GuidePedia

0

ماذا جنيتُ أنا؟

لتقتص من برعمي الصغير بتلك القسوة

أنا وكل ما يستهويني في عالمكم...

هي دُميتي وأحلامي الصغيرة...

التي لازال خافقي مُعلق ...

على جدران ليلها يتذكر ضحكة الأمس

يخاطب ضمائر غابت عن الوعي

سكنت البيوت الفارهة....

واغتسلت بدماء الأبرياء

أنا...ولم يبلغ عمري اول أعوام النُطق

وأنا أشهق آخر أنفاسي

أتحسس جسدي الضئيل المُسجى

تحت حُطام ضمائركم

أبحثُ عن وجه أمي بين الحُطام

كنتُ لا أفقه ولا أتمنى سواها

وأنا على وشك النطق...

لا أفقه من أبجديتكم سوا كلمة أمي

ربااااه...يوم نطقي كان موتي!

أبتلع نظراتي بحثاً عن ضمائركم

أقلب أطراف ذاكرتي الصغيرة...

وآخر الأحلام

كان المساء يلتزم الوقوف...

على شرفات ليلنا وموائد السمر

حيث كان القمر يهوى المكوث...

على نافذة بيتي كل ليلة

يرمُقني بنظرة تشبه الوداع

لم يفهمها عقلي إلا الآن

كأنه يخاطب النجمات عني...

ولم يأتِ الصوت حد سمعي

كنت أقلب بصري أطراف السماء

كنتُ أتساءل نفسي التي لا تُدرك شيئاً

ماذا سيكون غداً؟

كنت أعلم أنها النهاية

حين علق بصري على شبح الغدر

أتٍ من بعيد.....نعم أبصرته!

سرت في جسدي النحيل قشعريرة

لم أفقه صداها بعد

لم يسعني إلا أن أركض في حضن أمي

لأشبع رغبتي من حنانها الأخير

وأستعد لهولات الغد

ولم أغلق باب مناجاتي في تلك الليلة

كان الأمل...

لازال بين جدران مشاعري البريئة

وعدت أرسمني ودميتي...

بين ثنايا أشيائي كما بالأمس

أستعيد وجهي ووجه أمي وأبي

وبرعمه تشبهني كانت تشاركني

أحلامي وتقاسمني اللعب بدميتي

وها قد وأد الدهر أحلامنا

وكل الوجوه التي كانت...

تشبه برعمي الصغير....

والذي لم يبلغ النطق بعد

ولم يجز أول طريق المناجاة

ولم يفقه معنى الصيام والصلاة

قبل أن تُبشر أجراس الكنائس

بموعد القيامة....

وصوت المآذن بموعد الجُمعة

كان صراخنا هو البشرى

أرتسم خطوط حكايتي وآخرليلة

قبل أن يأتي الغد بأشباح ضمائركم

وقلوبكم التي تجمدت گ قراميد صلبة

وقد تعافت على براءتنا

وأجسادنا الهشة دون ذنب

صراخ يهز جسدي في السماء

يقارب صوت آلات الموت والبارود

ولم تصحو ضمائركم رغم ذلك

وما عاد إلا الصدى ...

يلف جدران تنهار فوق أجسادنا الهشة

ذرات هواء لم يدركها البصر

أعادت صداها لأهل الموت دونكم

أرى ضمائركم الآن من حولي...

وقد رُسمت على محياها مدائن العار

ولازلتم واقفون خلف صوامع أحلامكم

تنسجونها من ظلام ضمائركم

وتشرب الأرض من دمي أنا...

ذلك الصغير الذي لم يبلغ حروف الهجاء

ولم تنتهي الحكاية بعد

بل تلك هي البداية

ولازلت ألوح بآهاتي حتى بعد موتي

لست حزين على عالمكم...

فالجنةُ لنا....

والعار عليكم

..

وداعاً أطفال حلب

..

‫#‏عمر_محمد‬

٢٩/٤/٢٠١٦

إرسال تعليق

 
Top