GuidePedia

0
*** (( تبّت يدٌ )) ***
============

رَدّدْ حَدِيثَ الصَّبْرِ و احْتَسِبِ
فِالقَتْلُ دَارَ على رُبَى حَلَبِ
وَأْذَنْ بليلٍ قاتمٍ مُتَواصِلٍ
مَا أَسْوأَ الظُلُمَاتِ فِي الكُرَبِ
طِفْلٌ تَنَاثَرَ فِي الفَضَاءِ بِبَغْتَةٍ
مَا ذَنْبُه فِي حِصَّةِ اللَّعِبِ
أمٌّ تَقَطَّعَتِ النَّوَاظِرُ عِنْدَهَا
دَمُ طِفْلِها فِي ذِمَّةِ العَرَبِ
مَاذَا نَقُولُ لِبَعْضِنَا فِي مَأْتَمٍ
فِيهِ العُرُوبَةُ فِي ثَرَا الكُتُبِ
وَالعَجْزُ فِينَا قَدْ تَشَعَّبَ هَازِءَاً
صِرْنَا جَمَادَاً رُصَّ كَالعُلَبِ
تَارِيخُنَا سَفَكَتْ دِمَاهُ عِصَابَةٌ
أَحْلَامُهَا قَتْلٌ عَلَى النُّصُبِ
طِفْلَيْنِ كَانَا فِي ثِيَابِ شُجَيْرَةٍ
فِيْ لَحْظَةٍ مَاتَا بِلَا سَبَبِ
قَتَلُوا الْبَرَاءَةَ غِرَّةً بِحَقَارَةٍ
وَ تَبَادَلَوا كَأْسَاً مِنَ الطَّرَبِ
مَاذَا نُصَنِّفُ زُمْرَةً قتَّالَةً
أَحْفَادُ حِقْدٍ مِنْ أَبِي لَهَبِ
فيُصَفِّقُ الأَعْدَاءُ فَوقَ وجُوهِنا
نَحْنُ العُرُوبَةُ فَارِغُوا اللَّقَبِ
و الهَاتِكُونَ لِعِرْضِنَا وَ لِأَرْضِنَا
قَدْ أَدْرَكُوا أَنَّا بِلَا غَضَبِ
فَتَنَافَسُوا فِي قَتْلِنَا وَ تَضَاحَكُوا
مِنْ جَهْلِنَا ...عَجَبِي عَلَى عَجَبِي
هَلْ نَحْنُ قَوْمٌ نَسْتَحِقُّ حَيَاتَنَا
مَا عَاشَ قَوْمٌ فِي بِلَى الهَرَبِ
هَلْ سَوْفَ نَبْقَى بَعْدَ كُلِّ جُرِيمَةٍ
تَعْلُو بِنَا الأَصَواتُ كَالشَّهُبِ
حَتَّى تَمُرُّ دَقِيقَةٍ بِحِدَادِنَا
لِنَعُودَ نَدْفِنُ لَحْظَةَ الغَضَبِ
مَا أَبْأَسَ الأَجْيَالَ بَعْدَ رَحِيلِنَا
فَبِإِرْثِهِمْ نُوَبٌ عَلَى نُوَبِ
فَالآنَ طُوفَانُ الدِّمَاءِ يَطُوفُنَا
وَ غَدَاً تَعِزُّ إِجَابَةُ الطَّلَبِ
لَابُدَّ أَنْ تَصْطَفَّ كلُّ صَرَاحَةٍ
هَلْ تَسْتَقِي أَرْضٌ بِلَا سُحُبِ
إنّا سَئِمْنَا أَنْ نَكُونَ مَطِيَّةً
عِنْد الوغَى نَجْرِي إِلَى النَسَبِ
هَذَا صَلَاحُ الدينِ يَسْألُ فِي الثَّرَى
كَيْفَ استُبِحْتُمْ فِي ضِيَا رَجَبِ
هَلْ هَانَ عِرضُ بُيُوتِكُمْ يَا جَحْفَلاً
أَمْ أَنَّكُمْ مَا صُنْتُمُوا تَعَبِي
لَوْ كَان َيُمْكِنُ أَنْ أَقُومَ إِلَى الْوَرَى
لَرَفَعْتُ سَيْفَاً لَيْسَ مِنْ خَشَبِ
وَ ضَرِبْتُ أَعْنَاقَاً تُوَلْوِلُ كَالنِّسَا
وَ جَعَلْتُهُمْ ضَرْبَاً مِنَ الْحَطَبِ
إِنَّ الرُّجُولَةَ أَنْ تَذُبَّ عَنِ الْحِمَى
لَا أَنْ تُرَمِّمَ مِنْبَرَ الخُطَبِ
نَهْرُ الدِّمَاءِ يَسِيرُ بَيْنَ بِلَادِكُمْ
شَهْبَاؤُكُمْ دُقّتْ عَلَى الصُّلُبِ
وَ العَارُ فَوْقَ رُؤُوسِكُمْ مُتَبَجِّحٌ
دَعْكُمْ مِنَ الأصْواتِ وَ الصَخَبِ
المَوْتُ أَعْظَمُ مِنْ حَيَاةِ مَذَلَّةٍ
فَلْتَقْرَأُوا مَا كَانَ عَنْ كَثَبِ
يَا مَنْ تُنَادَى فِي الدِّمَاءِ عُرُوبَةً
هُبِّي بِرَبِّكِ ثُمَّ فَارْتَقِبِي
تَبَّتْ يَدٌ تَمْتَدُّ نَحْوَ بِلَادِنَا
تَبَّتْ يَدٌ طَالَتْ سَمَا حَلَبِ
===================================================
شعر : د. محمد عباس الطاف
صورة ‏‎DrMohammad Abbas‎‏.

إرسال تعليق

 
Top