{{الانكسار}}بقلم ابراهيم فاضل

حينما أمشي إلى ممرِ الذكرياتِ الموجعة

..

أحتاجُ إلى يدٍ حانيةٍ تمسحُ على رأسي

..

كي أواسيَ نفسي

..

لا بدَّ من شكوى إلى ذي مروءة

..

كثيراً ما يأتيني الانكسارُ من وجوهٍ وثقتُ بها

..

اكتشفتُ بعضَها ولم أكتشف بعضَها

..

لمَنْ أمُدُّ يدي ؟!

..

هؤلاء نصبوا الفخاخَ وجرعوني مرارةَ الخذلان

..

ويدي تمتدُّ إلى السماءِ لأقطفَ النجوم

..

تتراقصُ الأحلامُ على الشطِ وعندَ المحار

..

أتحسسُ في صوتي حبَّ الحياة

..

والعتمةُ بين أصابعي

..

والخوفُ ينامُ على كتفي يؤرقُ مضجعي

..

والجوعُ بالقلبِ أملٌ خلف أملٍ

..

يأتون مُثقَلين بالخساراتِ المظلمة

..

أحاولُ جمع بعضَ قطراتِ النَّدى

..

وسط قوافلِ القحط التي تأتي من كلِّ الجهات

..

قامةُ البحرِ تزخرُ بالابتسامات

..

وشمٌ على سُمرةِ الخدِ

..

من أيِّ جهةٍ من جهاتِ الأرضِ أُشعلُ النور

..

ليستْ كلُّ التجاربِ خسارات

..

نقضي عمرنا ونحن نواعدُ ذاتَنا بلقائها

..

في منتصفِ العمرِ وفي أطرافِ المكان

..

أجلسُ على مقعدِ الاعتراف لأقول ما لا أستطيع قوله

..

الحزنُ يمتدُّ في دربي كصيحاتِ الغريق

..

بكيتُ قلبي على جِراحِ الأغنياتِ النَّازفة

..

أتنفسُ الأمنياتِ الزائفة

..

وأفقتُ من الذهولِ على الأمنياتِ الخافتة

..

ما زلتُ لم أُغادرُ طفولتي وبراءَتي

..

نحنُ خُلقنا للنوى

..

الناسُ والدوابُ يُدفنون

..

والطيورُ فوق السماءِ مُهتاجة

..

تنتظرُ جموعَ مُشيعين

..

صارتِ السماءُ تبكي

..

والأرضُ تبكي

..

والحيطانُ تبكي

..

وغامتْ حولي كلُّ الصور

..

فأدركتُ أنَّ هذا خطبٌ جلل

..

الغمامةُ الخريفية تركضُ في صدرِ الجبل

..

وتدورُ ساقيةُ الظلام

..

أكادُ حتماً أنْ أذوب

..

في جبهةِ الأفقِ البعيد

..

في عيونِ الحائرين

..

وفي خُطى العابرين

..