلك ، والي من سوف يتزوج بكِ ، وأغلق التليفون وبعد وقت قصير بث لها على التليفون الصور التي أرسلتها له وهي تضحك في سرير غرفتها ، الي هنا أتوقف ، وأنا لم أكتب تفاصيل قد لا يليق لمثلي قولها ، فأنا لم أأخذ الإذن من صاحبتها حتى أكتبها ، وهي إتصلت بي على الخاص ، وقالت حكاياتها وهي تبكي ، وأقسمت أن هذه الأشياء لو وصلت لإهلها سوف يقتلوها ، وإنها تفكر في الإنتحار ، وأنا صغت القصة بشكل أدبي يصلح للنشر ، والأن سؤالي ماذا تفعل بنت جاءت من أقاصي البلاد ، ولم تكن تدري أن الحب عند البعض كلمات لصيد الفرائس ، تركت القصة بدون حل ، ( ملاحظة: لقد تم حل اللغز إلا أنه يجب ألسماع من كل عقل حلاً يراه ، وهذا اﻻستاذ مكنته مكانته من حل هذا ، ولن يستطع الوصول الي كل المشاكل التي تواجه البنات ، وحتى نمزق معاً ( شباك قذرة قادرة على صيد القلوب ) ، صاحبة القصة إطلعت علي القصة المكتوبة كاملة ووافقت وسمحت بنشرها .
ا.د/ محمد موسى

إرسال تعليق

 
Top