أمريكيه في غزه بقلم م . نواف الحاج علي
هناك أصناف من البشر ، اذا ما آمنوا بقضية معينه فانهم يلاحقونها بكل ما اوتوا من جهد وعزيمه ، وهؤلاء يستحقون الاحترام والتقدير ، خاصه اذا كانوا يبحثون عن الحقيقه والعداله ويؤيدونها ، ويسعون في نشرها ؟؟ دعاني أحد الاصدقاء للتعرف على امرأه امريكيه ومحاورتها ، وهي تحمل الدكتوراه في القانون ، كان قد تعرف عليها في زيارته لامريكا منذ فترة ، وهي تؤيد القضية الفلسطينيه والقضايا العربيه والاسلاميه عموما ، ولكنها ايضا تريد ان تتعرف أكثر وتحاور ؟؟ وقد التقيت بها اليوم في منزله ، وتحاورنا وتبادلنا المعلومات لعدة ساعات ، وقد استضافها في منزله عدة أيام ريثما تسافر الى فلسطين ، وقصتها كما يلي :
طبيب متفوق من غزه ، له اعمال جليله ، اخصائي علم نفس أطفال هو " الدكتور السراج " ، ( كما فهمت منها ) ، حاز على جائزة عالميه من قبل اتحاد اطباء علم النفس عام 2004 ، وعليه ان يذهب لاستلامها من استراليا ، لم تسمح له سلطات الاحتلال الصهيوني بالسفر ؟؟ فقرر رئيس اتحاد اطباء علم النفس في امريكا ان يذهب بنفسه الى غزه لتسليم الدكتور " الجائزه " ، قطلبت صديقته وهي موضوعنا واسمها : ( Lora Lucero - من مواليد عام 1953 ) ، طلبت ان تصاحبه الى غزه كسائحه ، فهي لم تسمع بهذا الاسم من قبل ، ولا تعرف بلدا اسمه فلسطين الا حينما قتل الصهاينه الناشطه الامريكيه : ( Rachel Corrie) ) ، ودهسوها بالجرافه عام 2013 ؟؟ جاءت الى غزه ، فارادت ان تعرف اين وكيف قتلت " راشيل كوري " ، فذهبت الى رفح كي تستطلع مكان مقتل راشيل كوري : وترى الاوضاع على الطبيعه ----- فاخذت تلتقط الصور ----
تقدم منها رجل فلسطيني ، طاعن في السن ، واخد يتكلم معها بحدة وانفعال وكأنه يستصرخ ضميرها ؟؟ ولم تفهم كلمة من كلامه ؟ تقدم منها شابا يجيد اللغه الانجليزيه قائلا لها : اتدرين ما الذي يقوله هذا الشيخ ؟؟؟ انه يقول : انتم ايها الاجانب تأتون الينا كسواح ، تلتقطون الصور ، وترون مآسينا وما حل في ديارنا من دمار ، ثم يعودون الى بلادكم دون ان تفعلوا شيئا ، وكأن شيئا لم يكن ؟؟؟ تأثرت بهذه الكلمات وعلقت في ضميرها ووجدانها ، واصرت على ان تخدم قضية هذا الشعب بكل ما استطاعت من عزيمة واراده ؟؟ كانت قد قابلت الدكتور ( السراج ) عندما استلم الجائزه من صديقها ، وقد شرح لها بعض المعلومات عن قضية الشعب الفلسطيني ، وعادت الى امريكا على ان تبحث في جذور المأساه وتحاول شرحها للناس من حولها ، فهي تحمل الدكتوراه في القانون وعملت محاميه قبل ان تتقاعد .
ظلت على اتصال مع الدكتور السراج ، ولما آمنت بعدالة القضيه الفلسطينيه ، عرضت القيام بالتدريس في جامعة غزه تبرعا ، ولما كانت دراسة القانون الامريكي لا تتفق مع دراسة القانون في جامعة غزه ، فقد تم الاتفاق مع هيئة التدريس بالجامعه على ان تقوم بتدريس مادة المناخ والبيئه بدلا من القانون ، وكانت لديها المعلومات الغزيره في هذا المجال من خلال دراسة مناهج خاصه , قامت بالتدريس في جامعة غزه طيلة العام الدراسي عام 2012 لمدة تسعة أشهر تبرعا , سكنت خلالها مع عائلات فلسطينيه ، وعايشت العدوان على غزه وما لحق بها من دمار في ذلك العام . واحبت الشعب الفلسطيني ، وظلت على تواصل مع العديد من الاصدقاء ومع طلابها هناك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، أرادت ان تزور غزه قبل ثلاثة اشهر ، فذهبت الى مصر كي تعبر الى غزه من هناك وبقيت ثلاثة أشهر وهي تحاول الدخول الى غزه ، لكن لم تسمح لها السلطات المصريه ، فجاءت اليوم من القاهره الى عمان كي تحاول دخول غزه من خلال الضفه الغربيه . وهي تحمل لأهل غزه 200 كتابا بعنوان ( GAZA UNSILENCED ) ، وقد اهدتني واحدا منها .
بعد ان تعارفنا ، تبادلنا المعلومات حول اللوبي الصهيوني بامريكا ودوره في الاعلام والكونجرس ، وفي القرار الامريكي الخاص بالسياسة الخارجيه خاصه ، وقضايا الارهاب ، والدولة الاسلاميه ، والقرآن ، والسلام ، والاسلام ، وكيف وصل الى شرق آسيا ؟ ثم شرحت لها ما خفي من جذور القضية الفلسطينيه ، ولديها ايضا معلومات واسعه عن القضايا العربيه والاسلاميه ، وكان لقاءا طيبا ، وحوارا ناجحا من قبل انسان يريد ان يزداد معرفه ، ويصل الى الحقائق ، كي تساعده في الدفاع عن قضية عادله ، وكي يفهم الاسلام على حقيقته ، بعيدا عن " الفوبيا " التي يريد اعداء الاسلام ان يرسخوها في عقول الغرب --- وودعتها على ان نلتقي ثانيه لاكمال الحوار الحضاري ----
( نواف الحاج علي )
إرسال تعليق