***** لك ما كتبت ...ليلة الحادثة. *****
........................................................................
أسافر في فراغ الثنايا....
أسابق عمرا....
أحاول أن أتخطى حدود الزمان
أصاحب غربتي...
ليل الحكايا...
وليل المكان...
لأجل الوصول لآخر عاصمة للزمان...
وآخر نقطة في بلاد الشمال...
قبيل فوات الأوان...
وقبل أن يستفيق من نومه شهريار...
وقبل سماع الأذان...
فأسرع في الامتداد اليك...
من دون خوف لا من نقاط...
ولا إلتواء طريق عصي...
يربط بين الجنوب وبين الشمال...
وكأن الذي بيننا حولته الليالي...
من نقطة حبر ...
لحرف يتوق إلى التيه وجدا...
ويمضي بنا الوقت يا قافية...
ويجرفني الليل...
ليل الطريق...
فقد كانت بين فواصل تلك النقاط...
نقطة من جليد لم تنم ليلة البارحة...
وسافر عنها الحبيب الى نقطة أخرى...
فباتت ليلتها حائرة...
وقرّرت أن توقف كل حبيب يسافر ليلا...
الى روحه الباقية....
فتوقف الزحف نحو حماك...
وأدركت أن وصولي ...
محال...
وضرب من المستحيل...
وأدركت انّ جميع المراكب قد تخونك ليلا...
فثم شتاء...
وثم رياح...
ونوبة من صقيع ورعد وبرق تجيئُ...
وأخرى إلى عواصم العشق تمضي تباعا...
تباعا...
وتسحبها الريح قصرا...
تلبي نداء الإله...
وماخطه على اللوح غيبا...
وأدركت انّ الذي لا يخونك دوما...
ومهما تغير وقت الرحيل...
ومهما تباعد وجد الحنين...
وتلبدت سماءُ المسافات غيماً ...
ضبابا...
وشكا ...
هو الحبر حين يسافر روحا...
هو الحرف حين يكتب نبض القصيدة...
وكل الرؤى...
وما خبّأتهُ خلايا الدماغ...
وماضخه القلب في وريد الوريد...
ليرسم للبعد قربا...
*************************************
وأدركت يقينا...
وإن متُّ قبل الوصول إليك...
ولو ببضع ثوان...
ستكتب عني الطريق...
وليل المسافة...
وكل المقاهي التي استوفقتني...
لفنجان قهوة...
أو كوب شاي... ا
و لشحن رصيد
لاجلك أنت...
كلها ستكتب عن عشقنا الأبدي...
وأني شهيد...
وأني شهيد...
وأني ملاك الهوى...
وطهر السماء...
فقد يبلى من الجسم عظم...
ولحم وقلب...
وتصبح كلها مثل الرميم ترابا...
وملحا...
وطينا إذا مابللته الدموع...
وعندي يقين...
بأنّ الرياح التي تركتها خلفي
ستذرو بقايا التراب...
وتبر العظام...
وما خلفه الدود من بقايا الفؤاد ...
وتبعثني الريح حيا...
إذا اشتدّ حزني ونمتُ رضيّا ...
وروحي ستبقى طليقة في بلاد الصنوبر...
وبلاد الخيال...
وتبقين أنت سجينة ذكرى...
فلا الماس ينسيك اسمي...
ولا الشعر ينسيك أنك أنثى...
من مزيج جميل...
من ضباب وريح وملح...
وانك من رحيق اختلاف خلقت...
وبركنا البحر في حضور النوارس...
وسميتك الغيث رقصا ...
وزخّا...
وشهدا...
ووشمتك على الصبار طيفا...
ورسما...
اما كان يكفيك هذا غرورا...
صنوبرة العمر ...
ياعمر عمري...
إليك عهودي ...
وكل وعودي...
وكل ما قد جرى بيننا...
من حروف قصيدي
وشك ولوم...
وبعد ...وقرب...
وكره وحب
إليك قصيدي الأخير ...
فأنت آخر ماتبقى في جعبتي من حنين...
وأنت خلاصي ...
أنيني...
سباتي...
وصدري الذي كنت أحبو إليه...
رضيعا...وطفلا...
وبعد الفطام...
ثقي أنك أنت خلاصة عمري...
وأنت الجنان...
وآخر فصل ومسك الختام ...
إرسال تعليق