مفاهيم أصيله
بينما كنت اشارك في مسيرة بعد صلاة الجمعه يوم 15 – 8 – 2014 ، والتي انطلقت من مسجد الروضه بعمان نحو نصب الجندي المجهول تأييدا للمقاومة في غزه ، اثناء العدوان الصهيوني عليها , اذ تقدم مني رجلان ونحن على اطراف دوار المدينه الرياضيه ، ( من كبار السن مثلي ) ، ووضع رجل منهم يده على كتفي قائلا : كم قضيت في معتقل الجفر ام في سجن سواقه ؟؟؟ قلت : ليس هذا ولا ذاك ولم هذا السؤال ؟؟ قالوا ان رجلا في مثل سنك يشارك في هذه المظاهره لا بد وانه مر بامتحانات كبيره واوقات عسيره اثرت في مسار حياته !!؟ ولديه الحس الوطني والغيرة على ما يجري ؟ قلت : لقد تم التحقيق معي اكثر من مره في احدى دول الخليج ، وكان يطلق سراحي في كل مره لعدم كفاية الأدله ؟؟ قالوا اذن لم نبتعد كثيرا ، فحدسنا لم يخطئ ؟؟؟
قلت : لكن اود ان أسالكم ، هل بالضروره ان من يناصر قضايا امته ويغار على وطنه لا بد وان يكون قد اودع السجون والمعتقلات ؟؟؟ قالوا : الست تسير في مظاهرة تناصر فيها اهل غزه الذين قضوا سنوات وسنوات في سجن كبير من قبل بني جلدتهم قبل العدو ؟؟ اذن انت لا تدرك حقائق الأمور !! ؟؟ قلت يا ساده انا تخرجت من مدرسة جدتي " مسعوده " ( رحمها الله رحمة واسعه ) ، التي لم تكن تعرف القراءة والكتابه ، والتي عاصرت الامبراطورية العثمانية قبل سقوطها ، قالت لي يوما : " اسمع يا ولد !!! الارض والعرض شئ واحد ، من يفرط بأرضه يفرط في عرضه ، احفظ هذا الدرس جيدا " من يومها وهذه الكلمات لا تفارق ذاكرتي وتعيش في ضميري ووجداني وأصلت لفلسفة حياتي !! ، قالوا : ولكننا نقرأ كثيرا عن جرائم العرض التي نسميها جرائم الشرف ، والتي قد تحدث نتيجة وشاية كاذبه او اشاعة حاقده ، او حتى سوء فهم !! ، ومع هذا تكون النتيجة سيلان الدماء وهيجان الرجولة الكاذبه ؟؟ والسؤال هو : لم لا يتحرك هؤلاء وامثالهم من اجل نصرة الأوطان التي تصادر وتسرق صباحا ومساء ، ومن اجل الدفاع عن المقدسات والثأر للشباب والفتيات الذين يقتلون على الحواجز الصهيونيه بدم بارد ؟ اين الغيرة على الأوطان !؟ ، اليست تعادل الأعراض كما تقول ؟؟ قلت لعلهم لم يتخرجوا من مدرسة جدتي " مسعوده " التي ادركت المفاهيم الأصيله ؟؟؟ ومعاني الشرف والرجوله الحقيقيه ؟؟؟
( نواف الحاج علي )
إرسال تعليق