كشهقةِ حَرفٍ في آخرِ ما تَبقَّى من أنفاسِ ذوبانهِ.كظلٍّ مُنكسِرٍ على وجهِ المسافةِ المتفحِّمة. كانَ يُدَونُ العَدمَ في الرِّياحِ ويستصرخَُ جراحَ النِّداءاتِ الخافتةِ التي لم يَجْنِ منها سوى هذا الرُكنِ الذَّاوي في غُرفةٍ يَسْتجدي بها إزدحامََ الحُطامِ الذي يخرجُ مثلَ مَدْخنةٍ لشتاءٍ بلا أمطار.
-ماذا تصْنعُ هذهِ الأرواحُ في هذه الفوضى، زعيقُها يملأٌ الكوابيسَ بالرٌُعبِ كلَّما تَدافعَ الرَّعاعُ لتقبيلِ يدهِ الصَّنميَّة.
-ۤلماذا تَئِنُ المَواسِمُ بالأشجارِ الرَّاعفةِ بالعصافيرِ المحنَّطة. تتدلَّى على ِأنشوطةِ البُكاءِ عُيونُ النَّهاراتِ زَنازين الحكاياتِ التَّائهةَ في عَراءٍ يَنْزفُ بالسَّلاطين.
ِ-أجالَ النَّظرَ يُحدِّقُ بفزعٍ بِقعْرِ كأسهِ النَّاضبِ إلَّا من الثَّمالةِ التي تتزاحمُ على أبوابِ مَجاهلِها خيالاتُهُ العاريةُ إلَّا من أتونِ المجاعةِ والحروبِ التي أَخذتْ تئزُ مدافعُها في بهوِ الفنْدقِ الرَّخيصِ حيثُ تَداعى كلُّ شيء ولمْ يُعدْ ثمَّةَ ثَقْبٌ يُفْضِي إلى غَدهِ إذ لَمْ يعُدْ كما كانَ يَبدو عليهِ في شَهْقَتِهِ ألأَخيرة.
إرسال تعليق