{{الرّبيع أفقدني ولدي }} بقلم الشاعر المختار السفاري

رحل الرّبيع بلا رجعة

إلى الأبد

كما رحلت معه أمّي

التّي ولدتني و لم تعد

و ترك بستاني بأشجاره

في اليتم بلا سند

يبكي على حاله من الجوع و العطش

يلعن المسبّب في إحداث ثورة في بلدي

عوضا أن تحرّرنا و تغنينا

زادتنا عذاب أمّ فقدانها أعزّ ولد

لتضلّ سماها مغشّاة بسحاب داكن

و تعيش أرضها سوادا دائم في نكد

لا الشّمس و لا القمر يزورها ليواسيها

دموع الأطفال من جبروت الجوع في سيلان على الخد

الأرض التّي كانت تحنّ و تطعم أهلها

تبكي من فقدانها فلذات الكبد

الأعداء فرحوا بربيع كاذب

و صنعوا الإرهاب ليبقى هكذا إلى الأبد

و تفقد الأشجار أغصانها و أوراقها

و تموت العروق و تنسى كلّ أشجار النّسب

فلسطين طرد منها أهلها

و العراق و سوريا و ليبيا لا يعرف

مصير بقائها أو زوالها أحد

لا أتّهم إلّا نفسي الخائنة

التّى لم تعطي روحي الرّاحة في جسدي

بلا مكرها و خداعها و كذبها

كياني لن ينال منه المعتدي

و لا أنتخب رئيسا ترصاه نفسي الكاذبة

ليسجن النّبيل المؤمن و يطلق سراح المجرم الملحد

نعيش في زمن المجرم

في حالة سراح في حياته يسعد

و الصّادق المؤمن بربّنا

في السّجون محكوم عليه بالمؤبّد